تفاقم معاناة التوأم السيامي "يوسف" و"ياسين" بحضرموت.. وسط مناشدات بسرعة التدخل العلاجي (تقرير خاص)

منذ ولادة التوأم السيامي "يوسف" و"ياسين" بحضرموت، وهما يعانيان جراء التصاقهما ببعضهما البعض في منطقة الرأس، بشكل متعاكس، ما يصعب عليهما ممارسة حياتهما الطبيعية، في ظل عجز الأسرة الفقيرة عن عمل شيء..!!

 

وكلما مرت الأيام أكثر، وكبرا في العمر، تزداد حياتهما صعوبة. وحتى الأن، مرت سبعة أشهر من عمر "يوسف" و"ياسين"، وهما على هذه الحالة المرهقة؛ لم تفلح خلالها مساعي ومناشدات الوالدين في الحصول على رحلة علاجية لإنقاذهما، وإنهاء تلك المعاناة المشتركة.

 

 

معاناة تتفاقم وسط عجز وصبر

 

 

 

 زار مراسل "يمن شباب نت" منزل الطفلين، البسيط والمتواضع، في منطقة "تريس" بمدينة سيئون- عاصمة وادي وصحراء حضرموت. كان التوأمان "يوسف" و "ياسين"، ممددين على ظهريهما، كلٌ عكس الأخر، على أرضية غرفة خالية من الأثاث.. 

 

كانا مقيدين برأس واحد، يمنعهما عن إبداء أي حركة أخرى، غير حرية تحريك يديهما في الهواء، فلا أحد منهما يمتلك القدرة على قلب جسمه، أو الجلوس، أو الحبو كأي طفل في هذا العمر. يسمع "ياسين" صوت شقيقه "يوسف" قادما من الخلف، فيحاول أن يلتفت أو ينقلب، دون فائدة، بينما تشتد رقبة "يوسف"، بسبب محاولة أخيه تلك، الذي يبدأ بالصراخ والبكاء لعدم قدرته على فعل الكثير..!!

 

هكذا تتفاقم قصة المعاناة، بينما الشهور تمر وتنقضي سريعاً، ومعها يكبر التوأمان وتستاء حالتهما أكثر، فيما يظل عجز الأبوين محكوما بالصبر وإنتظار الفرج من الله تعالى.

 

 

صعوبات في الحياة والرعاية

 

 

 

 أم الطفلين "سمر يحيى"، هي الأخرى، تعاني بسبب عجزها في التعامل مع هذه المأساة. ومع كثرة صراخ الأطفال وبكاؤهم، تنهمر دموع الأم المسكينة، وهي تنظر إليهما، دون أن تستطيع فعل شيء للتخفيف عنهما..!!

 

وسط دموعها المنهمرة، تعرب الأم، لـ"يمن شباب نت"، عن تعاطفها مع طفليها، قائلة: "الآن بعد مرور ستة أشهر، تزداد معاناة يوسف وياسين، لأنهما يحاولان البدء بممارسة حياتهما الطبيعية، كبقية الأطفال، فلا يستطيعان".

 

وبالنسبة لها، كأم، لا تستطيع "سمر" أن تحظن طفليها إلى صدرها كأي أم أخرى، ما يفقدهما حنان الأم، وغذائها. ناهيك عن مشاكل كثيرة أخرى في التغذية والتربية..

 

تقول الأم، متحدثة عن جزء من تلك المشاكل، إنها تعاني من إطعام طفليها اللبن والبسكويت، فيحاولان الأكل، لكن سرعان ما يخرج من انفيهما، بسبب عدم قدرتهما على "التجشؤ". وتضيف أنها في بعض الأوقات تجد الطفلين ينظران إليها بحنان، ويمدان إليها أيديهما لاحتضانهم، ولأنها لا تستطيع القيام بذلك، لا تجد سوى دموعها التي لا تفارقها على الدوام. 

 

وبسبب تلك الصعوبات وغيرها، تستعين الأم باختها لمساعدتها في إجراء المعاملات اليومية للطفلين.

 

 

جاهزين للسفر.. ولكن..!!

 

 

 

يحتاج "يوسف" و "ياسين" إلى إجراء عملية جراحية لفصلهما عن بعضهما، وإنهاء معاناتهما واسرتهما، لكن مثل هذه العمليات تعتبر خطيرة ونادرة، ولا يمكن إجراؤها في اليمن، لذلك فهما بحاجة ماسة إلى السفر خارج اليمن لإجرائها على أيدي أطباء متخصصين.

  

وبهذا الخصوص، يقول جد الطفلين "يحيى أحمد"، لـ"يمن شباب نت": "جهزنا كل أوراق الطفلين منذ ولادتهما للحياة، ومنذ ذلك الحين ونحن متواصلين مع مكتب الصحة بوادي حضرموت بخصوص السفر لإجراء عملية فصل جراحية للطفلين".

 

وبحسب الجد، فإن المملكة العربية السعودية، هي الدولة المتخصصة على مستوى الدول العربية، في إجراء مثل هذه العمليات عن طريق "مركز الملك سلمان". وعليه- يؤكد الجد- أنه تم إرسال تقرير الطفلين إلى المملكة بجهود حثيثة، مضيفا "ولا زال الرد لم يأت حتى اللحظة من المملكة العربية السعودية، بالموافقة على إجراء العملية، ودخول الطفلين".

"جوازاتنا جاهزة، والأغراض المرافقة لنا جاهزة وموجودة، ومنتظرين فقط وقت السفر". يقول جد الطفلين، على أمل أن لا يتأخر ذلك كثيرا، نظرا لتدهور حالة الطفلين مع مرور الوقت.

 

ومع ذلك، فإن العملية الجراحية قد لا تنجح في إنقاذ حياة الطفلين. إذ تؤكد مصادر طبيّة أنه في حال لو تم إجراء العملية الجراحية بفصل رأس الطفلين عن بعضهما، هناك احتمالية وفاة أحدهما ويبقى الآخر على قيد الحياة.

 

 

حملة ضغط الكترونية

 

 

 

 شعر أهالي محافظة حضرموت، على رأسهم إعلاميين وناشطين على صفحات التواصل الإجتماعي، بخطورة حالة الطفلين، مع تقدمهما في العمر، فقرروا إطلاق حملة الكترونية، بدأت يوم الأحد الماضي، 28 مارس، على منصات التواصل الاجتماعي، تواكب وتشرح حالة الطفلين، بهدف الضغط على الجهات المسؤولة، والأشقاء في المملكة السعودية، بضرورة التسريع في إنقاذ التوأمين..

 

واطلقت الحملة تحت هاشتاق، #يوسف_وياسين_يا_خادم_الحرمين، باعتبار أن الحملة تريد التدخل من مركز الملك سلمان، لأنه المتخصص في مثل هذه العمليات على مستوى الوطن العربي.

 

 

مناشدة عاجلة

 

 منذ نصف عام، وأسرة الطفلين بدأت في مناشدة أهل الخير، وسلطات حضرموت، والحكومة، ودول الجوار، بإنقاذ حالة الطفلين، التوأم السيامي "يوسف" و"ياسين"، وعامل الوقت مهم جداً، فكلما تقدما في العمر، كلما زادت معاناتهما وتعقدت حالتهما، وسط عجز الأسرة الفقيرة عن فعل أي شيء لهما.

 

وناشد بعض المقربين من الأسرة، عبر "يمن شباب نت"، الجهات المسئولة ورجال الخير، والأشقاء في المملكة، عدم التواني في إنقاذ الطفلين بشكل عاجل..

 

للتواصل مع الأسرة:

 

00967778834501 ـ 0096705429849

 

منطقة تريس ـ سيئون ـ محافظة حضرموت ـ اليمن 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص