شاركت اليمن في المؤتمر الإقليمي لمناقشة تنفيذ الاتفاق العالمي بشأن الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية وأثره على السياسات في المنطقة العربية، والذي نظمته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا) وجامعة الدول العربية ومنظمة الهجرة العالمية وأعضاء مجموعة العمل حول الهجرة الدولية في المنطقة العربية، بالعاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة عدد من الدول الإقليمية والجهات المعنية بالهجرة.
ويترأس وفد اليمن في المؤتمر نائب وزير شؤون المغتربين الدكتور محمد العديل، وعضوية كل من السفير مثنى العامري عن وزارة الخارجية، والدكتور هشام السقاف عن وزراة التخطيط والتعاون الدولي والمستشار أحمد عجروم عن مندوبية اليمن في الجامعة العربية.
ونقل رئيس الوفد اليمني الدكتور العديل في مستهل كلمة بلادنا بالمؤتمر، تحيات وشكر القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية إلى الجهات المنظمة للمؤتمر وقيادته والأعضاء المشاركين وممثلي الدول، مثمنا الدور الكبير لتحالف دعم الشرعية ممثلة بالأشقاء في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بكافة المجالات.
وقال الدكتور العديل، إن هذا الاتفاق إنجازاً تاريخياً تسهم أهدافه بشكلٍ مباشر في حوكمة الهجرة ومساعدة المنطقة في تحقيق الهجرة النظامية والمنظمة والآمنة، مشيراً إلى أن اليمن يمتلك تاريخاً عريقاً وتجربة ثرية وفريدة في الهجرة، حيث هاجر اليمانيون إلى أصقاع الدنيا فكانوا رسل الإنسانية والسلام وبناء الإنسان على مر العصور.
وأكد أن آثار انقلاب الميليشيا الحوثية انعكست بشكل كارثي على مختلف جوانب الحياة، ولم تكن قضية المهاجرين والمغتربين بمعزل عن أضرار هذا الانقلاب منذ خمس سنوات .. موضحاً أن أكثر من خمسة مليون مواطن تعرضوا للتهجير والنزوح والتشريد داخل البلاد بسبب حرب ميليشيا الحوثي وتصعيد أساليبها في المعاملات العنصرية والتعسفية والانتقامية في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
ولفت إلى استمرار تدفق المهاجرين غير الشرعيين من دول القرن الأفريقي إلى بلادنا، حيث يمثل ذلك عبئاً إضافياً ومستمراً وتحدياً صعباً للحكومة اليمنية التي تواجه أوضاعاً غير مستقرة على مختلف الأصعدة، مؤكداً النهج السامي لبلادنا في التعامل مع هؤلاء اللاجئين وفقاً للأخلاق والأعراف والقيم اليمنية والقوانين الدولية، وتوفير الحماية لهم من محاولة استغلال وضعهم الإنساني من قبل الميليشيا في عمليات التجنيد والقتال والاستقطاب في أعمال العنف والإرهاب.
وقال الدكتور العديل، إن الحكومة تقدم الرعاية الممكنة للمهاجرين والمغتربين اليمنيين من خلال دعم الأداء المؤسسي لوزارة شؤون المغتربين على أسس تستوعب حوكمة الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، موضحاً أن الحكومة تعفي العائدين من جميع الرسوم الجمركية لممتلكاتهم المنقولة .. مشيراً إلى افتتاح وزارة شؤون المغتربين خلال الأعوام السابقة 13 ملحقية فنية لرعاية المغتربين وتنظيم شؤون الهجرة، بالإضافة إلى إنشاء هيئات للجاليات اليمنية في أكثر من 50 دولة بأكثر من 100 جالية في بلاد المهجر، منوها إلى الترتيبات التي تجري لإنشاء المجلس الأعلى لرعاية المغتربين برئاسة رئيس الوزراء وعضوية عدد من الوزراء المعنيين.
كما أشار إلى دور الحكومة في الإشراف على تعليم أبناء المغتربين المهاجرين من خلال أكثر من 40 مدرسة نظامية تدرس المنهج اليمني في بلدان المهجر، بالإضافة إلى أكثر من 200 مدرسة صفية لتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية، كما تخصص لأبناء المغتربين نسبة 6% من منح التبادل الثقافي في جامعات دول المهجر .. معرباً عن تطلع اليمن من خلال هذا المؤتمر إلى الحد من مشاكل الهجرة الدولية بأبعادها المختلفة والحصول على المساندة الكافية لتجاوز التحديات والصعوبات المتراكمة.