غابت المرأة اليمنية عن حكومة الدكتور معين عبدالملك والتي
تشكلت على أساس المناصفة بين الشمال والجنوب وقسمت بعد
ذلك إلى حصص للأحزاب والمكونات والقوى اليمنية شمالا
وجنوبا غير أن تلك المكونات لم تبادر إلى ترشيح امرأة لتولي
حقيبة وزارية على الأقل من حصتها .
ندرك جيدا ان غياب المرأة كان متعمدا من قبل هذه المكونات
صانعة القرار .
قرار إقصاء المرأة ليس فقط من التشكيلة الحكومية بل من كل
مواقع صنع القرار، بسبب نظرة الرجل للمرأة وهي نظرة دونية
جاءت نتيجة إرث ديني وثقافي واجتماعي ، ثقافة لاترى في
المرأة سوى "ماكينة" للانجاب والقيام بالأعمال المنزلية ،والاعتناء
بالأطفال لا أكثر حتى ولو كانت تملك شهادات عليا وخبرات عملية
كبيرة وعلمية أكثر من الرجل.
استحوذ الذكور على الحكومة بشكل طاغٍ ، ماأصاب النساء بخيبة
أمل كبيرة حتى من الأحزاب التقدمية التي تجاهلت أدوارها في
صناعة التاريخ اليمني الحديث وبروزها وحضورها القوي في
الوسط السياسي والحقوقي والإعلامي وفي صناعة السلام
كفاعل وشريكة للرجل في كافة المجالات ، وبعد كل احتفال
موسمي بالمرأة
كالايام البرتقالية و8مارس تعود المرأة الى الساحة لتناضل من
أجل انتزاع حقوقها.
في الحكومات السابقة التي أتت بعد أحداث 11 فبراير 2011م
بالذات حكومة الوفاق الوطني وحكومة الكفاءات التي ترأسها
خالد بحاح تواجدت المرأة بنسبة 11.7% ورغم هذا التمثيل إلا
أن نسبته ضئيلة بالمقارنة مع حضورهن بالمجال العام وبما أقر في
الحوار الوطني ودستور الجمهورية اليمنية والذي حدد نسبة 30
% .
كان للمرأة اليمنية كذلك دور بارز في إنجاح أعمال مؤتمر الحوار
الوطني اليمني حيث كان مؤتمر الحوار إستثناء بارز كما تفيد
دراسة قام بها المركز اليمني لقياس الرأي العام، حيث شكلت
العملية التي رافقت مسار أعماله النساء والشباب وتضمنت رؤية
تشاركية للانتقال السياسي في البلاد وتمكنت النساء من الحصول
على 28 بالمئة من الحاضرين البالغ عددهم 565 وشاركت المرأة
فيه بفاعلية ووعدت بحصة 30 بالمئة في أي تشكيل حكومي
مستقبلي ، غير أن كل المكونات الرئيسية في صناعة القرار
استثنت المرأة ولم تقم بترشيحها لتنال حقيبة وزارية من حصتها
وحتى مكون الجنوب الذي يعد أكثر حداثة من المكونات الأخرى .
يقرون في أدبياتهم وشعاراتهم بكفاءة المرأة وبحقها في الوصول
الى مراكز صنع القرار ، ولكن حين يأتي وقت المحاصصة يفضلون
تقديم مرشحهم للمنصب رجل.
هل تستحق هذه الحكومة مشاركتنا فيها كانت عنوان الدراسة
التي أجراها مركز قياس الرأي العام، فإنه ومن منطلق الواقع
للمرأة الفخر أن لاتكون شريكة مع من ينتقص دورها وينظر لها
نظرة تستنقص من قدراتها المعرفية والعملية .
في النهاية ليس كل الذكور ينظرون إلى المرارة بتلك النظرة
ويقللون من قدراتها وكفائتها وهم من تستطيع المرأة الاعتماد
عليهم في نضالاتها من أجل نيل حقوقها كمواطنة متساوية في
الحقوق والواجبات مع الرجل ، بالمقابل كثير من النساء مع الأسف
هن انفسهن يعتقدن أنه ليس بمقدور امرأة تولي مسؤولية كبيرة
وان لإمكان لها سوى البيت ولم يخلقن لمنافسة الرجال في الحياة
العامة، يرجع ذلك الى نسبة الامية المرتفعة بين أوساط النساء
إضافة إلى مايضخه الاعلام من برامج ومسلسلات وأفلام تكرس
دونية المرأة ، وبالتالي فإن نضال المرأة من أجل انتزاع كافة
حقوقها لايزال طويل والطريق شاق.
كذلك لم تكن المرأة ناقصة عقل أو دين كما يتم تصويره من قبل
الثقافة الإجتماعية والقبلية السائدة ، بل لديها من القدرة
والكفاءة والخبرة على أداء ما كلفت به مثلها مثل الرجل ولا
يخفى علينا نساء عظيمات في تاريخنا اليمني أدرن البلاد بحكمة
واقتدار كأروى بنت أحمد الصليحي وبلقيس ملكة سبأ والتي ورد
ذكرها في القرآن الكريم .
إضافة تعليق