شبوة .. البُعد الاستراتيجي .. العودة إلى الذات واستكشاف الفرص

المرحلة الثالثة : شبوة والعودة غرباً :

 

يبد أن قدر شبوه قد فرض نفسه بعيداً عن الأماني والأحلام . فعلى الرغم من أن ما يروج له البعض وفقاً وتسريبات تقسيمات الأقاليم الستة من أن شبوة ستكون جزءاً من اقليم حضرموت إلا أن الرياح الآن بدأت تعصف بشبوه ناحية الغرب تجاه مأرب والبيضاء وأبين بعيداً عن حضرموت . قد يبدو هذا الخيار أكثر ملاءمة لشبوة ولو خلال هذه الفترة الراهنة حيث يبدو المصير والتهديدات مشتركة لدرجة كبيرة . أضف إلى ذلك ما تشوب العلاقات الشبوانية الحضرمية مؤخراً من منغصات وتجاذبات لا أظنها بريئة تماماً ، فهناك من يريد لسيناريوا كهذا أن يحدث . وهناك من يريد لشبوة أن تولي ذات الشمال الغربي بعيداً عن حضرموت .

 

المرحلة الرابعة : طريق اللبان والبخور تُبعث من جديد .

 

ميناء قنا يبعد عن عتق المركز الإداري لمحافظة شبوة بحوالي 140 كيلومتراً، إن أقدم ذكر جاء لهذا الميناء في العهد القديم من الكتاب المقدس، كما ورد ذكرة في في المصادر الكلاسيكية، الإغريقية واللاتينية ،كان الميناء الرئيس لليمن القديم والذي ازدهرت فيه تجارة الترانزيت من القرن الأول وحتى القرن الرابع الميلادي . كان ينقل منه البخور واللبان اليمني عبر الطريق البري إلى دول البحر الأبيض المتوسط بواسطة القوافل وعن طريق البحر في الفترات المتأخرة، كما كانت تنقل إلية توابل الهند وسلع شرق أفريقيا، وكان من أفضل موانئ الجزيرة العربية التي تلجأ إليها السفن لحمايتها من الرياح الموسمية الجنوبية الغربية .

تسعى السلطات المحلية في شبوة مؤخراً لإعادة نشاط هذا الميناء المهم ، وفي حالة اعادة تشغيله وتفعيله فإنه يصلح أن يكون الميناء الدي يمون اليمن شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً  . فبالنسبة للشمال وخصوصاً مأرب والمناطق المحررة سيصبح هذا الميناء خياراً مناسباً جداً من حيث المسافة ومن حيث سهولة الطرقات  . كذلك وادي حضرموت حيث يتم الان سفلتة الطريق الواصل بين عتق وسيئون عبر طريق سهلة ليس فيها أية عقاب مقارنة بطريق سيئون المكلا المتهالكة والوعرة . حتى تجار مدن ساحل حضرموت ربما يفضلون الاستيراد عن طريق ميناء قنا إذا ما وجدوا أية تسهيلات مشجعة حيث أن هذا الميناء لا يبعد عن المكلا سواء 120 كيلو متر فقط .ناهيك عن أنه سيكون ميناء محافطة أبين ولحج والضالع وباقي محافظات الجنوب .

 

خامساً : شبوة عودة المحورية الحضارية للمنطقة :

 

مما ذكر سابقاً نستطيع القول بأن هناك معطيات كثيرة تؤكد أهمية هذه المحافظة وامكانية أن تحمل على عاتقها مشروع نهضة حقيقي يتجاوز حدود شبوة ذاتها لتصل آثارة إلى باقي محافظات عموم  اليمن . فشبوة تحضى بمكان يتوسط الجمهورية . وهي أرض منبسطة وسهلة مفتوحة بصور مباشرة على البحر والصحراء دون حواجز جبلية وعرة. وهذه ميزة شبوانية خالصة . مما يجعلها البوابة الطبيعية الجنوبية لشبه الجزيرة العربية.  كما أن ما يميز عاصمتها مدينة عتق أنها مدينة شاسعة المساحة منبسطة مفتوحة على صحراء مترامية الأطراف . بحيث يمكن أن تشيّد فيها واحدة من  أكبر المدن في العالم وهذه ميزة لا تتوفر لدى كثير من المدن الأخرى .

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص