( إلى قادة الحراك في حضرموت : أين أنتم ؟؟ )

حضرموت اليوم / خاص :

أحمد باحمادي

كتب / احمد عمر باحمادي

لا نبالغ إذا قلنا أن قيادات الحراك بكافة فصائله، وبعض قيادات الحزب الاشتراكي ذات العقليات المحنطة ظلت على طول الخط تمشي في اتجاه مغاير بل ومعاكس لكل ما يمكن أن يصب في مصلحة شعبنا في جنوب الوطن اليمني الكبير، فإبّان الثورة الشبابية وقف الجميع خاصة الحراك ضد أهداف الثورة، بل وقاوموا مسيرتها المباركة بما كانوا يبثونه بين شبابهم وخلاياهم المشبوهة من عداوة عمياء تجاهها، وكم عانى الجميع من تهجماتهم المتكررة وتلقوا سوء تصرفاتهم بصدور رحبة جبلت على الصبر والمصابرة وتقديم التضحيات تلو التضحيات كل ذلك لكي تمضي قافلة الحرية ويُحفظ الوطن من أية نزاعات أو تشرذم.

ما عانيناهاليوم من صمت القيادات الحراكية والاشتراكية من العدوان الهمجي الحوثعفاشي على مدن الجنوب عامة والباسلة عدن خاصة هو نفس ما يصب في الخانة السابقة، زد عليه ارتهانهم لقوى خارجية أضحت معروفة كالشمس في رابعة النهار، مع عدم إهمال أو نسيان عبوديتهم للمتجبر الأكبر والثعبان علي صالح المخلوع، وهو الذي استعملهم ولعله لا يزال كروتاً لبث الفوضى والفساد والعبث والنهب والسلب في الجنوب عامة وحضرموت على وجه الخصوص.

ولعل الأمر لم يتوقف عند ذلك بل مضى إلى ما هو أدهى فقد سمعنا منذ مدة وجيزة عن مبادرة صدرت عن الحزب الاشتراكي ترمي إلى إيقاف الضربات الجوية التي تقوم بها دول الحلف العربي بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، ممثلة بعاصفة الحزم وهذا يعني فيما يعنيه مدى الاستهانة والاستهتار واللا مبالاة بالدم اليمني الجنوبي الطاهر الذي سال على يد تلك القوات الهمجية البربرية.

وهنا لا يمكنني إلا أن أؤكد أن الصمت المطبق غير المبرر والتجاهل الإعلامي المقيت لم يأتِ إلا كنتيجة طبيعية للارتهان للخارج والتبعية له، وكيف بمن يتكلم وينظّر من الخارج إلا أن يكون منطقه تبعاً لهوى الخارج، فمن أراد النضال عليه أن ينضوي في ساحات الكفاح والجهاد بين أهله لا أن يتكلم من بعيد، لكن يبدو أن تقدم العمر يتبعه تحجر في القناعات وعدم التخلي عن الأفكار البالية ولو ظهر للجميع تهافتها وعدم نفعها حاضراً، وفي زمن تغير فيه كل شيء.

إذا أخذنا في الاعتبار التحجر الفكري المستغرب الذي لم يطرأ عليه أي تغير فإننا نلمس أن فكرة فك الارتباط لا تزال الفكرة المهيمنة على تلكم العقليات، ومهما تغيرت المسارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية فالقوم على ما هم عليه، لا ينحنون أمام الرياح الهوجاء بل نجدهم ثابتين أمامها حتى تؤدي إلى كسرهم وهو ما يظهر نذره في الخلافات الدائمة بين القيادات وعدم الانضواء تحت قيادة واحدة أو حتى التوافق على أهداف مشتركة.

أول ما يسترعي الانتباه هو التناقض العجيب بين المناداة بالكفاح المسلح والخطب الرنانة والنداءات الطنانة بضرورة السعي لتحرير تراب الوطن من المحتلين ـ على حد قولهم ـ والسعي لإقامة دولة مستقلة، فلما أن قرعت الطبول وحانت ساعة الصدق، رأينا تلك الأصوات قد خفتت أو اختفت ولم تعد تظهر بنفس الحماسة والرجولة !!، وهذا الأمر لا يمكن قراءته إلا أن من زاوية أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن تلك العنجهية والحماسة لم تكن بدوافع وطنية خالصة بل خالطتها حظوظ النفس، إن لم تكن ثمة أجندات محددة لدى أصحابها، وهو ما يثير الأحزان جراء ما أوصلته تلكم القيادات وجرته على الوطن عموماً والقضية الجنوبية بوجه أخص.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص