تابعت كغيري من اليمنيين والعالم اتفاق الرياض مساء الثلاثاء الماضي بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي أحد الفصائل السياسية في الجنوب برعاية المملكة العربية السعودية وانا هنا لست بصدد التحليل أو الحديث عن تفاؤلي أو تشاؤمي من نتائج وتبعات هذا الاتفاق فالأمر قد تم وبموافقة رئيس الدولة وأركان حكومته ومباركة وضمانة الاشقاء في السعودية.
ما يهمنا الآن هو آلية تنفيذ هذا الاتفاق وهل سيحقق السلام المنشود الذي يتطلع اليه المواطنين؟
وهل سيوفر العدالة المستحقة للجميع؟
وما سيئول اليه حال بقية المكونات والأحزاب الأخرى هل من حقها أن تعمل وتمارس حقها الديمقراطي السياسي على أرض الوطن أم أنها ستصبح مجبرة للانصهار داخل المجلس الانتقالي ام انها سترغم على ممارسة اعمالها في المنافي؟
وسؤالي المهم أين هو موقع حضرموت أكبر المحافظات مساحة وأعمقها ثقافة وأعرقها تاريخا وأغناها بالثروة الظاهرة والباطنة من هذا الاتفاق؟
حضرموت التاريخ حضرموت الأرض والإنسان المنتج هل ستعامل بما تستحقه في إدارة شئونها وحرية تمثيلها وامتلاك قرارها أم ستعامل كفتاة قاصر يتيمة كل يدعي ولايته عليها وكل يريد بسط السيطرة لا حبا في الخير بل طمعا بورث أو محاولة للاستحواذ.
لا أريد استباق الأحداث ولكن وتبعا للتاريخ ومعطيات الواقع فالبعض استسهل أمر هذه المحافظة واعتبرها مجرد تابع له لا تملك الحق في تحديد مسارها بل يجب عليها ان تتبع القطيع أياً كان مسيره.
وهنا على مسئولي المحافظة وشخصياتها الاعتبارية والفكرية والسياسية ورجال الاعمال أن يقفوا ويعلنوها صراحة يكفي معاملة تاريخ عريق وأرض غناء اجدبها الفساد كذيل لهذه المنطقة أو تلك أو كمرتع لهذا المكون أو ذاك دعوا حضرموت تتنفس الحرية وتتذوق الحياة الكريمة التي يستحقها أهلها الكرام.
إن لم نلتقط الفرصة اليوم لنحول بلدنا المنكوب بالفساد والتخريب من أبنائها أولا قبل أن نحمل الاخرين تبعات ما وصلنا اليه، فلو لم يكن العيب فينا لما سهل على القريب والبعيد العبث بمحافظة مساحتها نصف مساحة اليمن جوفها ذهب وبحرها مفتوح على أكبر المحيطات وتمتلك ساحلا ذهبيا بالإمكان استثماره وإقامة عشرات الموانئ عليه مع المدن الصناعية والسكنية والسياحية التي باستطاعتنا أن نحولها الى سحر من الجمال فمناجمها وثرواتها مع قدرة عقولها الإدارية وخبرات أبنائها في المهجر على وجه التحديد كفيل بجعل كل مواطنيها اثرياء او في بحبوحة من العيش على أقل تقدير وسيكفون ذل الاغتراب وترك الأهل والأولاد.
فهل نرى وقفة جادة من كافة أبناء حضرموت والمهرة وشبوة وسقطرى ليجعلوا من اقليمهم واقعا على الأرض ويقطعوا الطريق على البعض القليل الذي عشق التبعية والذيلية للآخرين.