منذ بدء الانقلاب الحوثي على الدولة، والذي صاحبته حالة جمود سياسي، وظهرت الحاجة للفعل المؤثر في اتجاه مغاير، له أولوية ملحة ضمن العمل الوطني، في إطار معركة استعادة الدولة والتي انخرط فيها التجمع اليمني للإصلاح، بكل قياداته وقواعده، مثبتاً التلاحم الشعبي، ومدى انسجامه وتناغمه كحزب مع الأحزاب والقوى الأخرى المؤيدة للشرعية الدستورية، التي تنشد العمل السياسي والمدني، وتعتبر حضور الأحزاب الفاعل، ظاهرة صحية لا بد من الإشادة بها والشد على يدها, وتقييم تجربتها إن أمكن.
يدل على ذلك مدى التفاعل الذي أبداه سياسيون وناشطون من عدة محافظات جنوبية، يرون احتفاء التجمع اليمني للإصلاح بمضي 30 عاماُ من تأسيسه، والتي كانت في (13 / 9 / 1990م) هو احتفاء بالتعددية السياسية، إضافة إلى كونه من القوى المؤثرة، والتي لها ثقل في الحياة السياسية برمتها.
في البداية هنأ مستشار محافظ محافظة حضرموت، محسن سالم نصير كافة أعضاء التجمع اليمني للإصلاح بالذكرى الثلاثين لتأسيس الحزب.. مستدركاً: "وأخص بذلك إخواني وزملائي في محافظة حضرموت، الذين تربطنا بهم علاقات طيبة ومميزة".
وقال نصير: "يعتبر التجمع اليمني للإصلاح أحد الأحزاب الرئيسية في اليمن، التي كان لها الدور الرئيسي في تثبيت وتعزيز الديمقراطية في اليمن.
موضحاً أنه "مهما اتفقنا أو اختلفنا كقوى سياسية في وجهات النظر في بعض القضايا، فإن الاختلاف الذي يكون هدفه المصلحة العامة للوطن لا يفسد للود قضية، طالما أنه لا يصل إلى المواجهة العسكرية، التي تهدف إلى الإقصاء وتكريس نظام الحكم الدكتاتوري".
وقال خالد اللبود، وهو ناشط سياسي، من محافظة عدن بأن مسؤولية الإصلاح اليوم تتجاوز مسؤوليته كحزب، إنها مسؤولية وطنية كبيرة بحجم الوطن، مضيفاً: "مهما كانت مواقفنا السياسية من حزب الإصلاح إلا أننا لا يمكن أن ننكر دوره".
وطالب اللبود الإصلاح بتفعيل دوره أكثر بما يخص الاتفاقات الأخيرة بقوله: "ما قبل اتفاق الرياض بالذات، في تحجيم سلوكيات وتحركات دول التحالف، هذا الدور الذي نتمنى أن يعيد الإصلاح تفعيله وزيادة وتيرته بالتعاون مع الأحزاب السياسية الأخرى، عبر مبادرة يتبناها الإصلاح أولاً.
القيادي في الحزب الاشتراكي بمحافظة شبوة محمد السيد هنأ أعضاء الحزب كافة، وفي شبوة خاصة، وقال: "نتمنى التقدم والنجاح للإصلاح، باعتباره واحداً من أبرز القوى السياسية الحزبية، التي كان لها دور مشهود ومتميز في الساحة اليمنية، منذ تأسيسه وحتى اليوم، وهو ما يمكنه بالقيام به في المستقبل".
ويؤكد "محمد السيد" بأن الإصلاح رافد للحراك السياسي، ويعتبر من القوى الفاعلة فيه وسيظل من القوى الوازنة والمؤثرة في المشهد السياسي، وهو ما سجل له أثناء الأزمة السياسية، التي تمر بها البلد.
ولفت إلى أن الإصلاح كحزب مؤثر هو من القوى التي سيكون لها دور ملموس في معالجة الأزمة الراهنة، لما يمتلكه من كادر مجرب ونشط وقاعدة اجتماعية لا يستهان بها.
من جانبه أوضح أمجد محمد ثاني، مدير عام مديرية حديبوه، - هو القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، محافظة أرخبيل سقطرى- بأن التجمع اليمني للإصلاح أحد أهم الأحزاب اليمنية البراغماتية، التي توغلت في الساحة اليمنية منذ بدء التعددية الحزبية في اليمن الجمهوري، بعد الوحدة اليمنية1990.
وكون الإصلاح أحد أقطاب التوازن السياسي في اليمن، يرى أمجد محمد بأنه من خلال مسيرة الحزب نرى أنه حزب منفتح على الجميع ومرن، بحيث استطاع أن يجعل من الخصوم السياسيين شركاء، تجمعهم برامج وأهداف، مضيفاً: "وسيرته تحمل الكثير من التوازنات والمرونة، حيث كون شراكة مع المؤتمر الشعبي العام وشارك في صنع القرار، وبعدها مع تكتل أحزاب اللقاء المشترك، وكان رأس حربة أحزاب المشترك".
وأكد أن التجمع اليمني للإصلاح يعتبر من الأحزاب التي استطاعت أن تبني قاعدة شعبية عريضة ومتوازنة، شملت كل شرائح المجتمع اليمني، وهو ما جعله يصمد أمام التحديات، التي رافقت مسيرة الحزب خلال الثلاثين عاماً الماضية".
وفي تعليقه على قرارات الإصلاح الأخيرة المتماهية مع مشروع الشرعية في اليمن، أشاد أمجد محمد بها وقال: " وفق التجمع اليمني للإصلاح بفضل حنكة قيادته في كثير من القرارات، وأهمها تأييده الواضح والعلني لعاصفة الحزم، ووقوفه مع شرعية فخامة المشير عبدربه منصور هادي، ولم يقف عند ذلك الحد، بل اندمجت معظم قياداته وقواعده في مسيرة الدفاع عن الشرعية، في مختلف الجبهات وقدم الآلاف من الشهداء والجرحى في سبيل الله والوطن.
من جهته سعيد عامر السقطري، عضو الائتلاف الوطني الجنوبي بمحافظة أرخبيل سقطرى، يؤكد بأن الإصلاح قدم الكثير من التضحيات الجسام، جنباً إلى جنب مع الأحزاب والتنظيمات والكيانات الوطنية السياسية الأخرى، للحفاظ على المشروع الوطني ومازال يقدم.
وأشاد السقطري بالإصلاح وانحيازه الدائم لخيار الدولة في كل المنعطفات والتحولات التي تواجه الوطن متمسكا بكل الثوابت الوطنية.. مضيفاً: "هذا الحزب لا يكل وسيظل حزب الوطن والدولة، التي ننشدها جميعا".
ودعا الإصلاح إلى تمتين الشراكة الفعالة مع مختلف القوى الفاعلة الوطنية في المجتمع اليمني، متمنياً أن يخرج الوطن من أزمته وأن يعود صحيحاً معافا آمناً ومستقراً ومزدهراً.
وقال أحمــد جمعـان ســعد، عضو الهيئة العليا للائتلاف الوطني الجنوبي، في أرخبيل سقطرى، بأن الإصلاح حزب متواجد في كافة المحافظات اليمنية، وقد أثرى الحياة السياسية والديمقراطية اليمنية، منذ التأسيس في 13 سبتمبر 1990م.
وأكد أن الإصلاح حزب وطني فاعل في العمل السياسي والاجتماعي، وخياراته دائماً مع الوطن وأمنه واستقراره.. مشيراً إلى "أنه حزب يؤمن بالشراكة لتحقيق المصلحة الوطنية".
وقلل أحمد جمعان سعد من الحملات التحريضية على الإصلاح، والي قال عنها: "نحن ندرك أن هناك حملة غير شريفة على الإصلاح، وكيل العديد من الاتهامات الباطلة وخاصة في المحافظات الجنوبية".
مع ذلك يدعو "سعد" الإصلاح إلى توسيع وتنويع قنوات تواصله مع المكونات السياسية في الجنوب، إضافة إلى الشخصيات الاجتماعية لتوضيح مواقف الحزب من كافة القضايا الوطنية.
الناشط الحقوقي والسياسي، محمد عبدالقوي بن علي جابر، يرى بأن الإصلاح حزب الوطن بكل انتماءاته، كما أنه من المدافعين عن اليمن والجمهورية.
ويقول محمد عبدالقوي، وهو أحد سياسيي محافظة حضرموت "إن الإصلاح هو التضحية".. مشيراً "لا يخلو بيت من بيوت قياداته من شهيد أو جريح للدفاع عن الثورة والجمهورية والمشروع العربي، ضد تمدد مليشيات الحوثي ورغبات إيران".
ولفت بأن الإصلاح مشروع تنمية، إضافة إلى أنه صخرة، تحطمت عليها مؤامرات الخصوم داخلياً وإقليمياً، مؤكداً أن الإصلاح تعرض لهجمة شرسة ميدانية وسياسية، ولكن بحنكة قيادته استطاع امتصاص تلك الهجمات، وأثبت أن الإصلاح أقوى وأكبر من الجميع، في رسم سياسته وتحالفاته وقبوله للآخر من مختلف القناعات والرؤى.
مختتماً بأن "الإصلاح مشروع حضاري للبناء، بشكل منهجي مدروس، فلو فكرت أن أكون منتمياً إلى حزب، فلن انتمي إلا للإصلاح، لأنه حزب الوطن".
إضافة تعليق