برلماني يمني: التطبيع هدفه تصفية القضية الفلسطينية

قال النائب في البرلمان اليمني، عبد الكريم شرف شيبان، إن التطبيع العربي مع إسرائيل "هدفه إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتجريم المقاومة واعتبارها المتسبب فيما يحدث في فلسطين وليس الاحتلال".

 

وفي مقابلة مع الأناضول، اعتبر شيبان، وهو عضو الهيئة الشعبية اليمنية لمناصرة فلسطين (غير حكومية)، أن التطبيع "مغامرة خاطئة ستعود بمخاطر كبيرة على الدول العربية، وستؤثر على استقرارها الداخلي".

 

وفي 15 سبتمبر/أيلول الجاري، وقعت الإمارات والبحرين، اتفاقيتي تطبيع مع إسرائيل في البيت الأبيض، برعاية أمريكية، متجاهلتين حالة الغضب بالأوساط الشعبية العربية.

 

وقال شيبان، إن "إقامة علاقات رسمية مع اسرائيل دون مقابل، مغامرة خاطئة ستعود بمخاطر كبيرة على الدول العربية".

 

وأضاف: "من شأن هذه الخطوة التي تتعارض مع مواقف الشعوب العربية أن تؤثر على مستوى الاستقرار الداخلي للدول العربية. وقد يؤدي أيضا إلى عزل الحكومات عن الشارع ومن ثم تقويض شرعية وجودها".

 

وتساءل البرلماني اليمني، "كيف يعقدون سلاما مع المحتل بالمجان، ويريدون لشعوبهم أن تصمت؟".

 

واتهم الحكومات المطبعة مع إسرائيل بعدم الاكتفاء بالتطبيع؛ قائلا "إنها تسعى أيضا لتجريم المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، واعتبارها المتسبب بما يحدث لفلسطين وليس الصهاينة".

 

واستطرد شيبان: "بدأ هذا منذ سنوات وتجلى في موقف بعض الحكومات العربية من المقاومة(..) لقد رأينا مواقفا تدين المقاومة وتبرئ المحتل، وبأحسن الأحوال تحمل الطرفين مسؤولية ما يحدث في فلسطين بالتساوي".

 

وشدد على أن "التطبيع لن ينتقص بأي حال من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني أو مصادرتها، لأنه ليس من حق أي جهة التنازل عن شبر واحد من فلسطين".

 

وقال، إن "تحرير فلسطين قادم لا محالة. المهرولون نحو التطبيع سيلاقون مصير من سبقهم من الخونة في فترات سابقة من التاريخ".

 

وتوقع البرلماني اليمني، تصاعد ردة الفعل الشعبي العربي الرافضة للتطبيع مع اسرائيل، خلال الفترة المقبلة.

 

وتابع شيبان: "القضية الفلسطينية قضية كل العرب، ولا يجب السماح بالانتقاص من الحق الفلسطيني الذي قدم في سبيله شعب فلسطين تضحيات جسيمة خلال عقود طويلة من الزمن".

 

ورأى أن التطبيع الإماراتي والبحريني مع إسرائيل، محاولة لبيع قضية فلسطين العادلة على مذبح الانتخابات الأمريكية"، في إشارة إلى أن التطبيع برعاية أمريكية سيرفع من أسهم الرئيس دونالد ترامب بالانتخابات المقبلة المزمع عقدها في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

 

واعتبر أن الإمارات والبحرين استغلتا تراجع دور الشعوب العربية وانشغالها بأزماتها الداخلية لإقامة علاقات مع إسرائيل.

 

وقال: "هذه الحكومات كشفت مدى استهانتها بشعوبها والاستعلاء عليها وعدم احترام مواقفها التي ترفض بشكل قاطع العلاقات مع الكيان الصهيوني".

 

وأكد النائب في البرلمان اليمني، أن اتفاقيات التطبيع "لن تفلح في التأثير على مواقف الشعوب أو تغيير قناعاتها تجاه القضية الفلسطينية وحركات المقاومة ضد الاحتلال".

 

وشدد على أن "فلسطين قضية حية وخالدة في وجدان وضمير وقلب كل عربي ومسلم".

 

وخلال الأسابيع الماضية، شهدت فلسطين وعدة دول عربية وإسلامية مسيرات ووقفات وفعاليات احتجاجية غاضبة رافضة للتطبيع مع إسرائيل وإقامة أي علاقات معها.

 

كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي بالدول العربية انتفاضة ضد التطبيع مع إسرائيل، واعتبر الآلاف من النشطاء العرب أن خطوة الإمارات والبحرين "خيانة للقضية الفلسطينية".

 

وخالفت الإمارات والبحرين بتطبيع علاقاتهما مع إسرائيل، مبادرة السلام العربية، التي اقترحتها السعودية وتبنتها القمة العربية في العاصمة اللبنانية بيروت عام 2002.

 

وتقترح المبادرة العربية إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، في حال انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 1967، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص