اخبار محلية

أحببت ان أصارحك ، وأصارح الإخوان المسلمين ، ولذا كتبت .. نحب مصر ومن محبتنا لها نصارحها ونصارح رموزها وصانعي القرار فيها ، اردت ان اقدم الدروس والاستنباطات التي توصلت لها من خلال تأملي المتصل والطويل للمشهد المصري منذ 25يناير2011، ،يجب أن يدرك كل انسان أنه ليس كل من سيرسل اليه سيجامله ،بل الأهم أن ينصح له ، وأن يذكر عيوبه من وجهة نظره ان كان هناك عيباً ،وليس يعيب الانسان حينما يخاطب بما هو يعمل ليتصف به ويُذكر عنه ...

أيها السيسي ...

لقد فكرت بإي خطاب اخاطبك؟ ابالخطاب الذي يليق بي، ام بالخطاب الذي يليق بك ؟ فآثرت أن اخاطبك بالخطاب الذي يليق بك،ولكن خشيت ان لا تجد رسالتي هذه حظها من النشر والانتشار فآثرت التخفيف الى أقصى ما يمكن ....

أيها السيسي .. وما ذنبي أن كنت سيسي :

ما الذي حملك على ما صنعت،ان لم يكن الطمع في الحكم،ما الذي حملك لتعزل ،مستنداً الى قوة الجيش ومال مؤيديك في خارج مصر مع شراذم المعارضة ،اول رئيس منتخب لمصر،لو كنت صادقاً مع بلدك ورئيسك لنصحت فان لم يُسمع لنصحك اما ان تصمت او تستقيل ،إما ان تقوم بانقلابك ثم تُقيم المجازر لشرفاء مصر فانك قد تطاولت واسرفت وبغيت واجرمت بما تتواضع معه كلمة الإجرام ...انها تنزوي خجلاً من إجرامك .

بشرت بمصر ام للدنيا على طريقتك اردتها أم غير شريفة وهي تأبى ذلك ويحاول ابنائها الشرعيين ان يحبطون نواياك المشينة واتمنى ان يتوفقون ،لم يقم انسان في حياته بإجرام في حق مصر مثل ما اجرمت انت لقد شوهت مصر وثقافة مصر وغدت الثقافة المصرية التي تدافع عنها انت ومن معك ولف لفك ثقافة الانحطاط والسقوط والهمجية التي تتواضع عندها همجية القوط والنورمنديين والاسبرطيين في الحضارة الاوروبية ومعهم الصهاينة وبوذيي بورما،لقد لطخت الثقافة المصرية بعار لا تمحوه العقود الطوال.ان من يريد ان يتثقف اليوم بثقافة الإجرام والعربدة عليه ان يتواصل معك ومع الاشرار الذين من حولك ... لم تكن يا دعي الزعامة سوى وزير دفاع لجيش مصري اكتشفنا بوهمك انه امريكي ـ صهيوني اكثر مما هو مصري ،جيش يقتل شعبه لحساب قادته الدمويين رجال الغدر والنفاق ،جيش تغذى بالمال الامريكي وابقى عليه الصهاينة في اكتوبر من عام 1973م مجرد عميلاً وتابعاً ذليلاً لهم ..ان كان جيش اسرائيل او جيش هتلر كان يقتل اجانب عنه غاز لبلدانهم فجيش مصر يقتل شعبه.ان كان للأمريكان جرائمهم في العراق وفي ابوغريب وفي جوانتانامو فان اجرامهم قد يغتفر لأنه لم يكن ضد ابناء وطنهم اما جرائمك فإنها ضد بني وطنك الذين تتوهم نفسك رئيساً (ديمقراطياً)على اعناقهم .

كثيراً ما تحدثت عن جمال عبدالناصر وكثيراً ما قارن مجرمو مصر من اعوانك بينك وبينه،حقاً انكما متشابهان في الإجرام ،انكما مجرما حرب،انت لا داعي ان اذكرك بجرائم حربك ضد الاخوان المسلمين الشرف الباقي لمصر والفخر الباقي لأرض النيل ،اما جرائم ناصرك فأولها في اليمن حينما حكمها حكماً بغيضاً عاتياً جباراً وكأنها محافظة مصرية ورئيسها محافظ مصري مناً بموقفه ضد الملكيين،اتدري من هم الملكيين؟انهم (فلول)،نعم فلول ايها المجرم الغادر،فلول النظام الذي اسقطته الثورة السبتمبرية ووقفت ضدها المملكة السعودية التي تساندك اليوم وتمولك وتدافع عنك وعن انقلابك ضد الثورة المصرية وما اشبه الليلة بالبارحة ،وكان من حسنات ناصرك انه وقف في وجه محاولة السعوديةلاسقاط الثورة والجمهورية،أي انه لو كان يعيش اليوم وكانت مصر اليمن لوقف ضدك وضد اتباعك الرجعيين حقاً .وكانت ثاني جرائم ناصرك ايها المجرم المجزرة التي عرّض لها جيش مصر في عام 1967م حتى يساورني الشك هل فعل ما فعل بالتفاهم مع اسرائيل من عنتريات خاوية ثم هزيمة ساحقة ما حقة ثم يأتي في خضم التمثيلية يعلن استقالته المدروسة نفسياً بعناية،انك بدون شك تمضي في سيناريو لدمار مصر مادياً،اما معنوياً فقد اتممت دمارها فثقافتها وثقافة نخبتها لا تعني لي سواء انها منحطة سافلة قذرة وستزداد من كل هذا الثالوث ما بقيت بيدقاً في جيشها الذي يحتاج كسر وتطهير منك ومن امثالك من الخونة المعربدين وكذلك داخلية مصر القاتلة المجرمة.

شكراً لك أيها السيسي لأنك عرفتنا أكثر على اهمية دور الجيش المنظم لثورتنا التغييرية السلمية بقيادة اللواء الوطني علي محسن صالح الاحمر الذي أدان انقلابك،لم يجد الشعب المصري قائد وطني في الجيش يسند ثورته انما وجدك غادر منافق لا تتردد في ارتكاب المجازر ضد شعبك بالرغم من ان الثورة المصرية السلمية لم تقم ضدك في 25يناير2011م ولكن قبلت ايها الواهم ان تقف ضدها مستنداً الى قوة جيش مصر المشكوك والمطعون بولائه لبلاده .

شكراً لك ايها السيسي فقد فضحت مصر وجعلتني اكتشف حقيقة الوهم المصري ،ان مصر تسير عبر وهم كبير يصدقه معظم العرب ،ولن يكتب لمصر نهوض مالم تستيقض من هذا الوهم الذي انت آخر حلقاته وتجلياته حتى اليوم ... يتكون الوهم من ثلاثة حروف تحاكيها اهرامات الجيزة الثلاثة الكبرى :خوفو وخفرع ومنقرع ،والاهرامات في حد ذاتها تحمل ثلاثة اوهام : وهم ان بداخلها تكون الحياة الأخرى ،وهم انه لن يصل اللصوص الى ما بداخلها ووصلوا ،ووهم مؤرخيكم المحدثين انها قلاع لا قبور،وما هكذا تبنى القلاع ،وليس فيها يُدفن الملوك ،وما تحدث عنها التاريخ الا انها مقابر وما أكثر النقوش المرسومة عليها الدالة على انها قبور والرابع انها فخر للحضارة المصرية مع انها أقرب الى العار فقد بُنيت بالقهر والظلم ومن يمجدونها انما هم من لا يكترث بانين المظلومين. من حلقات هذا الوهم قارون الذي ظن انه قد امتلك الاموال عبر ذكائه وعلمه ونسي ان الله هو الرزاق،ورمسيس الثاني فرعون موسى الذي زعم انه رب العالمين ومضى يقتل الذكور من بني اسرائيل حتى يدوم له حكم مصر فخاب تخطيطه وربى في بيته من يخشاه ويقتل بني اسرائيل لأجله وانت تقتل شرفاء مصر من الاخوان وغيرهم وتسجنهم وتحاكمهم ليبقى لك حكم مصر،فهيهات،من تخطيطك سينهد عليك ما تبني ويكون مصيرك أسواء مما تتوقع في اسوأ كوابيسك ايها المتفحم الضمير،ومن حلقات الوهم المصري القومية التي دعاء لها ناصرك ثم يشن الحرب على بني وطنه بحجة كاذبة رخيصة تحاكي في خستها صاحبها،وبالمناسبة هذا هو وجه الشبه الوحيد بينك وبن ناصرك الظلوم الجهول الغشوم،ثم وهم الوحدة والتوحد والشعور الواحد مع (الاقليم الشمالي) فاذا به استبداد وديكتاتورية ناصرية غاشمة مجرمة لم تكتفي باجرامها وظلمها في داخل مصر اذ بها تصدره الى خارجها .

ومن حلقات الوهم المصري وهم انتصار ووهم حرب اكتوبر،لقد توقفتم ايها المصريين عند 6 اكتوبر وصدقناكم ولكن بانت الحقائق وتكشفت عن هزيمة مروعة تكبدتها مصر بسبب غباء انور السادات ورعونته ،لقد فرض مخططه ورفض مخطط رئيس الاركان البطل سعد الدين الشاذلي الذي حقق النصر الأولي فخرج به السادات يبتهج بالانتصار ولا زالت القوات في الجبهات فكان حصار الجيش الثالث حتى قال احد قادته اصبحنا تحت رحمة اسرائيل وكان عدد افراده 35الف جندي مصري كان بإمكان الطيران الاسرائيلي ان يقصفهم ولا يبقي منهم الا من يحمل لكم انباء الفاجعة المؤلمة،ولكنهم لم يفعلوا لانهم فيهم دم وضمير يا عديم الدم ومتفحم الضمير،ويأتي سادات مصر المنحط كوسيلة لادعاء النصر يعرض الاسرى الصهاينة امام وسائل الاعلام في خسة مصرية لم تكن الاولى ولن تكون الأخيرة،لقد كان اهم دروس تلك الحرب ان العرب لا يمكن ان ينتصرون في حرب نظامية على اسرائيل ما بقيت دول كبرى تدعمها (سبب من الناس) ولا يمكن هزيمتها والحال هذه الا عبر حرب استنزاف مرهقة لها وطويلة تنظمها حركات مقاومة راشدة مثل حركة حماس.

ايها الإنقلابي .... لقد كنت بوهمك آخر حلقة في مسلسل الوهم المصري حتى اليوم،انك تتوهم في نفسك الزعامة وستسقط،وتتوهم انك قد صنعت ما لم يصنعه غيرك بالإخوان المسلمين حتى منعت عنهم الاقلام والاوراق في السجون ولكنك تجعلهم يراجعون مسارهم اجمعه،كما تجعل من الاخوان من يراجع مسار الجماعة فتترسخ مكانتها وقدرتها على ان تخدم شعبها من دون خوف من قادة واهمين من امثالك،وستسقط وينسى ذكرك الا باللعنات وسيبقى الاخوان في مصر وفي كل الدنيا يحكمون غصباً عنك ورغماً عن من يمولونك من اكراء البترودولار وسيتواصل الربيع العربي وسيجرفهم كما جرف بن علي ومبارك وعلي صالح،والجيد فيهم من سيختلف مصيره عن مصير القذافي اولئك الامراء الغارقين في الاجرام مثلما هو انت فهم شركائك في الاجرام .

ايها الخائن رئيسة ... توقف عن الوهم فلا شرعية ولا مشروعية لوجودك في موقعك اليوم في مصر ولا شرعية لرئيس الزور الذي عينته واستغرب كيف يرضى ملك معترف به ان يلتقي برئيس زور وامام الكاميرات مشروع خاسر يمضي فيه ملك السعودية ومعه ملك الاردن ،واصارحك كم نمقتهما ونبغضهما ونتمنى لحكمهما كما هو حكمك الزوال العاجل.ولا شرعية لوزارة الببلاوي ولا لوزرائه وكل ما تصادفه من ترحاب من الغرب فانه مجاملة لأجل مصالحهم في مصر والا فانهم يدركون كما تدرك انت أنك انقلابي غادر خائن لوطنه ولرئيسه ((وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلماً وعلواً))وما أشبه ليلة السيسي ببارحة فرعون وسيعلم الذين انقلبوا أي منقلب ينقلبون .

شكراً لك ايها السيسي فقد اكسبت السعودية كراهية وسط المسلمين السنة اكثر من الكراهية التي هي لإيران وسطهم وقد انفقت السعودية الملايين لخلق الكراهية لإيران ولكن ايران لم تدفع فلس واحد لخلق الكراهية للسعودية وجنت هذه الكراهية بالحسابات الخاطئة لآل سعود بل اوقعتهم في دائرة الاجرام والايغال في الدم المصري.

شكرك لك ايها السيسي فقد عريت المشروع اليساري والليبرالي في مصر من ورق التوت،لقد كشفت كم هم مجرمون وكم هم سلطويون ،وكشفت انهم لا يحملون من الوطنية لمصر الا ما يجعلهم ينتظرون اول حمم النيران العسكرية ضد حلم شعبهم في الديمقراطية لينظموا للعسكر الذين طالما دبجوا المقالات ورفعوا الهتافات ضدهم وبضوء أخضر امريكي...شكراً لك ايها السيسي فقد فضحت الادعاء الامريكي والغربي بالديمقراطية ونشرها خارج اوروبا ...شكراً لك ايها السيسي فقد اسهمت في ان يستيقظ الاخوان المسلمون من وهم التمكين المزيف .

أيها الاخوان المسلمون الزموا التواضع ودعوا الغرور فانه مقبرة النجاح وقد رأيتم وسمعتم وكم نحن نتألم لكل ما حدث...ايها الاخوان انها نصيحة ينبغى ان لا تتأخر اكثر من اللازم ودرس يجب استيعابه لا من قبلكم فحسب ولكن من قبل الاخوان أمل الأمة في كل مكان ....ايها الاخوان ...اياكم والغرور والوهم بالتمكين،إنّ التمكين لا يتحقق بتنصيب اخوان مسلمين او موالين لهم في كراسي السلطة والأجهزة الادارية،انما التمكين ان تكسبوا الاغلبية الشعبية إما مصوته ومستميتة معكم او ان توجدوا لكم نفوذ حقيقي في الجيش،لا لتقفوا به في وجه رغبة شعوبكم ولكن لتؤيدوا رغبتها وتحمونها مهما كانت لا تتوافق وامنياتكم ...ايها الاخوان في كل مكان ..الدرس المصري يجب استيعابه بدون اوهام ...ان الجماعة جماعتكم ...ولكن الوطن وطن الجميع فاقبلوا الجميع وانفتحوا عليهم صدقاً وعدلاً وتواضعوا لهم ومكنوا اصحاب الكفاءات منهم من المواقع التي تليق بهم في مرافق الدولة وراقبوهم لتكافؤ المحسن وتبعدوا المسيئ،إنّ كفاءات أي قطر هم جزء من ثروته الوطنية التي يجب استيعابها في بناء الوطن وان كان من المعارضة ويجب الامتناع عن مجرد التفكير في الاستبعاد او التهميش لأي كادر فقط لأنه من خارج الاخوان ومن خارج الاسلاميين .اكسبوا الناس ولا تنفرونهم،ازيلوا السدود بينكم وبينهم ولا تؤسسوها وترفعون بنيانها،ابذلوا كل جهد بكل اخلاص لشعوبكم لتتقدم وتزدهر وتعيش بسلام،ايها الاخوان المصريين جميل موقفكم في وجه الانقلاب ومع الخيار الديمقراطي ولرمزيتكم في هذا الصدد ،ولكن كان بإمكانكم الاكتفاء بأسبوع فقط من الاعتصام في رابعة العدوية بيان موقف حقيقي لا ان تنساقوا الى الوهم ولا ان يكون الوهم سائسكم فأحسنتم الظن بالإنقلابي السيسي برغم تهديداته وبرغم مجزرة الحرس الوطني.ان على الاخوان ان يفكروا عاجلاً في الخلاص من منهجية اربكان الصدامية الى منهجية اردوغان المتبصرة المتأنية،كان بوسع الدكتور محمد مرسي رئيس مصر الشرعي ان يعمل بهدوء لتحقق مصر الاكتفاء الذاتي من القمح والدواء والسلاح بدل عن الخطابية الغير مسؤولة والغير ناضجة في ظل انه لا يستطيع ادخال مجرم معلوم الاجرام السجن،وهنا من المهم ان اذكر ان الخطاب أمانة ومسؤلية وليس عنترية جوفاء تمنح الاخرين المبرر ليتوجسوا ويتآزروا ضد اوطاننا وشعوبنا وجماعتنا،ولا نجلس نلقي باللوم عليهم لما تآمرتم ضدنا علينا ان نفقه بعمق اللعبة السياسية والاقتصادية وان نكف عن القاء الخطابات غير المهدفة وغير الراشدة ،ان الخطاب يجب ان يحصر فقط على قول ما يجب قوله وان لا ندع العواطف ودغدغة مشاعر و آمال الجماهير تملي علينا مفرداته .

شكراً لك ايها السيسي فقد عريت موقف علماء السلفية في مصر الذين ايدوك في اجرامك واكتفوا بموقف اللاموقف من جرائمك فلم يدينوها وجبنوا حتى عن مجرد قول كلمة الحق وبخاصة اعلامهم امثال محمد حسين يعقوب و محمد حسان ...

شكراً لك ايها السيسي فقد اظهرت لنا الوجه القبيح لرجل الدين كيف يكون وقد وجدنا هذا فجاً في مفتيك علي جمعة ،فكان نموذج لعالم السوء،نموذج لرجال الدين الذين ينبغي اسكاتهم الى الأبد في ان يتكلموا في السياسة فيبيحوا الدماء المعصومة والانفس البريئة والارواح الطاهرة عبر لي النصوص وتزوير التاريخ واسقاط النصوص الشرعية بما يخدم الرفع من شأن المجرمين والحكام المستبدين .لقد كشفت لنا ان رجل الدين ينبغي ان لا نأمن له ما عاش ،حتى إذا مات مجدناه ان استحق التمجيد وخلدنا ذكراه .حقاً لقد شوهت ايها السيسي رجال الدين وهم يستحقون لنزق بعضهم وجرأتهم على الله وعلى البشر.

شكراً لك ايها السيسي انك جعلتني ادرك كم كان الاوربيين الواعين محقين حينما اعلنوا منع تدخل رجال الدين في امور السياسية ولحساب نزواتهم وامزجتهم المتعفنة ..انك جعلتني استوعب حيوية فصل الدين عن السياسة في مجتمع ديمقراطي لا يدوس فيه العسكر على نتائج خمس انتخابات حرة ونزيهة ثم يأتي زعيمهم يدعو ويروج لانتخابه في انتخابات يزعم انها ستكون حرة .

شكراً لك فقد جعلتني أؤلف،وانتهي من تأليف، كتاب ربما غير مسبوق يتناول الاخوان المسلمين بإنصاف وموضوعية

شكراً لك ايها السيسي ان بينت لنا ان رجال الدين المسيحيين لم يفهموا بعد اهمية ان لا يتدخلوا في السياسة .

شكراً لك ان بينت لنا أن كثير من القادة العسكريين لا أمان لهم وانهم مستعدين للمقامرة بالوطن واحلام بنيه ونصب المجازر لهم واحراقهم واحراق مساجدهم وكنائسهم مقابل ان يتربعوا على السلطة

شكراً لك ايها السيسي انك عرفت شعب مصر انه كم كان مخدوعاً بجيشه،وعليه ان يعيد النظر فيه ويطهره ويمنع عنه حبل المعونات الشرائية السرية لولائه تحت ذريعة اتفاقية كامب ديفيد .

شكراً لك ايها السيسي فقد عريت اعلام الزور ودجالي السياسة والفكر والثقافة من امثال محمد حسنين هيكل و حسن نافعة وعمار علي حسن ووحيد عبدالمجيد ..انهم الرموز المدنية لزمن الانحطاط ... شكراً لكم يانفايات الفكر والتنظير والتنطيط لاكتشافكم وترويجكم انتم وسيسيكم ديمقراطية عد الرؤوس بدلاً عن (ديمقراطية الصناديق).

شكراً لك ايها السيسي لأنك اثبتت للوهمين ان مصر والأمة العربية قادرة على انجاب وصنع المزيد من المعربدين المجرمين المأجورين الذين يفوقون على رموز الاجرام الصهيوني والغربي والشرقي ...شكراً انك اثبتت أن بإمكان العرب ان يتفوقون في أي حاجة .

أيها السيسي ... إن إجرامك مع حفظك لكتاب الله يجعلني أشك في أنك لا تزال مؤمن بالله،وأشك في أنك مؤمن بيوم الحساب،واستغرب كيف تصلي،كيف تقف أمام الله لتصلي ....لتقول :ألله أكبر ،وأنت تعتقد واهماً أنك أنت الأكبر، تقف لتقول:بسم الله ،وانت باسم الشيطان تقتل وتجرم،تقف لتقول: إياك نعبد ،وانت تعبد الكرسي ولو كان على جثث الاشلاء وأجسادهم المتفحمة،وان كان على بيوت الله المحترقة التي حرقت فيها الركع السجود وهم أحياء،استغرب أن تقول :إياك نستعين،اتستعين بالله في إجرامك ،هل لديك مشروع غير مشروع الاجرام ومحاربة شعب مصر وإجهاض ثورته وحلمه ،أما تستحي من الله الذي هو قادر عليك أن تستعين به على إجرامك،تقف لتقول:اهدنا الصراط المستقيم،تطلب من الله كاذباً لانك تسلك صراط المغضوب عليهم والضالين وتصر على سلوكه ...استغرب فيك ..باي قلب او روح تصلي ...

ايها السيسي ... تراجع عن كل ما فعلت لعل هذا يخفف من وطأة إجرامك ...أعد للمصريين رئيسهم ودستورهم ومجلس شوراهم وارحل من فورك عن ارض مصر ...

شكراً لك ايها الرمز الذي لا تحتاجه مصر ولا امتنا ........

ختاماً أيها السيسي ... ربما كنت قاسياً في بعض الالفاظ التي اضطريتموني إليها وزمرتك ولكن قد وجدنا في كتاب الله الذي قيل انك تحفظه ،هذا التعبير : ((وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ)) ... واذكرك بجزء من آية في ختام رسالتي المفتوحة هذه،فلعلك نسيت هذه الآية او فسرها لك على مزاجك احد مشايخ الضلال الذين تستعين بهم ،قال الله تعالى ((وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ))،جاء في تفسير ابن كثير،التفسير السلفي الأقرب الى المدرسة السلفية التي يتزلف لك رموزها في مصر والسعودية لتخلصهم من الاخوان المسلمين ،قال ابن كثير ((وقوله: { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } ، كما قال تعالى: { يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } [غافر:52] وفي الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة" (5) .وقال عبد الله بن رَبَاح، عن صفوان بن مُحْرز: أنه كان إذا قرأ هذه الآية - بكى حتى أقول: قد اندق قَضِيب زَوره -{ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } . وسرد تأويلات آخرين للمقصودين فيها ثم كتب تفسيره لها ((والصحيح أن هذه الآية عامة في كل ظالم)) ..وإنّ الظلم ليجأر من ظلمك...أتدري كم قتلت،اتدري كم حرقت أحياء،اتدري كم حرقت من جثث،أتدري كم عوقت وجرحت ،أتدري كم يتيماً ويتيمة يتمت وإمرأة رملت وأباً وأما أثكلت ،كم قلباً أحزنت ؟؟؟؟؟ أتدري ...لا أظنك تدري ... لم تكن لديك أي حجة شرعية ولا عذر شرعي في ان تقتل وتجرم لقد كنت في كل حماقاتك وإجرامك متعمداً وعن سبق إصرار وترصد ،اتدري ما عقوبة هذا ،هناك إعدام في محكمة الأرض ولكن هناك ما هو أشد من الإعدام ويهون عنده الإعدام في محكمة الملك العدل ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا )) ..ولا توبة لقاتل متعمد ،كما اتفق العلماء الا علماء القتلة من امثالك ...يومها لن ينفعوك ولن ينفعك خادم الحرمين خائن المصريين ولا وجود يومها لدبي ولا واشنطن ولا غيرها من العواصم التي تؤزك أزاً إلى جانب شيطانك وشيطانهم الذي لم يسجل له القرآن قولاً غير ((وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) ..

شكراً لك في ختام الختام أيها السيسي فقد جعلتني أشعر واستيقظ على كم هي حاجة الناس الى ان يكون هناك يوم تقوم فيه الساعة.. يوم يحاسب فيه الناس ..وحاجة الانسان الى ان توجد هناك جهنم وما فيها من أشد العذاب والنكال... لقد جعلتني ادرك أكثر لما سمى الله تعالى عذابه وعده من الآلاء في قوله تعالى : ((يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ (44) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)) ...

بقلم : مرعي حميد

 

• مرعي حميد مفكر وباحث من اليمن

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص