قيادات السلطة المحلية ومسؤولو مكاتب التربية والتعليم بالوادي والصحراء والمديريات ، حريصون أشد الحرص على حضور الاحتفالات المدرسية ، واطلاق الخطب الرنانة التي تؤكد حرصهم (الزائف) ودعمهم (الردئ) للتعليم ، والوعود العرقوبية ، التي مللنا منها ، ولسان حالهم يقول ( صوّرني يامصوّر ) .. ولم يلق التعليم من ذلك سوى التقصير والإهمال ، فبداية من حقوق المعلم المهضومة وكرامته المنتهكة ، مروراً بالمباني المدرسية المتهالكة والأثاث الذي عفا عنه الزمن ، وليس أخيراً (الكتاب المدرسي) الذي لم يتمكن (قادة الأمة الأماجد) من توفيره منذ بداية العام الدراسي وحتى اليوم ..
فهاهم ابناؤنا الطلاب يستعدون لخوض غمار اختبارات الفصل الدراسي الأول بعد أسبوعين من الآن ، دون كتاب مدرسي ، وإن وجد فكل طالبين أو ثلاثة طلاب مشتركون في كتاب واحد !!! فأي مستقبل وأي مصير ينتظر هؤلاء الطلاب ؟! مشاريع عبثية - و بالملايين - تقام هنا أو هناك ، كان الأجدى والأولى ، طبع أو تصوير كتاب مدرسي لمن ننتظر منه أن يبني هذا الوطن ويحمل راية الرقي والتطور به نحو الأمام ..
ورحم الله أبا العلاء المعري حين قال : ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً تجاهلت حتى ظن أني جاهلُ فواعجباً يدعي الفضل ناقصٌ وواأسفاً كم يظهر النقص فاضلُ فلا تلوموا المعلم ( ياسادتي ) إن جاءت النتائج متدنية ، ولكن لوموا أنفسكم ، فأنتم المسؤولون يوم القيامة عن كل تقصير أو إهمال وصل إليه حال التعليم في مدارسنا !!
والسلام ختام