الرابعة عصر يوم الخميس، الثاني من ابريل 2020 للميلاد.. ساعة فارقة من ساعات حضرموت، المحافظة الوحيدة التي أعلنت سلطتها المحلية حظر التجوال لمدّة 12 ساعة.. تماشيا مع الإجراءات الاحترازية لمواجهة خطر جائحة "كورونا" التي عصفت بالعالم وأوقفته على رجل واحدة.
خطوة متقدّمة وصعبة في ذات الوقت أقدم عليها محافظ المحافظة سيادة اللواء ركن فرج سالمين البحسني باتخاذه هذا القرار "الشجاع" من وجهة نظري، وهو إجراء لياقي مجتمعي تحسّبا لأسوأ الاحتمالات الممكنة -عافنا الله وإياكم-، وشكل من أشكال رفع الجاهزية الشعبية.
تلاشت هيبة الدولة وضعفت مؤسساتها طيلة العشر سنوات الأخيرة، وبات من المغامرة اتخاذ مثل هذا النوع من القرارات وضبط تنفيذها على أرض الواقع، حتى وإن ظهر للكثير بأنها قرارات تصب في صالح المواطن.. لكن ثقافة الانصياع للسلطة والتعاطي مع بياناتها بجدّية غاب مع غياب حضورها وتخلّيها عن مسؤولياتها كما يرى البعض. سُلطة حضرموت أثبتت العكس اليوم، وقبل ذلك قدّم أهلها صورة رائعة من الوعي والالتزام الرفيع في التجاوب بمسؤلية مع هذا القرار، ومن الطبيعي وجود تجاوزات ومعارضة صحيّة من أقليّة يختلفون مع هذا الإجراء لأسباب هم يرونها مقنعة.
هناك مسار صحيح تمضي فيه السلطة المحلية في المحافظة يستحق الإشادة، وهناك جوانب أخرى يجدُر الاهتمام بها.. ومن غير المنطقي التقييم بمنطق الكتلة الواحدة.. دائما هناك مناطق قوّة وضعف، ايجابي وسلبي.. زين وشين يا سادة.. يا ليلة الحظر.. مرّي بسلام، وأخبريهم بأننا سنتجاوز هذه الأزمة بالوعي والانضباط بالمسؤولية الذاتية.. بتعهدنا بعضنا البعض بالمعونة والتكافل خلال هذه الأيام العصيبة أخبريهم بأنها غمّة.. سننجو منها بإذن الله.
تحية إجلال لمكاتب الصحة في المحافظة خصوصا والبلاد عموما لبذلهم المستطاع.. وبالغ العرفان لكل المؤسسات والمبادرات والأشخاص الذين كرّسوا جهودهم للتوعية منذ الأيام الأولى لظهور الفيروس حول العالم. #حضرموت #كورونا