اعتبرت الأمم المتحدة السبت، أن تبادل إطلاق الأسرى في اليمن "خير دليل على أنَّ الحوار والتنازلات في اليمن يمكن أن تحرز خرقاً مهمّاً".
جاء ذلك وفق ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نشر على الموقع الإلكتروني لمكتب الأمين العام، واطلعت عليه الأناضول.
ورحب دوجاريك في بيانه، "بعملية إطلاق سراح المعتقلين التي قام بها طرفا النِّزاع في اليمن (الحكومة والحوثيين)، يومي 15 و 16 أكتوبر/ تشرين أول الجاري".
وأشار إلى أن عملية إطلاق الأسرى جاءت "وفقاً للاتفاق الذي توصلا إليه في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي والذي يقضي بإطلاق سراح أكثر من ألف شخص ممن اعتُقِلوا على خلفية النِّزاع".
ولفت دوجاريك، إلى "أهمية تلك الخطوة (تبادل الأسرى) في مسار تنفيذ اتفاق استوكهولم، وهي أيضا أكبر عملية إطلاق أسرى منذ بدء النِّزاع".
ويومي الخميس والجمعة، شهدت اليمن أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بداية النزاع الدامي بين الحكومة والحوثيين في منتصف 2014.
وجرى الجمعة، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي أشرفت على العملية، إطلاق سراح 352 محتجزا، بين عدن وصنعاء، بينما أطلق سراح 704 من المحتجزين الخميس.
وفي 27 سبتمبر/أيلول الماضي، اتفقت الحكومة والحوثيين في جنيف بسويسرا على تبادل 1081 أسيرا، برعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر.
وفي السياق، حث دوجاريك، بحسب البيان، طرفي النِّزاع في اليمن (الحكومة والحوثيين)، على "الاستمرار في انخراطهم مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص (في اليمن مارتن غريفيث) بنيّة حسنة دون أي شروط مُسبَّقة".
وأضاف دوجاريك، أن ذلك من أجل "وضع اللمسات الأخيرة على الإعلان المشترك الذي يتضمّن وقف إطلاق النَّار في كافة أنحاء اليمن، وتدابير إنسانية، واقتصادية، بالإضافة إلى استئناف عملية سياسية شاملة للجميع لإنهاء الحرب".
والخميس، أبلغ غريفيث مجلس الأمن الدولي، بعدم التوصل إلى اتفاق، حتى الآن، بين الفرقاء اليمنيين بشأن مسودة الإعلان المشترك.
وقال المبعوث الأممي، إن المفاوضات "مازالت جارية، لكن الأطراف اليمنية (الحكومة والحوثيون) لم تتفق بعد على نص الإعلان المشترك (مسودة مبادرة أممية)".
والإعلان المشترك، يتضمن في أبرز بنوده، وقفا شاملا لإطلاق النار، والشروع في استئناف المشاورات السياسية في أقرب وقت، إضافة إلى ترتيبات إنسانية لتخفيف معاناة الشعب اليمني جراء الصراع.
وجاءت إحاطة غريفيث بعد لقاءات منفصلة أجراها مع مسؤولين في الحكومة اليمنية والجانب السعودي (لم يحددهم)، وأخرى مع مليشيا الحوثي خلال أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
ومنذ 2015، تقود الجارة السعودية تحالفا عربيا ينفذ عمليات عسكرية في اليمن دعما للقوات الموالية للحكومة، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
وخلفت الحرب المستمرة للعام السادس 112 ألف قتيل، بينهم 12 ألف مدني، وبات 80 بالمئة من سكان اليمن، البالغ نحو ثلاثين مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.