حضرموت اليوم / سيئون / خاص :
كتب الشيخ الداعية /عبدالرحمن بن عبدالله باعباد في صفحته على الفيس بوك مقال حمل عنوان (همسة في أذن كل مسؤول ومثلها في أذن الشباب) حيث وجه رسالة لمعاشر المسؤولين والشباب بأن يقفوا أمام هذه المأساة المتمثلة في كون التربية الإسلامية صارت موؤودة في مساجدنا ومدارسنا وجامعاتنا وقد كانت بالأمس تفعل فعلها وتؤدي واجبها في شوارع المسلمين وأسواقهم .
وأضاف : إلى متى نرضى بأن تكون التربية جسداً بلا روح وشعاراً منمقا جعلنا ذيلاً في واقعنا بينما الركب يسير ، وإن كل نجاح ننشده وتغيّر نطلبه أساسه ما أهملناه وهو التربية الإسلامية والإيمانية وبإهمالنا لها تنامت المشاكل وماعت الشخصية وذابت الهوية وربما انعدمت وصار المسؤولون والشباب يخبطون ويتخبطون وصاروا أهدافاً لسهام أعدائهم ولا وقاية من تلك الأسهم الا بالدخول في حصن التربية ..
وفي ختام منشورة وجه الشباب بأن لايصعوا ولا تلتفتوا إلى تلك التربية الهشة من الإعلام الآثم والتي تدعوكم إلى هدر الطاقات في التباكي على اللبن المسكوب في حين أن غيرنا يواصل وضع الخطط والبرامج لمواصلة المسار والمشوار وتنامي النهوض واتساعه وعلينا أن نعود إلى حقيقة وظيفتنا وهي بناء الإنسان بالتربية لابالحقد بالعلم لابالسياسة والمناكفات بالعدل والتآلف لابالمناطقية والمذهبية ..
نص المنشور :ـ
همسة في أذن كل مسؤول ومثلها في أذن الشباب ..
سأختصر معكم الطريق بجواب على سؤال .. سئل وزير التعليم الياباني عن سر التقدم والتفوق الذي أحرزته اليابان في شتى مناحي الحياة ، فأجاب بكل فخر واعتزاز : ( السر يرجع إلى تربيتنا الأخلاقية ) . ومثل هذا السؤال وقع لمهاتير محمد فأجاب بما معناه : جعلنا للمعلم مكانة الوزير .
والكلام أعلاه للإستئناس وإلا فأصل انطلاقتنا الأولى لأمتنا الإسلامية العظيمة بدأت بأفراد قلائل سقوا كؤوس التربية الإيمانية من يد الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وتمت صناعة عقولهم وصياغتها إيمانياً وأخلاقياً ليحسن تعاملها مع اهداف عظيمة مرسومة وواضحة فأثمر ذلك إنجازاً عظيماً في واقعهم وسعدت بهم الدنيا حجرها ومدرها وشجرها وقبل ذلك الإنسان ولله در ربعي بن عامر حيث أبان عن هذه الحقيقة فقال : ( نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد القهار ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة ) تم حينها استيعاب الإنسان مع جاهليته الجهلاء وتم تهذيبه وترويضه حتى عانق الإسلام عن معرفة جلية ومضى يواصل الدرب برفع رايته وتمثل اخلاقه التي ارتشفها من كؤوس تربية من دعاه .. تلك أهداف سر وجودنا ياترى هل هي مرسومة في مخيلات مسؤولينا وماثلة امام شبابنا .. إن وجدت فبها ونعمت وإلا فالأولى لمن لم تكن في مخيلته أن يرعى مع الهمل
قد هيئوك لأمر لو فطنت له ** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
معاشر المسؤولين والشباب : دعونا نقف أمام هذه المأساة المتمثلة في كون التربية الإسلامية صارت موؤودة في مساجدنا ومدارسنا وجامعاتنا وقد كانت بالأمس تفعل فعلها وتؤدي واجبها في شوارع المسلمين وأسواقهم .. إلى متى نرضى بأن تكون التربية جسداً بلا روح وشعاراً منمقا جعلنا ذيلاً في واقعنا بينما الركب يسير . إن كل نجاح ننشده وتغيّر نطلبه أساسه ما أهملناه وهو التربية الإسلامية والإيمانية وبإهمالنا لها تنامت المشاكل وماعت الشخصية وذابت الهوية وربما انعدمت وصار المسؤولون والشباب يخبطون ويتخبطون وصاروا أهدافاً لسهام أعدائهم ولا وقاية من تلك الأسهم الا بالدخول في حصن التربية .. متى نرى مسؤولينا وشبابنا أفئدتهم ممتلئة بربهم ونبيهم ودينهم يدللون على ذلك بالتضحية بغاليهم ليرفعوا راية تربيتهم في كل شبر من هذه الأرض ويبددوا سحب التعاسة التي أرادها الأعداء لتلك الشعوب ويردوا المشردين إلى حضيرة عزتهم وكرامتهم . معاشر المسؤولين والشباب لا تصغوا ولا تلتفتوا إلى تلك التربية الهشة من الإعلام الآثم والتي تدعوكم إلى هدر الطاقات في التباكي على اللبن المسكوب في حين أن غيرنا يواصل وضع الخطط والبرامج لمواصلة المسار والمشوار وتنامي النهوض واتساعه ، علينا أن نعود إلى حقيقة وظيفتنا وهي بناء الإنسان بالتربية لابالحقد بالعلم لابالسياسة والمناكفات بالعدل والتآلف لابالمناطقية والمذهبية وكل ذلك في التربية الإسلامية وهي الحل فما أحوجنا الى التربية وإلتفافنا حول المربيّن ...