هل وجدتني ؟ - كطيف مرّ سريعاً- حين تجدني اسأل عني فإنما تبحث عن ذات يكتنفها الغموض عن حاضر مزجه بؤس مستقبل .. فتش بأمل بين ركام اليأس عن خبرات اختزلتها الأقدار صنعتها الايام وانتجتها السنون ذابت ... فإذا بها تتآكل تعاسة وتترنح عناء ، كيف عشقت نفس طمس معالم طريق عبدته تناهيد الأيام لجيل الغد ؟ واغتيال نور شمعة وقادة لرسم ملامح صرح مشيد باستشراف رؤى المستقبل؟ من يجد تفسيرا لحلم عاش مكابداً وأعطى مثابرا وتحمل مكابرا ليكون له شافعا عند اقتراب فجر الخلاص أو حلول ضياء نور صباح التقاعد ؟!
قد أفنى كله فكرة وخبرة ليُرمى به صريعا يلملم بعضه على عتبة النهاية قد عضه العوز وأجبره قانون العيش في بلد فيه يموت حيا ويحيا ميتا ( مت .. قاعدا ! ) يعيش لمصير تعيس على هامش الحياة تزاحمه كل كائنات الأرض في سلة مهملات تحضيرية لمرحلة الحذف النهائي!!