استقالات مفاجئة ومحيّرة في توقيتها .. قفزت اخبارها فجأة .. وعلى غير ميعاد .. بدأت باستقالة عمرو بن حبريش العليي وكيل أول محافظة حضرموت .. ثم تلتها أخبار غير مؤكدة حتى الساعة عن استقالة فرج البحسني محافظ المحافظة.
يتساءل الكثير من المهتمين ومعهم الناس الذين عانوا من فترة حكم المستقيلَين عمّا وراء الأمر .. فالأوضاع منذ أن تبوأ المحافظ ووكيله لم تشهد أي تحسن .. هذا إن لم تزددْ سوءاً وتدهوراً وخراباً.
منذ أن حلّ ليلها الكالح .. ملفات كثيرة للفساد ظهرت على السطح .. أموال نُهبت .. جيوب اغتنت .. كروش صارت لها صولة وجولة .. وأصبحت تتنعم في بحبوحة من الثراء غير المشروع ..
عقارات تم السطو عليها بغير حق .. وظائف مرموقة شُغلت لأفراد أرادت لهم الوساطات والمحسوبيات أن يتبوأوا مكان الكوادر المتعلمة والمقتدرة .. أموال لمشاريع وهمية طيرتها الريح في مكان سحيق ..
صفقات مشبوهة عُقدت بالشراكة مع أساطير التجارة والحقارة الفاجرة .. حيكت جميعها بتآمر خبيث ضد هذا الشعب الأعزل من كل شيء سوى من الشقاء والفقر .. وما خفي أعظم ..
لا ريب أن هذا الإرث المثقل من ماضي الشخصيات التي امتلكت زمام الأمور .. إضافة لتقاعسها المخيب للآمال في تقديم الخدمات وتحسينها للمواطنين كالكهرباء والماء والصحة ..
وتوفير الرواتب والمشتقات النفطية ومحاربة الغلاء وتحسين حياة الناس من كل النواحي ..
كل ذلك أورث نوعاً من مشاعر الترحيب والفرحة ـ إن صدقت الأخبار فعلاً ـ لرحيل تلك الشخصيات غير المرغوب فيها .. التي لم تقدم شيئاً ذا بال ليكتب في سفر مجدها ولو حتى في سيرتها الذاتية ..
لم يحفظ لها الشعب شيئاً من صناعة المعروف وإسداء الجميل .. سوى أحداث من القمع والقوة المفرطة ..
وإزهاق الأرواح والإمعان في التكالب على ماتبقى من كرامة وحياة.
إضافة تعليق