اخبار محلية

أبلغ من العمر الإعلامي والصحفي ما يقاربُ من خمسة ٍ وثلاثين عاما لم تتخط قدماي إذاعة سيؤن  بين الإعداد والتقديم للبرامج ، وكتابات متواضعة جدا في الصحف المحلية والوطنية وقليلها في مواقع التواصل الاجتماعي ، وطيلة ذلك العمر لم أتشرف بدعوة السلطات المحلية بحضرموت الوادي سوى ثلاث مرات ، الأولى عندما تم تعيين الأخ / فهد صلاح لعجم وكيلا مساعدا للوادي وكان اللقاء في الطابق العلوي لمبنى إذاعة سيؤن الحالي ، والثانية :  في شهر رمضان المبارك 1429 هـ وقت أن كان الأخ / احمد جنيد الجنيد وكيلا لوادي حضرموت  ، والثالثة : مساء الجمعة 25 / مايو / 2013 م  بدعوة الأخ / سالم سعيد ألمناهلي وكيل محافظة حضرموت الوادي ، أي بمعدل كل عشر سنوات دعوة ، إلاّ أن تلك الدعوات على قلتها يمكن أن تشعرك بالفخر و بقدرتك التأثير على الأحداث السياسية في نظام هش يتآكل يوما بعد يوم ، ويزداد هذا الشعور قوة حين ترى القيادات قد ضعفت قواهم وقلة حيلتهم ويرغبون أن توصل تبرير عجزهم في إدارة البلد إلي الجماهير المقهورة لتشكيل رأي عام شعبي ضاغط ومؤثر ويجب أن يلعب ذلك الدور الإعلاميون والنخب المثقفة ممن لم تتلطخ سمعتهم وأقلامهم بفساد السلطات المتعاقبة ولهم في الشارع مكانة وتأثير .

لقد بدأ المسئولون السياسيون الذين جاؤوا  إلى السلطة بعد الرئيس السابق / على عبدالله صالح الذي كان مسيطرا على مكينة الإعلام ترغيبا وترهيبا ، بإدراك حقيقة أنهم في حاجة إلى التقرب لوسائل الإعلام ، إذا كانوا يريدون لأنفسهم  إبحارا أمنا ومطمئنا ، بعيدا عن لف ومكر وخداع  التيار السياسي المتهم بوأد الثورة أو توهانها ، والحق نقول : أنه في حالة قبول فعل التقرب  من بعض الإعلاميين والصحفيين ربما يكون غير مأمون النتائج للتأثير على الشارع ، لإدراكه ومعرفته أن وسائل الإعلام ومن فيها كانوا لسان حال السلطات والحكومات المتتالية يرون الفوضى بأعينهم ، ويلمسون الفساد والظلم نازل فوق رؤوس شعوبهم وأهاليهم ويقولون : كل شيء تمام يا أفندم ؟! ولإدراك ومعرفة الشارع أن سياسة من في السلطة والمعارضة  أفرزت إعلاميين تابعين كل يروج لبضاعته حتى وان كانت فاسدة وبالتالي فعلت السياسة فعلتها في تقسيم الإعلاميين الى موالي ومعارض وكل يوجه سناء أقلامه نحو نحر الآخر وتخوينه وسلخه من وطنيته إرضاء لسياسة قيادته ونسي أو تناسى الفريقان أن الوطن أحوج الى كل كلمة صادقة تُقال في حقه وتعيد الحقوق الى مواطنيه إذن فإن تلك السياسة الإعلامية السائدة غير البائدة حتى يومنا هذا ، هي السبب الرئيسي التي أوصلت شعبنا الطيب الى منزلة الذل والخضوع والمهانة  وقبول الوأد والتيهان ، وهي السبب في تضخيم الذات الفردية عند قياداتنا السياسية حتى صاروا يعتقدون بغرور الإعلام وبعض الصحفيين أن لا يشبههم أحد ولا مثيل لهم في البلد ، تلك السياسة الإعلامية السائدة التي نفرت المتابع لوسائل الإعلام الرسمي والحزبي  وتقزز منها المتابع والمستمع والمشاهد وبعض من فيها كونها لم تتحرى الصدق والمصداقية في القول والعمل ونقل المعلومة الصحيحة إليه ، ومن أتى أو سيأتي سيكون ضحية وكبش فداء لهذا الإعلام المزيف لإرادة الشعب ومطالبه وحقوقه وواجباته وما أعتقده إن الأخ/ سالم سعيد المنهالي وكيل محافظة حضرموت الوادي قد بدأ بمسك طرف خيط الصواب في الإعلام ونرجو توصله  الة حقيقة إن الإعلامي لا يقف دوره عند التقاط صورة وكتابة خبر لزوم الظهور والفخشرة والمطالب المالية التي تتبعه ولكنه اكبر وأعظم من ذلك وهو التأثير المباشر في الجماهير لما فيه مصلحتهم ومصلحة بلدهم ، وتشكيل رأي عام ضاغط للمطالبة بحقوقهم ومعرفة واجباتهم تجاه البلد والوطن والدولة ، ولا يمكن أن يكون ذلك في ضل سياسة إعلامية مظللة ومضيعة للحقوق وتحسن لعبة ( الغماشة )  مع جماهيرها و لقد كتب غيري ، وناشدوا  المسؤلين الخروج من دائرة التغطية الخبرية الى دائرة أوسع في الكتابة والتحليل السياسي والاجتماعي والاقتصادي وذلك بدعوة الإعلاميين المؤثرين ووضعهم على مقربة مما يُدار ويهدد الوطن غير انه لا آذان سمعت ولا عقول وعت .

وان كنت احد حضور لقاء الوكيل وهي المرة الأولى التي تدلف قدماي دار المحافظ بالوادي الواقع جنوب فندق باكلكا وربما الأخيرة بعد قراءة هذا ، إلاّ أنني وبصريح الكلمة لم أستسيغ جو المناقشة حيث الغالبية مشغولة بقطف أعواد القات والتدخين والاتصال أو الرد على المكالمات الواردة ( لم أرى الوكيل يتعاطى القات ) وقد قال الرئيس السابق قولته في القرارات المتمخضة عن القات .

 أن المناقشة والاستماع لساعتين وكم دقائق لموضوع أستحوذ أفراد على كل وقته بـل هي ثورة على النظام ؟ أو انقلاب على الشرعية الدستورية ؟ أو ثورة إرحل وبس ؟ وبأنها وئدت وسرقت وتاهت بعد ما يقارب من تسعة وعشرين شهرا  وتدخل المبادرة الخليجية وأخيرا جلسات الحوار اليمني لهو مضيعة للوقت وإهدار للطاقة الفكرية والبصرية والسمعية .

خاصة وان هدف الدعوة مناقشة الوضع الإعلامي في الوادي ودوره القادم واضطلاع أرباب القلم والفكر والنخب المثقفة على جهود السلطة المحلية فيما يخص الانقطاع المتكرر للكهرباء ووضع النظافة في الوادي والذي حضيّ بما يقارب من 30 دقيقة .. وكأن الوادي كامل الأوصاف ولا ينقصه إلاّ الثنائية السنوية الكهرباء والنظافة غير أن هناك ملفات يجب أن تشرك السلطة المحلية بالوادي كل الناس في حلها منها الأمن والتربية وتدوير الكادر الوظيفي المؤهل والانفلات المجتمعي والهجرة الداخلية من الريف الى المدينة أسبابها ومسبباتها.  

وبالرغم من كل ذلك اعتبر خطوة الوكيل هذه طيبة وفي الطريق السليم فله كل الشكر لدعوته ونرجو أن تتوسع دائرة دعوته أكثر لتشمل كل الإعلاميين والصحفيين الموالين والمعارضين طالما وان الهدف حضرموت الوادي أولا ومواطنيه ثانيا ..

وليعذرني الأخ / سالم سعيد المنهالي وكيل محافظة حضرموت الوادي والصحراء إذا لم أضع قرين اسمه رتبته العسكرية المستحقة  لا لشيء غير أن تلك حقبة قد خلت وتبقى في سجل التاريخ العسكري له ما كسبه وعليه ما اكتسبه وقد أحببت عدم عسكرة الحياة المدنية في وقت نبحث فيه عن الدولة المدنية .  

وأدعو الله أن يهدئ نفوسنا جميعا .

بقلم : سليمان مطران

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص