بن مبارك: الحكومة غادرت عدن مُجبرة ومارب أسقطت رهانات الحوثي...

قال وزير الخارجية، أحمد عوض بن مبارك، إن الحكومة غادرت عدن مُجبرة تحت ضغط التحديات الأمنية، وأشار إلى وجود نقاشات إيجابية لتجاوز المشكلة واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض.
وأوضح وزير الخارجية في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" أن الحكومة عادت إلى عدن، بحسب اتفاق الرياض، على أساس تنفيذ كل بنوده المعلنة، لكنها واجهت تحدي أمني وتصعيد الخطاب الإعلامي، تطور لحادثة اقتحام قصر معاشيق، لذلك غادرت الحكومة مجبرة، ولم تخرج كاملة، فهناك عدد من الوزراء في عدن من كل الأحزاب، لكن كان لا بد من معالجة هذا الإشكال، خاصة الجانب الأمني والعسكري".
وأكد وزير الخارجية وجود جهود كبيرة وأجواء إيجابية على مستوى النقاش لم تنعكس بعد على مستوى التنفيذ، وقال نحن نثق ونراهن على دور أشقائنا في السعودية، بصفتهم راعياً لهذا الاتفاق، وسنبذل كل الجهود المطلوبة لبناء الثقة، والمضي قدماً في استكمال تنفيذ الاتفاق".
وأشار وزير الخارجية إلى أن استكمال تنفيذ اتفاق الرياض وفقاً للصيغة المتفق عليها التي تضمن وجود مؤسسات الدولة المدنية والأمنية والعسكرية، سيعالج كل القضايا بما فيها الوضع في سقطرى.
وشدد وزير الخارجية على أن من الثوابت سيادة اليمن على كل مدنه وجزره وأجوائه وبحاره، وقال سبق أن أكدت عدم وجود أي اتفاقية عقدت بين الجمهورية اليمنية وأي طرف آخر في مسألة الجزر أو المعسكرات، هذا أمر لم يتم، وإذا تم يجب أن يكون من خلال المؤسسات الدستورية، ممثلة بمجلس النواب".
وقال، إن اليمن يقف اليوم على حافة الهاوية، فهناك احتراب داخلي وصراعات كثيرة، ولأول مرة بدأنا نرى صراع هويات، وهو جديد على المجتمع اليمني.
لكن أعتقد أن الإرادة الجمعية لليمنيين لا يمكن أن تسمح بذلك، فإرث اليمن وبُعدها الحضاري وما لديها من مخزون وبنية اجتماعية وقبلية ودينية تحمي هذا الأمر، ولا تسمح بالذهاب إلى آخر الطريق.
وأوضح وزير الخارجية أن معضلة اليمن طوال العقود الماضية كانت تتمثل في الاستئثار بالسلطة والثروة، واستخدام السلاح في حسم الأمور، وأشار إلى أن جماعة الحوثي جاءت بتحالفات مشوهة، واستفادت من ضعف كل المكونات السياسية اليمنية.
وأوضح وزير الخارجية أن اجترار الماضي ما زال يؤثر أحياناً على بعض المواقف، لكننا نسمع من كل الأطراف نية جادة لتجاوز هذا الأمر، ولكن هذه النية لم تحول بعد إلى خطوات عملية.
ويرى وزير الخارجية أنه من غير المنصف الحديث عن فشل الشرعية في تقديم نموذج للحياة في المناطق المحررة، موضحا أن شبوة وحضرموت ومأرب والمهرة نماذج ناجحة، رغم بعض التحديات.
وأكد وزير الخارجية أن لدى الحكومة قناعة كاملة ومطلقة بأن مأرب لن تسقط، بل هي من أسقطت رهانات الحوثي عندما سقطت كل الدولة في فترة لم يكن فيها جيش وطني، ولا تحالف عربي، وهي من أوقفت التمدد الحوثي في فترة صعبة، فما بالك اليوم ومأرب فيها سلطة محلية مشهود لها بالكفاءة، وهناك جيش وطني وقبائل أبية، وتحالف عربي يدرك أهمية مأرب الجيواستراتجية ودورها في تغيير الصراع.وقال وزير الخارجية إن مأرب كما أسقطت الرهانات السابقة ستسقط وهم الانتصار العسكري الذي تراهن عليه مليشيا الحوثي.
وأشار وزير الخارجية إلى أن أطماع الحوثيين لا تقف عند حدود اليمن، بل ينظرون للجزيرة العربية كلها، وهم مستمرون في الحشد والهجوم على مأرب، ويتلقون الدعم سواء من إيران أو أداوتها، وقد سمعنا حسن نصر الله يصور معركة مأرب بكربلاء جديدة، لكن صمودنا في مأرب أسقط رهاناتهم جميعاً.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص