لا تنفخوا في الطعام الساخن لتبريده .. ولا تتنفسوا في الإناء عند الشرب منه .. أنه موت محقق فاحذروا ..
فقد ذكر د . ماجد وادي من كلية العلوم الطبيعية بجامعة العلوم والتكنولوجيا [انظر مجلة العلوم والتكنولوجيا الصادرة عن إدارة العلاقات والإعلام بجامعة العلوم التكنولوجيا العدد (20) الصادر بتاريخ30/أغسطس/ 2009م] :
أن أنواعا من البكتريا تُعدُّ بالملايين تعيش في الفم وهي نافعة للجسم إذ تقوم بتنشيط التفاعلات الحيوية، لكن عند مغادرتها خارج الفم إلى الطعام تسبب عدة أمراض قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض خطرة وأخرى أمراض قاتلة للإنسان منها القرحة المعدية ..
وذلك أن بعض تلك البكتريا النافعة عند خروجها من الفم إلى الطعام الساخن تتكيس وتتحوصل لحماية نفسها من الحرارة ، فإن عادت مع ذلك الطعام مرة أخرى إلى الجسم وانتقلت عبر الفم ووصلت إلى المعدة فإنها تفرز إنزيم (اليوريا) الذي يسبب التهابات الأغشية المخاطية المبطنة للمعدة ، فإذا بلغ الالتهاب ذروته ، وتم اختراق تلك الأغشية المخاطية إلى جدار المعدة ، أدى ذلك إلى أن تهضم المعدة نفسها ، فتحدث القرحة التي قد تصل إلى اختراق جدار المعدة نفسها، وهنا تحدث الطامة ، كما إن إنزيم (اليوريا) ذاك يُضعف إنزيم (الأنسولين) الذي يفرزه البنكرياس، وقد يهدم غدده التي تفرزه ، فترتفع نسبة السكر في الدم .
هل رأيت مخاطر النفخ في الطعام والشراب الساخن أو مخاطر التنفس في الآنية عند الشرب ؟ تلك العادة القبيحة التي يمارسها بعضنا عند أكل أو شرب الساخنات بغرض تبريدها ، أو يأتي أحدنا إلى كأس الماء وقد بلغ به الظمأ مبلغه فيصب الماء في بطنه صبا ويكرعه كرعا، فإن احتاج إلى نفس وهو كذلك تنفس في الإناء مخالفا بذلك هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. هل اقتنعت أن تلك عادة خاطئة ، وهل زادك هذا يقينا أن توجيهات نبينا صلى الله عليه وسلم وآداب ديننا الإسلامي الحنيف إنما ترتقي بك في مدارج الكمال ، وهي من قبيل المبالغة في النظافة حفاظا على صحة الإنسان : (والله جميل يحب الجمال ، نظيف يحب النظافة) فأنت تفعلها امتثالا لأمره جل جلاله والتزاما بتوجيهات نبيه صلى الله عليه وسلم. ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما : أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن النفخ في الطعام والشراب [انظر صحيح الجامع] : و(إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء) [رواه البخاري] واشرب في ثلاثة أنفاس ، ومص الماء مصا تلتذ به ، ولا تشرب من فم السقاء فتضر نفسك !!..
إن الفم يحوي كل العوامل المساعدة والملائمة لتكاثر البكتريا من رطوبة دائمة وحرارة مناسبة وبقايا طعام وشراب جاهزة ، وذلك ما يفسر تغير رائحة الفم بعد النوم أو عدم تنظيفه مما يودي إلى تخمر بقايا الطعام ، وليس المضمضة مع السواك وسيلة لتطهيره .
