الصيف والكهرباء وكورونا.. معاناة سكان ساحل حضرموت شرقي اليمن تنتظر الحلول

حضرموت اليوم ـ يمن مونيتور

 

يبدي علي باوزير ضجره خارج محل بِقالة في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرقي اليمن، بسبب الانطفاء المتكرر للكهرباء في المدينة الساحلية، في وقت تعجز السلطة المحلية عن توفير احتياجات السكان من هذه الخدمة الهامة مع دخول فصل الصيف.

 

ومع حلول فصل الصيف من كل عام يزداد غضب السكان في “ساحل حضرموت” -ومعظم المحافظات اليمنية- لكن الغضب زاد هذا العام مع الحظر الذي فرضته السلطات لمنع تفشي وباء كورونا (كوفيد-19).

 

وفرضت السلطة المحلية في محافظة حضرموت حظراً للتجوال من السادسة مساءاً وحتى السادسة صباحاً مع تفشي وباء كورونا في المحافظة، ومع توقف الكهرباء معظم ساعات اليوم لن يتمكن السكان من البقاء في المنازل كما يقول “باوزير” لـ”يمن مونيتور”.

 

صورة لمعاناة المحافظات الساحلية:

 

في معظم المناطق الساحلية اليمنية يخرج السكان إلى الأحياء ليلاً وأحياناً النوم في الأسطح عند “توقف التيار الكهربائي”. ومع الحظر المفروض تتزايد معاناة السكان.

 

الأمر ذاته يتكرر في عدن وأبين والمهرة وسقطرى والمديريات الساحلية في تعز الخاضعة للحكومة الشرعية. والحديدة والمديريات الساحلية في حجة الخاضعة للحوثيين.

 

في المكلا وعدن يخرج السكان للتظاهر ضد السلطات المحلية لإجبارها على توفير الكهرباء وباقي الخدمات. في مدينة المكلا خرجت تظاهرات في مايو/أيار ويونيو/حزيران تطالب المحافظ فرج البحسني بتنفيذ وعوده التي قدمها ب”تيار كهربائي” لا يتوقف.

 

وذكر “البحسني” أن السلطة المحلية بالمحافظة، سارعت في إيجاد معالجات عاجلة لتحسين الكهرباء، وأثمرت متابعاتها عن توفير محطة كهرو غازية في الهضبة، بقدرة 75 ميقا واط، بتوجيهات من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لتمويل مديريات الوادي والصحراء، والتي أسهمت في التخفيف كثيراً عن معاناة المواطنين هناك، وعملت على تأسيس محطة جديدة بقدرة 40 ميقا واط في مدينة الشحر بتمويل محلي.

 

ودعا المحافظ البحسني، المواطنين إلى ترشيد استخدام الكهرباء، وعدم الربط العشوائي، والاستفادة من الخصم الذي منحته السلطة المحلية الـ 20% لأشهر إبريل/نيسان ومايو/آيار ويونيو/حزيران 2020 والمسارعة في تسديد الفواتير لضمان توفير الخدمة.

 

وقال علي باوزير إن على السلطة المحلية توفير المال من عائدات النفط لشراء طاقة كهربائية تستوعب كل منازل المحافظة طوال اليوم “ما فائدة النفط إذا لم يوفر الكهرباء للسكان”.

 

وتسلم الحكومة الشرعية 20% مستحقات مالية لمحافظة حضرموت، من كل شحنة نفط تنتج من الشركات النفطية العاملة بالمحافظة عقب بيعها وتصديرها للخارج.

 

وتنتج حقول المسيلة بحضرموت 40 ألف برميل من النفط الخام يومياً، إلا أن تلك النسبة لا تمثل الطاقة الإنتاجية الكاملة نظراً لتوقف بعض الحقول منذ اندلاع الحرب مطلع 2015.


“لا تغطي ساحل حضرموت”:

 

ويقول المهندس صبري الدقيل مدير النقل والتحكم بكهرباء ساحل حضرموت، لـ”يمن مونيتور”، “إن الطاقة التوليدية الموجودة، ليست ثابتة، ولا تغطي معظم مديريات ساحل حضرموت، بسبب الاحمال المتزايدة، وخصوصاً مع دخول الصيف وارتفاع درجة الحرارة”. مشيراً أن “الأحمال والضغط على الطاقة الكهربائية غير ثابته، ومتغيرة من يوم إلى آخر، ومن شهر إلى آخر”.

 

وأضاف الدقيل، لـ”يمن مونيتور”، “بأننا نحن في مؤسسة كهرباء ساحل حضرموت، نعاني من هذه الزيادة غير الثابتة للأحمال، فضلاً عن بعض الاشكاليات التي تطرأ بين فترة وأخرى، بسبب محول أو كيبل وعلى اثرها تزيد ساعات انطفاء الكهرباء”.

 

وأشار الدقيل، “أن البرنامج الجاري حالياً، هو ساعتين طفي رسمي، مقابل أربع أو خمس ساعات خدمة، مضيفاً أن تراجع الخدمة بسبب زيادة الأحمال للقادمين من خارج المحافظة، ويأتي الكثير منهم خلال فترة الصيف”.

 

وأردف “أن الغالبية العظمى للمواطنين يقومون بالربط العشوائي للخدمة، إلى جانب المكيفات التي تشتغل على مدى 24 ساعة بسبب شدة الحرارة، وامتناع معظم المواطنين عن دفع فواتير الكهرباء بنسبة 90%، كل هذه الأسباب تؤثر على الوضع الحالي”.

 

 

احتجاجات:

 

ويشير الدقيل، لـ”يمن مونيتور”، “أن إدارة كهرباء ساحل محافظة حضرموت، أجرت دراسة من أجل استيعاب الكثافة السكانية لفترة 20 عام قادمة، أي أنه إلى العام 2040م، وهذا يجعلنا نمشي على دراية وخطة وأمور واضحة لدينا”.

 

وذكر، “أن محافظ حضرموت وجه بـ 10 ميجا واط، لو تم ادخالها خلال هذه الفترة، سيتحسن الوضع كثيراً، وستقل فترة الانطفاءات.

 

وخرج عشرات اليمنيين في المكلا شهر مايو/أيار الماضي، وأغلقوا الشوارع، وأحرقوا الإطارات للتعبير عن غضبهم من تردي خدمة الكهرباء. نشر “البحسني” على إثرها أكثر من 10 آلاف جندي لضبط الأمن.

 

ويقول المواطن راشد بوعبدالله أحد سكان المكلا، لـ”يمن مونيتور”، “إن هناك أسباب كانت كفيلة باحتجاجات المواطنين وخروجهم منفعلين، بتصرفات كانت في بعض الأحيان خاطئة، لكنها في الوقت نفسه تعبر عن مدى سخط الأهالي جراء هذا الوضع الحالي”.

 

وذكر بو عبدالله لـ”يمن مونيتور”، “أن اندلاع الاحتجاجات كانت نتيجة لضغط المعيشة لدى المواطنين، وأن المواطن غير مهيئ معيشياً لتقبل الحظر والبقاء في البيوت، إضافة إلى ذلك انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة باليوم، تصل لأكثر من 15 ساعة”.

 

وعادة ما يخرج السكان للتظاهر في فترة الصيف، للمطالبة بالخدمات الأساسية في المكلا. ويقول “بوعبدالله” إن انعدام الثقة بين السلطة والمواطن وعدم شفافية السلطات أبرز الأسباب وراء التظاهرات وحالة الاحتقان وسط “الحضارم”.

 

 

فشل السلطات:

 

ويشير المواطن راشد بو عبدالله لـ”يمن مونيتور”، إلى أن الوضع الجاري في مديريات الساحل لا يرضي القريب ولا البعيد، متسائلاً، “لماذا لم تشرع السلطة قبل أشهر، وترتيب لهذه الاحتمالات، وخصوصاً في الشتاء، من صيانة وترتيب وتطوير وتحسين خدمة الكهرباء”!

 

من جانبه يقول محمد باوزير لـ”يمن مونيتور”: “كانت الكهرباء في الغالب تعمل 6 ساعات خدمة، مقابل ساعتين طفي، ومنذ بداية شهر رمضان الماضي تغير البرنامج، وأصبحت ساعتين خدمة مقابل ساعتين طفي، وبررت الجهات المعنية، أنها بسبب زيادة الأحمال وقلة المشتقات النفطية”

 

وتابع باوزير: “هذا الوضع الذي جعل المواطن لا يتحمله إطلاقاً، مما زاد سخط المواطنين واندلعت الاحتجاجات ضد الانقطاعات المتكررة والمنددة بذلك، حتى صارت اربع ساعات خدمة، مقابل ساعتين طفي، لافتاً أن البرنامج يختلف أحياناً من وقت لآخر، ومن مكان لآخر”.

 

ويشير بوعبدالله إلى أنه “بالرغم من شدة هذه الظروف وتأثيرها على حياة المواطن، إلا أن لخطابات وكلمات المحافظ والوكلاء والمسؤولين في الصحة وتوعيتهم بمخاطر التجمع والاحتجاجات في مثل هذا التوقيت، كان لها أثر في انصياع الكثير من المواطنين، وترشيد عقولهم، امتثالا لتوجيهات المحافظ” معتبراً ذلك أنه لدليل قاطع على بساطة وطيبة وتحكيم المواطن الحضرمي لعقله وخاصة في مثل هذه الأوضاع”.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص