الصفحة الأخيرة

كثير من الاختراعات الحديثة كانت ضرباً من ضروب الخيال العلمي لم يفكر فيه العلماء أنفسهم وإنما كان مجرد خيال للكتاب في فن الخيال العلمي، ومن بين هذه الاختراعات ابتكار ألماني جديد عبارة عن آلة صغيرة قادرة على إنتاج قطع من الجلد البشري. ومن المؤكد أن هذا الاختراع سيحقق ثورة في الجراحة التجميلية خاصة لضحايا الحروق وحوادث الطرق.

 

منذ أبريل الماضي تقوم ماكينة ألمانية بإنتاج قطع جلد ٍبشرية تمت زراعتها من خلايا بشرية في معهد فراونهوفر بمدينة شتوتجارت الألمانية. ويأمل العلماء في المعهد في أن تستخدم قطع الجلد المكونة من طبقتين في اختبار الأدوية ومواد التجميل، عوضا عن استخدام حيوانات التجارب لهذا الغرض، كما يحدث الآن.

 

كما يسعى العلماء في المعهد إلى التوصل لآلية لإنتاج جلد مكون من ثلاث طبقات، يجري الدم في أوعيته الدموية، لاستخدامه في العمليات الجراحية وزراعة الجلد. كما يأملون على المدى الطويل في إنتاج أعضاء داخلية كاملة مثل الكبد والقصبة الهوائية.

تشوهات البشرة

ويعود الفضل في هذا الاختراع لعالمة الأحياء الألمانية البروفيسورة هايكه فالِيس، رئيس قسم أنظمة الخلايا بمعهد فراونهوفر في شتوتجارت، حيث يساعد هذا الاختراع الآلاف ممن يعانون من تشوهات في البشرة بسبب الحروق أو الإصابة في حوادث الطرق والحروب.. درست هايكه فاليس علم الأحياء وموّلت دراستها بنفسها حيث كانت تعمل مدربة للتزلج على الماء في بحيرة جاردا في شمال إيطاليا، ثم نالت شهادة الدكتوراه في أبحاث الفيروسات، وفكرت هايكه ذات يوم في تعلم النجارة من شدة حبها للعمل اليدوي، لأن فهم عمل الخلية والبروتينات والجزيئات لم يكن عمليا بما يكفي بالنسبة لها، لذا كان هاجسها الأكبر دائما أن يستفيد المرضى من أبحاثها. وقالت هايكه «كنت أقول لنفسي دائماً ماذا سيستفيد المريض من أبحاثي؟ لأنني بجمع كل هذه المعلومات، لا زلت بعيدة كل البعد عن استخدامها لصالح المرضى، لذلك أخذت على عاتقي التعاون مع الأطباء كي يستفيد المرضى من أبحاثي».

 

وعملت هايكه فاليس أستاذة مساعدة في كلية الطب بجامعة هانوفر وتخصصت في هندسة الأنسجة وزراعة الأنسجة من خلايا حية. وأجرت أبحاثا على إنتاج قصبات هوائية وصمامات وريدية من خلايا المريض نفسه. وبينما كانت تجري أبحاثا على آلة لإنتاج أنسجة عضلة القلب، اكتشفت أن هندسة الأنسجة مازالت في بداياتها لإنتاج أنسجة بشرية بنوعية جيدة وبسعر معقول، ثم خطر لها «أنه لا بد من تطوير جهاز قادر على إنتاج الأنسجة بشكل أوتوماتيكي، لأن هذا كفيل بضمان نوعية أجود بتكلفة أقل»، كما تقول. ... باقي المقال

 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص