قوبل إعلان واشنطن عزمها تصنيف "الحوثيين" جماعة إرهابية، بردود أفعال متباينة محليا وإقليميا، بين تأييد وإدانة واعتراض، وفق بيانات.
وفي وقت متأخر الأحد، أعلنت الخارجية الأمريكية، عزمها تصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية"، وفرض عقوبات على زعيمها عبد الملك الحوثي، والقياديين فيها، عبد الخالق الحوثي، وعبد الله يحيى الحاكم.
- ترحيب واعتراض محليين
على الصعيد المحلي، قوبل الموقف الأمريكي بترحيب من قبل الحكومة اليمنية التي سبق أن طالبت مرارا بإدراج الحوثيين ضمن الجماعات الإرهابية.
واعتبر المتحدث باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، في تصريح للأناضول، أن القرار الأمريكي يخدم القضية اليمنية، لافتا إلى أهمية تلك الخطوة في توجيه أنظار العالم إلى جرائم الحوثيين.
وطالب وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف مماثل للموقف الأمريكي.
وقال المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، إنه مع "أي توجه من شأنه وضع حد لممارسات هذه الجماعة (الحوثيين) وغيرها".
وفي المقابل، أدان عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين محمد علي الحوثي، الموقف الأمريكي الناجم عن "أزمة في التفكير"، مشيرا إلى أن جماعته تحتفظ بحق الرد".
فيما اعتبر حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صنعاء الموالي للحوثيين)، في بيان، قرار واشنطن بمثابة "عرقلة لتحقيق السلام في اليمن".
- ترحيب خليجي
وفي أول ردود الفعل العربي، رحبت الخارجية السعودية بالقرار الأمريكي، معتبرة إياه "سيعمل على تحييد خطر الحوثيين".
ورحب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش عبر تويتر، بالخطوة الأمريكية، مشيرا إلى أن الحوثيين "أشعلوا شرارة العنف والفوضى".
كما رحبت الخارجية البحرينية، بالإعلان الأمريكي، مشددة على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي لإجراءات مماثلة تجاه الحوثيين.
- رفض إيراني
الخارجية الإيرانية، اعتبرت القرار الأمريكي "إفلاس" من إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
فيما قال السفير الإيراني لدى الحوثيين حسن ايرلو، إن القرار الأمريكي، "جاء بضغط من الصهاينة الذين لا يريدون لليمن السلام والاستقرار".
- انتقادات أممية وحقوقية
أكدت الأمم المتحدة في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، أن خطوة واشنطن "تخاطر بجعل العمل الإنساني والسياسي للأمم المتحدة في اليمن أكثر تعقيدا"، مرجحا "تداعيات خطيرة".
وقال جان إيغيلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين عبر تغريدة بتويتر: "نحن بالفعل على حافة الانهيار في اليمن والقرار الأمريكي يمكن أن يكسر شريان الحياة للملايين".
من جانبه، أوضح سكوت باول، مسئول السياسات الإنسانية لدى منظمة أوكسفام الإنسانية الدولية، أن "الموقف الأمريكي يعتبر سياسة خطرة وغير مُجدية، ستُعرّض حياة الأبرياء في اليمن للخطر".
بدورها، قالت الباحثة اليمنية في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أفراح ناصر، إن الموقف الأمريكي "سيكون له تداعيات كارثية على الأزمة الاقتصادية والإنسانية الأليمة بالفعل".
وتسيطر جماعة الحوثي منذ نهاية العام 2014 على العاصمة صنعاء ومعظم المناطق الشمالية في البلاد التي تحوي أكثر من نصف سكان اليمن.
وتشهد اليمن حربا منذ أكثر من ست سنوات، أودت بحياة 233 ألفا، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
ويزيد من تعقيدات النزاع أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/ آذار 2015 ينفذ تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.