أفادت مصادر يمنية مطلعة بأن الميليشيات الحوثية أنذرت عائلات مجندين من صغار السن فروا من المعارك مع اشتداد القتال في جنوب محافظة مأرب وشرق محافظة الجوف، وسط تأكيدات المصادر أن المئات من عناصر الجماعة تركوا مواقعهم في مديريات ماهلية ورحبة جنوب مأرب بسبب «انكشافهم» أمام القوات الحكومية، وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
المصادر القريبة من دائرة حكم الميليشيات الحوثية في صنعاء ذكرت لـ«الشرق الأوسط»، أن الجماعة تواجه عجزاً كبيراً في المقاتلين بعد خسارة الآلاف منهم في الهجوم المتواصل على محافظة مأرب منذ أشهر عدة، وفي المعارك الدائرة في محافظة الجوف المجاورة.
وأوضحت المصادر، وفقاً لـ"الشرق الأوسط"، أن قادة الجماعة باتوا بفعل هذه الخسائر يلحون على شيوخ القبائل لتكثيف حملات التجنيد، لتحقيق أي تقدم في محافظة مأرب، حيث كانوا يأملون أن يتم ذلك مع حلول الذكرى السنوية السادسة للانقلاب على الشرعية التي حلت أمس.
وتحدثت المصادر عن فرار العشرات من مقاتلي الميليشيات من جبهتي جبل مراد والمناقل، ومن مديرية رحبة جنوب محافظة مأرب، ومن مديريات ردمان والسوداية وولد ربيع في شمال محافظة البيضاء، بعد مقتل المئات من زملائهم في هذه الجبهات على أيدي القوات الحكومية وقبائل مراد وفي غارات مقاتلات التحالف التي استهدفت تجمعات الجماعة وتعزيزاتها والنقاط الأمنية التي نصبتها على الطرقات الرابطة بين مديريات محافظة البيضاء ومديريات جنوب محافظة مأرب.
وألزمت الميليشيات الحوثية، وفق المصادر نفسها، مشرفيها في المديريات بملاحقة الفارين وإنذار أسرهم بإلزامهم بالعودة إلى المعسكرات، وإلا سيعتبرون مؤيدين للتحالف والشرعية وسيتعرضون لعقوبات شديدة.
وقال رئيس «الاتحاد الوطني للمهمشين اليمنيين» (من ذوي الأصول الأفريقية) نعمان الحذيفي، إن «ميليشيات الحوثي تمارس سياسة تطهير عرقي تجاه اليمنيين من أصحاب البشرة السمراء من خلال الزج بهم في جبهات القتال مستغلين فقرهم وظروفهم المعيشية الصعبة»، مبيناً أن «الطفل يوسف أحمد العتمي وعمره 16 عاماً كان أحد ضحايا هذا التطهير العرقي».
وذكر الحذيفي عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، أن 6 أطفال لقوا مصرعهم في جبهتي الجوف ومأرب، تم تجنيدهم حديثاً في محافظة صعدة، وتم تشييعهم قبل أيام، وهم عبد السلام رعمان (13 عاماً)، وعبد الملك زربه (12 عاماً)، وطارق عزيز (13 عاماً)، وأحمد فتحي (11 عاماً)، وأيمن عبد السلام (12 عاماً)، ودارس المقشي (13 عاماً).
من جهتها، أكدت عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، إشراق المقطري، أن «آباء وأمهات في مديريات محافظة إب يشكون من أن جماعة الحوثي سلمتهم كشوفاً بأسماء أبنائهم الملتحقين بصفوف الجيش الوطني، وطالبتهم بسحب أبنائهم من المناطق المحررة خلال مهلة لا تزيد على شهر من تاريخ الإبلاغ، وإلا سيتم التعامل معهم كخونة ومرتزقة مع إنزال أقصى عقوبة بحقهم».
وترافقت هذه الخطوات مع حملة شعبية للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر (أيلول) 1962 التي أطاحت نظام حكم الإمامة الذي تسعى ميليشيات الحوثي لإعادته في حلة إيرانية عبر الاستمرار في الانقلاب على الشرعية؛ إذ أطلق ناشطون دعوات لجعل هذه الذكرى مناسبة لإعادة تأكيد اليمنيين رفضهم نظام الحكم العنصري، وسخريتهم من محاولة الميليشيات تقديم يوم الانقلاب (21 سبتمبر) باعتباره ثورة، في حين يؤكد اليمنيون، أنه كان مناسبة كارثية جلبت عليهم الدمار.