وبعد هذا كله :
حلف قبائل في الساحل
ومرجعية قبائل في الوادي
ونخبة
ومؤتمر جامع
وقناتين فضائيتين .
وعقد ورش
وإقامة حلقات نقاش
وخطب ومواعظ
وقصائد وأغاني
ولافتات وإعلانات . .......إلخ .
تقف حضرموت اليوم حائرة لا تستطيع أن تحسم رأيها بعبارة واحدة صريحة وواضحة .
هل هي كيان مستقل بذاته ؟! .
أم أنها جزء من الدولة الاتحادية اليمنية ؟!.
أم تتبع مشروع الجنوب العربي ؟؟؟!!!!.
حتى وهم يقفون اليوم في مواجهة بعضهم البعض فإنك لن تجد عند أحدهم جواباً واحداً موحداً واضحاً شافياً يجيب عن هذه الأسئلة بكل شجاعة .
ولو وقفت أمام منصة أحد الأطراف ووجهت إليهم سؤالاً مباشراً : ما خيار حضرموت السياسي اليوم ؟؟!.
ستجد كلاماً عمومياً ممغمغاً يحاول دغدغة العواطف تارة ويخفي خلفه تيهاناً وعدم وضوح للرؤية تارة أخرى .
بالله عليكم أفبعد مرور أعوام على كل هذا الضجيج الإعلامي الحضرمي الذي صم آذاننا عن المنجزات والمعجزات ينكشف الغبار عن كل هذا الخواء والتخبط والتيهان والضياع والضبابية في الرؤية ؟؟!! .
وهذا ما يجعل الكثير منا يشك أن ثمة انجاز حقيقي قد شهدته حضرموت خلال الأعوام الماضية من حكم أبناءها لها . وأن كل ما كان من صخب وضجيج إعلامي إنما كان ضجيجاً شخصياً مرتبط بهذا أوذاك سيتبخر كالسراب الخادع حينما يغادر منصبه . وأنه لا صلة له بالأرض والإنسان .
من حق أحدهم أن يسأل : ولماذا كل هذا التخبط والتيهان ؟!!.
لسبب بسيط . وهو أن أية رؤية حقيقية يجب أن تكون نابعة وناتجة عن عمل حقيقي يعكس آمال وتطلعات عامة الناس وليس نتاج حاجة ورغبة لجهة أو شخص أو فئة أو سلطة معينة تحاول إخراجها بطريقة معينة ومضللة كي توهم البسطاء من الناس أن هذه هي الرؤية الحقيقية لهم .
إن الرؤية الحقيقية التي تنهض عليها الأوطان هي تلك الرؤى التي تصنعها الشعوب لنفسها وليست تلك التي تفرض عليها من خارجها لتلبي أهداف شخصية أو فئوية أو تمليها دول خارجية لا يهمها غير مصالحها .
وحتى يتم تصحيح الوضع واعادة بناءه بطريقة صحيحة سنظل هكذا مع القوم يا شقراء .