مازال المعاقون ذهنيا ونفسيا يتخبطون في غيهم ، لم يهتدوا إلى
الصواب في تحديد الموقف الصادق الذي ينبغي عليهم اتخاذه
تجاه ما يحدث من عدوان صهيوني على أرض وشعب فلسطين
ومعالمه المقدسة . وهو موقف يمليه عليهم انتمائهم الإسلامي
والعربي ، وفطرتهم الإنسانية إن فقدوا الإنتمائين الأساس .
كم نجد هؤلاء المعاقين يدندنون أن حماس هي السبب فيما
يحدث ، وأن غزة تتحمل مسؤولية ما يجري . أقول لهم أما آن لكم
أن تتخلصوا من عبث طفولتكم السياسية المقيدة بالتبعية لإنتماء
سياسي بغيض ، أو لنهج فكري مقيت .. تبعية خنقت كل مواقف
الرجولة لديكم ووأدت كل مشاعر الحمية والغيرة فيكم .
ياسادة هذه اليوم حرب مقدسة قدسية وليست مماحكة مذهبية
سياسية . فلسطين كلها تقاوم ، ليست حماس وحدها ولا الإخوان
وحدهم ، كي تجتهدوا في تشويه بطولة المقاومة عامة . فلسطين
كلها ، غزة ، بيت لحم ، أم الفحم ، البيرة ، رام الله ، الشيخ جراح ،
الضفة .. مقاومة مسلحة حاسمة ومواجهة شعبية عارمة .
المتظاهرون من كل بناء سياسي ومد شعبي ، ومن كل فكر ونهج ،
ومنهم مواطنون ليس لهم في السياسة انتماء ولا للجماعات ولاء ،
ليس المقاومون إخوانا فقط ، حتى تبغضوا تضحيتهم وتذموا
صمودهم . فلتكرهوا حماس ما شئتم ولتعادوا الإخوان ما
استطعتم .. ولكن لا تجعلوا تلك الشنة تسوقكم إلى خزي المقال
وعار الموقف .
تلك حرب مقدسة ومقاومة مشروعة وأمة انتفضت متناسية كل
مسميات الفرقة والتنازع ، لتحمل في قلبها مسمى فلسطين وسمو
القدس ، ومن أجلهما يقدمون كل غال ونفيس ويبذلون الروح
زهوا وفخرا . اليوم آلاف الصواريخ تحدث في جسد إسرائيل
شرخا وفي قلبه انفطارا .. هزة لم تحدثها لهم جيوش العرب ولا
صواريخهم .. هزة لم تعهدها في كل مواجهة ، هزة أثبتت ضآلة
قوتهم وزيف التطبيع معهم خوفا منهم . منذ متى تتوقف حركة
الطائرات في مطار بن غوريون ، والقطارات بين المدن ، منذ متى
يتم حظر التجوال وتتعطل المدارس وتكتظ الملاجئ ، منذ متى
... ، كل ذلك وأكثر منذ تذوقت أول رشقات صواريخ المقاومة ..
صواريخ صدق تدك لهم كل غرور بنوه ، وتخلع عنهم كل تجبر
نسجوه . شعب فلسطين ليس كغيره من الشعوب التي رضخت
لجلادها ورضيت بانتهاك إنسانيتها وسيادة وطنها . وجماعات
فلسطين ليست كغيرها ، فلا مكان عندها للتنازلات المهينة
والموازنات المشينة ، لا يطمعون في منصب وجاه ، بل يطمحون
لخير تتويج ، مقعد صدق عند مليك مقتدر .
فليراجع المعاقون وطنيتهم وإيمانهم ، لعلهم للصواب يرجعون ،
وما لم يفعلوا فإنهم يحتاجون علاجا نفسيا سريعا ، أو كيا
مزدوجا على رؤوسهم ، يعيد لهم صوابهم ، أو يريح الأمة من
خطابهم .
إضافة تعليق