فصل التوأمين"حسني والكرسي" (محمد الحزمي)

في عملية بالغة التعقيد وعلى مدى 18يوما تم الانتهاء يوم الجمعة الماضية، بفضل الله تعالى من فصل التوأمين "حسني والكرسي" وتعد هذه العملية أعقد عملية عبر التأريخ، وبرغم أن من قام بإجرائها هم ملايين من أبناء شعب مصر، إلا أن هذه العملية أكثرها تكلفة،برغم أن القائمين عليها لم يستخدموا مشرط الجراحة (الانقلابات العسكرية)، كما هو معتاد في مثل هذه العمليات عبر التأريخ،واستخدموا "الأشعة السلمية" مستلهمين ذلك من تجربة الشعب التونسي الذي سبقهم بأيام، إلا أن أحد التوأمين (حسني)، كان شديد الالتصاق إلى أبعد حد بالتوأم الأخر"الكرسي" فقد كان يحبه حبا جما، إلى حد العشق والغرام، حتى أنه رفع شعارا يدل على مدى هذا التعلق بتوأمه " عليه أحيا وعليه أموت" برغم ما لقيه من إهانات، وصلت إلى رفع الأحذية في وجهه،وما كان ذلك الحب الشديد إلا لأن الكرسي هو الحبل السري ومصدر حياة حسني، ومصدر بذخه، وثروته مع عائلته، وتقديسه وتأليهه، وبرغم أن تعداد من قام بهذه العملية هم الملايين، إلا أنهم واجهوا مقاومة شديدة من التوأم حسني، مما استغرق هذا الوقت الطويل، وكلف الآلاف بين قتيل وجريح في صفوف الشعب، وهذا يعود لما يمتلكه حسني من جهاز مناعي قوي، مكون من أكثر من 2مليون برغوث وفيروس يقاوم مثل هكذا عملية،وكان أخبثها الفيروسات السرية، (جهاز الأمن السري) التي تشرف على سراديب الرعب، والقتل والعذاب، وتحطم كل خلايا النمو والإبداع، وكانت هذه الفيروسات هي المسئولة عن الضحايا الذين سقطوا، ويمتلك التوأم حسني أيضا عشرات من المستنقعات التي تكمن فيها البكتيريا الضارة (الفضائيات والإذاعات والصحف) التي تعمل عملية تمويه، فتُضلل وتُخذل القائمين على العملية الجراحية، إلا أن الشعب كان يمتلك قدرة مضادة أذهلت الفيروسات ومن أرسلها،صحيح أن بعض الفيروسات أصابت البعض بأنفلونزا (البلطجة) إلا أنها انهارت ولم تستطع إيقاف العملية، وقد كان (حسني) وحده يعاني ألما شديدا دون التوأم الآخر جراء العملية، وهكذا تمت العملية بنجاح منقطع النظير، وقيل أن التوأم حسني أصيب بغيبوبة أثناء إتمام الفصل، ومن المحتمل أن لا يعيش بعد هذه العملية وقد ربما يصاب بنزيف داخلي ويفارق الحياة، (إنّا لله وإنا إليه راجعون).

ومن هنا فإن الشعوب العربية التي ترزح تحت حكم الاستبداد بحاجة اليوم إلى الاستعداد لأجراء مثل هكذا عملية، وعلى الحكام إذا أرادوا عدم التعرض إلى ما تعرض إليه رفيقهم من نهاية تعيسة وذليلة وألم شديد، أن يتركوا التعلق والحب الشديد للكرسي حتى لا ينطبق عليهم المثال القائل (ومن الحب ما قتل).

 

 

نقلا عن : الصحوة نت

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص