ويممت وجهي شطر شبوة . صعيداً جمهورياً طيباً . مباركاً فيه رجلاً يفوح كبرياء وشموخ. وطناً على هيئة بشر اسمه محمد صالح بن عديو . محافظاً جداً وأمين .
بسم الله . توكلت على الله .
أهيئ كل أغراض سفري لأرحل . إلى حيث عبق الدولة يفوح شبوانياً .
ودعاً أقولها لأفراد أسرتي . فيرتفع سقف الحوار والثناء والدعاء لرجل أعاد إلينا الأمل . محافظاً ثائراً جاء على حين فاقة فسد الخلل . فكان بحقٍ حديث الجميع . كباراً . صغاراً . نساء رجال . من أعلى سلم الدولة ورجالها ، والسياسة ودهاقنتها ، حتى أبسط البسطاء . أمي وما أدراك ماهيه ؟! . عجوز تحب الوطن وتفديه بكل ما تمتلك من مدخر لديها وثمين. وعلمتني كيف أكون ، فكنت كهي تلميذاً لها . فكان الدرس قوياً وكانت المفاجأة . أبهرتنا جميعاً هذه المرة . قطعة نقود قديمة أصيلة بعثتها رسالة إلى عنوان الأصالة . رسالة إلى بن عديو . بدوري تحملت هذا البلاغ ، فحارت بي الأسئلة. ماذا عساها تروم ؟! . وماذا تريد أن تقول ؟! . قرش من الفضة الخالصة الأصيلة يفوق عمره القرنين ونصف القرن تقريباً . رسالة أم هدية ؟! كلاهما يحتمل الصواب . فماذا تقول القروش هنا وماذا تكون ؟! . وماذا تعني وعلاما تدل ؟! في موروثنا الشعبي القرش رمز لكل أصيل ولكل ثابت لا تغيره الليالي والأيام ولا تؤثر فيه عاديات الزمان . القرش الفرانصة في عاداتنا يوصف به الكلام الصادق الجميل وتوصف به الرجال الأوفياء والشجعان . وتوصف به الأصالة والبقاء على العهد والوفاء .
رحلت إلى صوب شبوة . ويممت وجهي شطر الرجال .
وأوافيكم بتفاصيل الرحلة أولاً بأول . فانتظروني وكونوا قريباً ولا تبعدون .
اللهم أعوذ بك من وعثاء هذا السفر وكآبة المنظر . وسوء المنقلب .
بدأنا الرحلة . دعواتكم لنا بالرشاد والسداد .