إلى الذين يرون في أنفسهم بأنهم تقدميون ويظنون أن المتدينين
من حولهم متخلفين ورجعيين وظلاميين ، لربما تأتي عليكم
لحظات مظلمة يقال لكم فيها : ( ارجعوا وراءكم - أيها التقدميون
- فالتسموا نوراً عند الذين هم مخلفكم ) .
صحيح أنكم قد تكونون في المقدمة . لكن لا يعني هذا أن النور
لابد أن يكون في المقدمة فقد يكون موجوداً في جهة خالف
بالنسبة لكم . فلا تستطيعوا أنتم أن تفرضوا مكاناً للنور دون آخر.
لا تظنوا بأن ذلك الشاب وضئ الوجه الذي لا تفوته صلاة ولا ذلك
الشيخ الهرم الذي يتهادى نحو المسجد خمس مرات كل يوم
ويسابق للصف الأول لا تظنون أنه يفعل ذلك عبثاً ودون شعور.
بل هي طاقة نورانية تلك التي تحمله بكل قوة نحو هذا الفعل
الذي لا يستطيع أي أحد أن يداوم عليه وبكل هذه الرغبة والشوق
والراحة والطمأنينة .
ذاك يغمر صدره الفرح الطبيعي وغيره يلجأ لكل وسيلة مبتكرة أو
طريقة منبوذة ومحظورة وممنوعة شرعاً وقانوناً وعرفاً ليجلب
إلى نفسه راحة وانشراحاً مؤقتاً تعقبه ندامة وغصة بينما ذاك
الذي تظنونه متخلفاً وظلامياً يستمتع بأضعاف مايبحث عنه (
التقدمي ) وبدون أية مخالفة ، ولا اقتراف جريمة. ولا تصرف
يندى له الجبين السوي .
إنني أدعوكم اليوم - أيها التقدميون- وأنتم لازلتم في بدايات
الظلام المعنوي أن تلتفتوا ولو قليلاً نحو ماتظنونها جهة الخلف
لعلكم تجدون قبساً من نور يضئ لكم جنبات حياتكم اليوم ، ثم
تنعمون بالنور الحقيقي في اليوم الآخر .
إضافة تعليق