حضرموت اليوم ـ يمن شباب نت
أجبرت الظروف القاسية "سعيد باضاوي" المنحدر من مدينة تريم في حضرموت (شرق اليمن)، إلى العمل والإبداع في مهنة جديدة ولافته، جعلت الكثير من السكان في مدينته ينبهرون بكفاحة مثابرته في العمل على تدوير الإطارات المنتهية إلى أدوات جديدة ومصنعة بجودة متقنة.
"سعيد" ترك دراسته مبكراً، أجبرته الظروف المعيشية الصعبة، التي تعيشها أسرته، امتهن حرفة خاصة به، وهي عبارة "عن تحويل إطارات السيارات إلى مواد وأدوات ذات جودة عالية"، كل هذا، وهو لا يتجاوز العاشرة من عمره.
جعلت ظروف الحياة السيئة منه رجلاً قوياً وبدأ بشق طريق جديدة ليبني كيانه من جديد، ليتخلى عن قيود الواقع المُحبط الذي خلفته الحرب، ورغم كل العوائق لكنه يرى ان الأيام كفيلة أن تُسهل أمامه جميع تلك العقبات.
المعاناة والإبداع
يعتبر "سعيد باضاوي" من الشباب المبتكرين في مدينة تريم، والذين لديهم أفكار كثيرة، يقول وهو يتحدث إلى "يمن شباب نت"، "بعد أن تركت الدراسة وأنا طفل بعمر 10سنوات تعلمت مهنة تحويل إطارات السيارات إلى صناعات وأدوات مبتكرة وكبرت معي هذه المهنة وتكونت حتى فهمتها".
ويفتخر "باضاوي" بعملة كونه يحافظ على البيئة، فبدلاً من أن يرميها رواد المحلات والورش الصناعية، ويتم بعد ذلك إحراقها والإضرار في البيئة والمواطنين عامة.
وتابع سادراً قصته "استطعت تكوين معملاً خاصاً بي في هذا المجال والاستفادة من الإطارات وإفادة المجتمع بصناعات جديدة، وابتكارات حديثة، وقوية وبأسعار مناسبة، مقارنةً بالصناعات الخارجية".
وقال باضاوي: "الصناعات المحلية التي نجيدها الآن متنوعة، حيث نعمل على صناعة وأدوات تستخدم في الزراعة، ولعمال البناء، والفلاحين، وللمواشي، وأدوات وقطع غيار للآلات المتحركة وبعمل يدوي ذو جودة عالية".
نجاح وخبرة متراكمة
على مدى 32 عام تكونت لدي "باضاوي" خبره كافية، من خلال ممارسته للمهنة، وأيضاً متابعته الدائمة لكل جديد من الأنترنت وتطبيقه في الآلات التي يصنعها، وتواصله الدائم بأهل الخبرة في هذا المجال وتكوين علاقات جيدة بهم، جعلته أكثر معرفة بمهنته.
وقال با ضاوي "أن وصول الاعلام يعتبر محفز كبير له، وتشجيع للصناعات المحلية"، لافتاً "نريد من يوصل مهارتنا إلى الجميع، ويترك أثراً إيجابياً لنا عند المجتمع".
وبرغم من الأوضاع المعيشية التي اجبرته على ترك الدراسة مبكراً، إلاّ أنه حقق نجاحاً كبيراً وباهراً في مجتمعه.
ولأكثر من ثلاثة عقود من الزمن، استطاع "باضاوي" تكوين مصنع خاص به، ووفر فرص عمل للكثير من الأشخاص، وأصبح الآن يُصدّر منتوجاته في إلى "المكلا" عاصمة محافظة حضرموت، بالإضافة إلى مدينة "سيئون" وباقي مديريات الوادي.
ويقول ضاوي في حديث لـ"يمن شباب نت" أن لديه زبائن من خارج المحافظة وقد وصلت صناعاته و إلى محافظات "شبوة"، "والمهرة"، "وصنعاء"، وكذا خارج اليمن إلى المملكة العربية السعودية.
صناعة قوية بلا تشجيع
يقول أحمد كرامه باضاوي -أحد أقدم عمال المصنع- "إن المنتجات التي يتم صناعتها من قبل الفريق في المصنع تعتبر ذات جودة".
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" أن الاقبال عليها كبير جداً من المستهلكين، ونرى ذلك عياناً، بسبب تميزها، وأسعارها المناسبة، وقوتها، إضافة إلى ذلك أنها تُعمّر لمدة طويلة ولا تتلف بسهولة.
وأشار "إننا نعمل في هذا المصنع بالآت مبتكرة وبدائية وقديمة، فباستطاعتنا نعمل الكثير من الصناعات وذلك باطلاعنا المستمر" إلى الآلات التي يستخدمونها لا زالت قديمة جداً ولا تتواكب مع تطورات العصر وتطور المهنة بحد ذاتها".
من جانبه يدعو "مبارك خرمان" -أحد المستهلكين- الجهات المسؤولة وذات العلاقة، أن تنظر إلى هذه الابتكارات والابداعات وإلى هؤلاء الشباب الطموحين الذين لديهم أفكار كثيرة.
وقال في حديث لـ"يمن شباب نت: باستطاعتهم إضافة لمسات أخرى وصناعات جديدة، وأن تساهم بتشجيعهم بقدر الاستطاعة سواء مادياً أو معنوياً.
ويؤكد خرمان "أن الشباب الذين يتواجدون في المصنع مكافحين في الحياة، ويعملون بأدوات بدائية، لو وجدت معهم الآلات الحديثة سيعملون بشكل كبير، ويتقدمون بشكل أفضل، ولن تقف أمامهم العقبات والعوائق".
ويحتاج المبتكرون الشباب إلى دعم ومساندة حكومية تساعدهم على الاستمرار بشكل أفضل، وتطوير منتجاتهم بشكل أفضل وتسويقها، حيث تعد مهنتهم مهمة وتعيد بالفائدة على المجتمع ككل من خلال الأدوات التي يصنعونها، بالإضافة إلى الحفاظ على البيئة من المخلفات.