تشرّفت الليلةَ بدعوةٍ كريمةٍ من الأستاذ الفاضل السيد خالد المساوى بزيارةٍ إلى مدرسة الصَّفاء لتعليم القرآن بسيؤن بين المغرب والعشاء، وفور ولوجي إلى المدرسةِ انتابتني مشاعرٌ لم استطع إخفاؤها، فقد امتزجت فيها السعادةُ بالدهشةِ والانبهارِ والتفاؤلِ والتقديرِ لهذا العمل المرتّب الجميل.
فمُذْ وضعتُ قدمي وكأني قد دخلتُ خليّةَ نحلٍ ناشطٍ دَبَّتِ الحياةُ والنشاطُ في كلّ أرجاءها، تنوّعت الأعمار وتعددت الأشكال والمقاسات، وفي ذات الوقت فالسمتُ واحد، والهيئة الجميلة النظيفة المرتّبةُ واحدة ..
أكثرُ من ثلاثمائةٍ من فلذات أكبادنا، تحتَ سقفِ القرآن يجتمعون، لا يأخذونهُ نصاً وحرفاً فقط، بل قبل ذلك منهجاً وسُلوكاً، رأيتُ ذلك السلوكَ حقيقةً في الأدبِ الجمِّ لدى أولئك الطلاب، رأيتُه حقيقةً في الهِندامِ الأبيضِ النظيف المرتّب والمظهر الجميل، رأيتُه حتى في ترتيب الأحذيةِ عند مدخل المدرسة، بل في ترتيب الدراجات الناريّة للطلاب في فناء المسجد والمدرسة.
ومع كلّ ذلك، كان أجملُ ما رأيت وتعلمتُ ووعيت، ذلك الأمل الوضّاء في عيونِ وقسماتِ من جلستُ أمامهم من أبناءنا حفظهم الله، نعم لقد كنتُ المتحدثَ فيهم، غيرَ أنّي كنتُ المتعلمَ منهم، المستفيدَ منهم، فقد شحنوني بطاقةِ أملٍ وجذوةِ تفاؤلٍ أننا لا نزال بخير، وأنّ أمرنا ما دمنا متمسكين بكتاب ربّنا وسنّة نبينا لن يكون إلاّ في خير وإلى خير .. وأننا ما دمنا ننشر المحبةَ والمودّةَ والتقاربَ والتكاتف فيما بيننا فلن يصيرَ أمرُنا إلاّ إلى كلِّ خير ..
فتحيةً إليكِ يا مدرسة الصفاء .. وللقائمين عليكِ كلُّ حُبٍ ووفاء ..
بقلم الدكتور : عادل محمد باحميد