بعد مغادرة عيدروس الزبيدي عدن إلى العاصمة السعودية
الرياض قال صالح السيد إن حدود محافظة لحج إلى جولة الكراع
في دارسعد وتحديدا سوق الكراع لبيع القات.
عودة نبيل المشوشي إلى عدن بعد مغادرة عيدروس وهو الذي
اقاله من منصبه في قوات الحزام وعين بدله مختار النوبي، فجرت
عقبها اشتباكات في مديرية الشيخ عثمان بين قوات موالية لتيار
يافع وأخرى على الضالع تسيطر على المديرية وتحديدا على الغلة
الضخمة للأسواق فيها.
مطلع أكتوبر قرر تيار الضالع في الانتقالي السيطرة على مدينة
كريتر التي كانت تقع تحت سيطرة قوات مختار النوبي، متذرعة
بمكافحة الإرهاب، وفرضت مسؤول ضالعي لجمع الغلة من سوق
القات وغيرها.
في مناطق بئر احمد وبئر فضل تشهد اشتباكات عنيفة على نهب
الاراضي بين الفينة والأخرى بين قوات تابعة لتيار يافع ونبيل
المشوشي من جهة وقوات تابعة لمحمد حسين الخيلي المحسوب
على تيار ضالع من جهة أخرى وكلاهما يتبعان فصائل المجلس
الانتقالي المتناحرة.
هذا لايعني أن الأوضاع كانت أفضل قبل مغادرة عيدروس
الزبيدي عدن، فالاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها عدن أثبتت أن
الرجل لايحكم سوى منطقةمابين (النفقين) في مديرية التواهي
فقط،
لكن بعض التحركات ممن اقالهم الزبيدي تؤكد تربص هؤلاء
القيادات الفرصة للعودة مجددا ضمن صراع السيطرة المستمر بين
فصائل الانتقالي المتناحرة على نهب الاراضي و مبالغ الجبايات
التي تدفعها الأسواق في مختلف المديريات وتقدر قيمتها بمئات
الملايين يوميا.
تماما كما استخدم اوسان العنشلي ذريعة مكافحة الإرهاب
للسيطرة على كريتر واقصاء مختار النوبي، استخدم وسام
اليافعي ذات الذريعة في الشيخ عثمان لإقصاء كرم المشرقي
والسيطرة على المديرية.
بيد أن تيار الضالع أخذ حصة الأسد من غلة الجبايات من
المحاصصة الجغرافية، كونه يسيطر على الشيخ عثمان وكريتر
والمعلا والتواهي وخورمكسر في حين ترك المديريات الثلاث
المتبقية البريقة والمنصورة ودارسعد لتيار يافع، واقصي تيار
ردفان من تلك القسمة بعد اخراج مختار النوبي من كريتر.
هذا الاستحواذ على مبالغ الجبايات من قبل تيار الضالع يفسر
محاولات الانقضاض الأخيرة وإعادة التموضع الى ماقبل، من قبل
قيادات يافع وردفان.
يسكن كل القيادات عقليات النهب والفيد واللصوصية وهي التي
تحكم سلوكياتهم وتحركاتهم، ولا تمت اي تحركات لهم للأمن
وفرض الاستقرار في المدينة بأي صلة.
عقلية لاتمتنع عن ضم مديرية دارسعد التابعة لعدن إلى محافظة
لحج وتغيير التقسيم الاداري المعروف للمحافظات، فقط للحفاظ
على غلة الجبايات والإبقاء عليها تحت سيطرة هذا القائد أو ذاك،
تللك هي المعادلة الدائرة في مدينة عدن، وربما ضمت القلوعة إلى
الضالع و خورمكسر إلى الحبيلين والشيخ إسحاق إلى يهر وهكذا
فكل الشعارات تخدم ذات الهدف وعلى قدر الغلة يكون الضم.
فمثلا إن اعلنوا عن حملة أمنية فهي لفرض جبايات على السيارات
والدراجات النارية، واذا شنو حملة لمكافحة الإرهاب فهي لفرض
السيطرة على مناطق تضم اسواق ضخمة وغلتها المالية كبيرة،
وإن اعلنوا إدارة ذاتية فلنهب الإيرادات الرسمية، واذا دشنوا
عملية لمكافحة الفساد فللبسط على مزيد من الاراضي، وإن اعلنوا
حالة الطوارئ فلرفع الجبايات على المشتقات النفطية والمنافذ
البحرية والبرية، وهكذا في مسلسل العبث المستمر.
عقليات لصوص ونهب وفيد والصراع فيها على أشده وكل قائد
يسارع نهب مايستطيع قبل تغير الأوضاع واسدال الستار عن هذه
المرحلة السوداء، الذي لايجد فيها المواطن البسيط لقمة العيش
ويعاني من ارتفاع الأسعار وتدهور المعيشة.
سيسجل التاريخ يوما أن عدن تركت لعصابات النهب والفيد على
مراى ومسمع من قيادة التحالف العربي، وتشكلت معها قوى
وشبكات مصالح جمعت بين (السلطة والتجارة والنفوذ) الثلاثية
المدمرة لاي جهود لفرض الاستقرار، والكفيلة بتأجيج ثورة
الجياع.
ماتقوم به فصائل الانتقالي المتناحرة من عبث في عدن ليس له
صلة بالجنوب ولا قضيته و لا مستقبله..شوية لصوص تسلطوا
على رقاب العباد والسلام.
إضافة تعليق