في ذكرى تحرير #عدن الخامسة لا نستطيع ان نحتفي بها في ظل وضع كئيب و رائحة الموت تنتشر في الحواري والازقة متجاوزة الالف حالة لضحايا الاوبئة اللذين لم يحصلوا على حقهم في التطبيب والعلاج تقصيرا كان السبب او قصورا فالنتيجة واحدة..
في ذكرى تحرير عدن يختفي كل من شارك في تحريرها اغتيالا او تهجير قسري او ملاحقة او اتهام بالإرهاب.. لا مشاحة في الالفاظ فالنتيجة ايضا واحدة..
من اغتيال جعفر سعد وصالح الزنداني واحمد سيف اليافعي الى الشيخ راوي وتهجير نايف البكري وعبدالله الصبيحي و مهران قباطي و امجد خالد والبوكري ومحمد مقطري ..وغيرهم الكثير الكثير..
يسود المشهد لون واحد اذ لا صوت يعلو فوق صوت الموت وتشييع الجنائز..
على مدى خمس سنوات مضت الامارات و مرتزقتها تدميرا للبنى التحتية و تهجيرا واغتيالا للكوادر والكفاءات ..وترويجا للوهم والكذب الملون بالوان الطلاء على جدران المدارس.. لم تنجز محطة كهرباء واحدة.. لم يسفلت طريق.. لم تبنى مستشفى او مدرسة.. فضلا عن تأهيل ميناءها .. او تشييد مشاريع عملاقة..
تخيلوا معي عدد الذين قتلوا على يد الامارات و مرتزقتها بعد التحرير فاق عددهم من قتلوا في حرب الحوثي في 2015..نعم وبدون مبالغة. .انهيار تام في المدينة نتيجة ممارسات الامارات على مدى خمس سنوات كانت هي الامر الناهي لم تجني منها سوى الموت والخراب..
اصبح ابناء عدن يطلقون الاستغاثات المتوالية وهم يذرفون الدمع على واقع مدينتهم المنكوبة بحملة لواء الغدر وحملة المباخر على حساب اوطانهم .. خذلوها ثم ذرفوا دموع التماسيح لأجلها..
وبدل ان تجازى المدينة وابناءها على صمودهم الاسطوري امام الاجتياح الحوثي تم عقابهم بأقذر الوسائل وعلى مرءاى ومسمع من العالم وتم قتلهم في الشوارع في وضح النهار..
في ذكرى تحريرك الخامسة ليس هناك ما يستحق الاحتفاء ..بل نكاد نقول عذرا عدن ..عذرا شهداءنا الأبرار.. لم نليق بكم ولم نرقى لان نرد الجميل.. كل ما نطيقه استجداء العالم لإنقاذك ..اذ اصبح ابناءك على عتبات التسول و الموت يحصد ارواحهم بسبب وبدون سبب..
خمس سنوات تم محو تاريخ التحرير بلون الدم الاحمر المراق في الشوارع المقيد ضد مجهول/معلوم.. كل ما يتعلق بذلك التاريخ تم تدميره والتخلص منه. .
عليك سلام الله يا زهرة المدائن وقبة المساكن ..
سنحتفل ذات يوم بتحريرك الجديد..
وحينها يحق لنا ان نحتفل..
أما ما دون ذلك فالقلب يدمع قبل العين احيانا..