أستاذ / عبداللاه ..

إسمُه رديفٌ للعيش الراقي الذي نأمله نحن ، ونعجز عن صياغته على واقعنا ، لأننا ننساق وراء القبح في حياتنا ونجاريه [ حتى وإن أنكرناه على أنفسنا ] فيأخذنا في هوجته .. وتظل حياتُنا اجتراراً له .. وحده كان يعلن عن أفكاره بشجاعة .. ويرسمها أمام الجميع بشجاعة .. ولا يهادن .. كان مكتفياً بإعطاء القدوة بهدوء ، فيرسمُ لمريديه وتلامذته رؤاه .. ولا يجادل المنكرين له .. فهو متيقنٌ بأن المجتمع الجديد لا يرسمه المتخاذلون .. كنتُ أضعه قدوتي ، وأنا تلميذٌ في حضرة معهده لتعليم اللغة الإنجليزية ، وأنشَدِه إلى إلقائه للعبارات باللكنة الإنجليزية الكلاسيكية .. فيورثُ فيّ حلماً صبيانياً أن أبلغَ مبلغَه في الرصانة .. ولا أستطيع .. وأرقبُه جالساً في جلستِه الأمبراطورية على كرسي في العصاري وهو يطالع المارة أمام بيتِه من خلال نظاراته السوداء .. فيأسرني تحديقُه القاسي إلى نقطةٍ لا أفقه إمتدادها ، وأحاول أن إجاريها بطفولية ، فأرهب المحاولة وأنصرف .. عندما رشّح نفسه في انتخابات 93 م اختار شعاره [ فلنأكل مما ننتج ] في دلالة عن عمق تفكيره الاستقلالي الممتد من شخصه إلى وطنِه وأمته .. فتراجع عنه المنتخبون ، وذهبوا بأصواتهم إلى من ساقهم [ ركباناً ] إلى حرب 94 م. كان جهورياً بحداثيته .. ولا يتخاذل عن إعلان رؤاه العاشقة لأرضه وأهلِه .. فلم ينكر عنه إلا الجاهلون .. كم أجد في توقيت وفاته عبرة .. فقد تراجعت الأفكار والرؤى الخلاقة .. ولم يعد في كادر الصورة إلا أهواء عجفاء كأصحابها .. رحم الله قدوتنا .. الأستاذ / عبداللاه محمد بارجاء ...

بقلم : احمد علي فرقز

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص