عندما تأتي متأخراً خيراً من ان لا تأتي ابداً ، لكن ان يتم تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 90 فهذا فوز لا يترك لخصمك متسع من الوقت إلا ان يجثم على ركبتيه ويردد اهات وحسرات على فوز ضائع .
وهذا ما حصل في الرياض، حيث اجتمعت حضرموت ، فالصورة للحضور تتحدث عن جغرافيا حضرموت من الساحل والهضبة والوادي والصحراء.. مشايخ ووجهاء وساسة ورموز وطنية وكوادر حزبيه ومن مشاريع مختلفة من، اقصى اليسار عطاس إلى اقصى اليمين الكثيري..
كلهم وبصوت واحد قالوا ان حضرموت هنا ولها صوت يجب ان يسمع.. وبلغة رصينة محترمه جاءت مذكرة الحضارم للرئيس وتقول نحن هنا ولن نعود للوراء ولن نرتكب خطيئة السكوت مجدداً كما حصل في نهاية الستينات وطلع التسعينيات، نعم نحن هنا ولسنا ضد احد لكننا لا نريد ان يتحدث باسمنا احد او يضمنا أحد.
وقد كان لهذه الكلمة من ال قوة ما جعل احد ابواق القومية بحلتها الجديدة يصف رموز حضرموت وساستها بالخونة والمتآمرين رغم انهم يطالبون بما يفترض ان الانتقالي يدعي انه سيعطيه لحضرموت!! ولكن خبث السريرة وسوء ما يبطن هؤلاء اخرج ما في نفوسهم.
لم يجتمع الحضارم كما اجتمعوا بالأمس، وكأن الجميع استشعر الخطر وتذكر الماضي وراقب الحاضر القريب، الحاضر القريب الذي استجر الماضي بكل تفاصيله فتجلت في مشاهد قتل بالهوية وبالشبهة تحت شعارات النضال والثورية.
فاليوم كالأمس، فاليوم لدينا قوات عسكرية حضرمية مرتبه ومرقمه في وزارة الدفاع.. وبالأمس كانت لدينا قوات نظامية وجيش البادية والشرطة السلطانية ، وفي الامس تم تصفية القوات الحضرمية بعد ادخالهم في حرب عبثية مع السعودية في حرب الوديعة وقطت الامدادات حتى ابيد الجيش الحضرمي وحل، مكانه جيش ضالعي برموز حضرمية كالملح ، واليوم لن يختلف مصير الافراد من القوات العسكرية من ابناء حضرموت عن مصير اباءهم خاصة وجحافل الضالع تراقب الوضع على تخوم حضرموت.
ولمن اجتمعوا واصدروا مذكرة سلموها للرئيس، نقول لهم : لقد احرزتم هدف الدقيقة تسعين وقمتم بما يجب عليكم القيام به وقلتم ما يجب عليكم قوله وسيكتب عنكم التاريخ بأحرف من نور ان هناك ثلة تصدرت المشهد ونبذت خلافاتها البينية وقالت : حضرموت هنا.. حضرموت غير قابلة للقطر..
حضرموت أكبر من المشاريع الصغيرة فحضرموت مشروع بحد ذاتها وعلى الجميع ان يعي ذلك ويحسب له بدل الحساب الوحد الف حساب.
الآن ليحضر الجميع مراسيم التوقيع ضاحكاً مسرورا، بعد أن وضعت الأمور حيث يجب أن تكون، ورفع صوت حضرموت واتضح للجميع ان الانتقالي جزء من الجنوب اليمني وليس كله، وان حضرموت يجب ان تكون حاضرة في اي مشاورات للحل النهائي مع باقي المكونات كالانتقالي ومجلس ابناء المهرة والحراك الجنوبي وغيره من المكونات..
مضى عهد الوصاية وبدأ عهد الشراكة والندية مع الجميع.. والى مراسيم حفل التوقيع نترككم.. وحتى عودة الحكومة الشرعية الى عدن نلتقيكم .