حذر رئيس مجلس الشورى اليمني أحمد عبيد بن دغر، اليوم
السبت، من خطورة المساس بالشرعية أو الإطاحة بها قبل
الوصول إلى توافقات وطنية تحترم مرجعيات الحل السياسي
الثلاث.
وقال بن دغر في منشور بصفحته الرسمية على موقع التواصل
الاجتماعي فيس بوك، إن الأفكار التي ترمى هنا وهناك ليست
جديدة، وكانت تلك في الأساس أطروحات الحوثيين وشرطهم
الذي يتكرر كلما تعزز وضعهم عسكريًا أو كلما سُمِح لهم بامتلاك
المزيد من أسباب القوة.
وأفاد أن تلك الأفكار تسعى للمساس بالشرعية أو الإطاحة بها قبل
الوصول إلى توافقات وطنية تحترم مرجعيات الحل السياسي
الثلاث، مشيرا إلى انها ببساطة دعوة للذهاب باليمن للمجهول،
ستوضع مصالح شعبنا العليا كلها في مهب الريح، وستنتهي باليمن
إلى دولتين أو أكثر.
وشدد على أهمية التفكير ألف مرة قبل الإقدام على أي خطوة
سياسية من شأنها التأثير على الشرعية، مؤكدا لا ينبغي لنا القيام
بما لم تستطع القيام به الانقلابات العسكرية، ليست الشرعية هي
العقبة في تحقيق السلام، الأعمال العدوانية العسكرية الإرهابية
للحوثيين المدعومة من حليف يتطلع لفرض الهيمنة على المنطقة
كلها، هي من تتحمل المسؤولية إزاء الوضع المتفاقم إنسانيًا في
بلادنا، وهي السبب في إطالة أمد الحرب، وهذه الدماء التي تنزف
بغزارة.
وبين أن أبواب السلام ما زالت مفتوحة ولم تغلق، وينبغي أن
تبقى كذلك، وطريقنا للسلام هو الحوار، وبالتأكيد فإن الشرعية
هي أول المرحبين بالسلام العادل والشامل واستحقاقاته، وهي
تدرك ذلك جيدًا.
وأضاف: أما حلول الأمر الواقع المقترحة بديلًا عن مخرجات
الحوار الوطني، فهي لغةً وأفكارًا وبكل بساطة دعوة للقبول
بسقوط الجمهورية في صنعاء، والمغامرة بالوحدة فيما تبقى من
اليمن، فوق أنها حلول تفتقد للعدالة والشرعية والاستدامة.
وأشار بن دغر إلى أن غالبية القوى السياسية في بلادنا رفضت
طوال السنوات الست الماضية هذا النوع من الحلول المداهنة
للعدو والتي تجاهلت الإرادة الوطنية الجامعة لشعبنا.
وأكد أن هذا الموقف الوطني لازال صحيحًا حتى اليوم، وهو
موقف ينبغي التأكيد عليه من جديد، وأن يسمعه الحلفاء
والأصدقاء ويخاطب به الشعب اليمني صاحب الحق والمصلحة
في كل حل وأي حل سياسي قادم.
وأكد أن الشرعية رحبت بالمبعوث الأممي الجديد، وقبل ذلك
رحبت بكل المبعوثين الأمميين السابقين، وتعاونت معهم، المسألة
هنا لا تتعلق بحكمة الأشخاص أو بقدراتهم وخبراتهم، قد كانوا
جميعهم خبراء في مجالهم.
وقال إن الأمر يتطلب البحث في القواعد والمفاهيم التي يجري
بها الحديث مع الحوثيين ومع طهران التي تهيمن على قرارهم، هنا
مربط الفرس، اليمن أزمة وحرب ومأساة ستضل تلاحق الضمير
الإنساني، لغياب الصدق في التعاطي مع أسبابها.
إضافة تعليق