*لازالت ابيات امير الشعراء احمد شوقي تداعب اسماعي وتلامس وجداني وهو يقول:* قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا. *فشبه المعلم بالرسول الذي يرشد الناس الى طريق الهدى والصواب، وكم نشعر بالخجل الشديد حين نخاطب من بفضلهم بعد الله استطعنا ان نكتب ونختار من بين المفردات انفعها لوصول الفكرة والهدف.. لكني تذكرت معلم التربية الاسلامية ذات يوم وهو يقول لنا : رب مبلغ اوعى من سامع، وعليه فإن توقف عملية تعليم الامة اشبه بتوقف الوحي من السماء، فإن كنتم اشبه بالرسل فعلمكم الذي تبلغونه اشبه بالوحي ، والرسل لاتلتفت للاجرة في تبليغ رسالتها بل تتحمل الصعاب في سبيل توصيلها.* *ايها الافاضل :* تعلمنا على ايديكم ان اي عدد يضرب في صفر فإن الناتج يكون صفراً .. وتعلمون انتم اليوم ان حكومتنا اليوم وفي هذا الظرف بالذات تساوي صفر، فلا هي وفرت رواتب من يسكبون دمهم دفاعاً عن الوطن وحفظاً لشرعيتها.. ولا هي حافظت على ماتحت يدها من فتات ياتيها من قطرات نفط تصدر او بضع ملايين تودع في حسابها من الخارج يتبعها من واذى، ونعلم وتعلمون ان توقف التعليم لن يضرها بقدر ما يضر ابناءكم انتم قبل غيركم، وعودوا لانفسكم واسألوها : هل سألكم احد عن اضرابكم؟ هل طلبت اي جهة منكم الجلوس للتفاهم؟ *لم يحصل شيئاً من ذلك ولن يحصل، فالحكومة ترى نهايتها بعينها.. وعما قريب ستنتهي وينتهي دورها وبالتالي فكل وزير على نفسه بصيراً وحذيرا، لايرى غير قرار عزله كحبل مشنقة يتدل امام ناظريه .. منشغل بترتيب مثواه الاخير في سفارة او قنصلية ، وبالتالي فهم يرجون منا ومنكم الدعاء لهم بحسن السفارة لا بمطالب الاجرة.* *ايها الاكارم :* انك لاتسمع الصم الدعاء ولن تسمع من في القبور، فلو كان ثمة حياة في جسد الحكومة لاستجابت لوخزكم.. ولو كان ثمة حياة في مجتمع انهكته لقمة عيشه وهم مستقبله لسمعتم صوته، فلاتلوموا غير انفسكم إن لم تسمعوا صدى إضرابكم فكل من حولكم قد اتاه مايشغله. *اما كون ماتقومون به حق كفله الدستور فنعم هو كذلك، لكنه كحق المسلم في حج بيت الله الحرام لكنه ان حج في صفر او شعبان لم يغن عنه حجه شيئا! وحقكم في الاضراب ان لم تبحثوا له عن وقته المناسب كنتم كم يحج في شهر الله صفر.. تعب وعناء ونفقة بلا اجر ولا اجرة.* عودوا الى مدارسكم وانشروا وارفعوا راية التعليم التي نكستموها بحسن نية مصحوب بسوء تقدير، فالتعليم هو ماتبقى لليمنيين من امل، وكونوا كالنحل واسلكوا سبيل ربكم ذللا واسعوا في الارض فلسنا في وضع طبيعي حتى نقول ان المعلم يجيب ان يحصل على مايستحق، وما يستحقه المعلم كبير. *فلديكم اوقات فراغ تبدأ من صلاة العصر الى المساء ولديكم قرابة الاربعة اشهر اجازة، كل هذه لو ركز كل معلم على اضافة عمل يتناسب معها لحقق دخلاً اضافياً يسد حاجته.. فإن كنتم رسلاً فقد عمل الرسل في الزراعة والحدادة والخياطة ورعي الاغنام، الى حين تعافي البلاد مما اصابها وبعدها يتوجب علينا جميعاً الوقوف مع العلم والتعليم والمعلم ليكون راتب المعلم يساوي ضعف الحالي على اقل تقدير.* نعلم ان لكم عقولاً راجحة وقلوباً كبيرة ستقدم الواجب العام على الحق الخاص.. وواثقون اننا قريباً سنرى الطلاب وهم ينتظمون في صفوف الدراسة والى ذلك الحين نلتقي.
إضافة تعليق