قال قائد المنطقة العسكرية الاولى اللواء الركن صالح محمد طيمس بأن "قيادة المنطقة لن تسمح للانجرار خلف الفوضى والاقتتال في وادي حضرموت، مشدداً أن أمن المحافظة واستقرارها وسلامة أهلها أمانة في أعناق الجميع وعليهم أن يسعون للحفاظ على ذلك".. داعياً كافة القوى المجتمعية والقبلية الوطنية في حضرموت إلى مضاعفة الجهود والوقوف صفاً واحداً في وجه كل من يحاول المساس بأمن واستقرار المحافظة، وإثراء روح التسامح والإخاء والسير في مشروع البناء والتنمية.
خلال حفل نظمته قيادة اللواء (101) شرطة جوية، بمدينة سيئون،السبت، احتفاء بالعيد الـ 59 لثورة14 أكتوبر.
اللواء "طيمس" الذي أكد التزام المنطقة بالتوجيهات العسكرية الصادرة من الأطر العليا للدولة في رئاسة المجلس الرئاسي ووزارة الدفاع ورئاسة هيئة الاركان العامة، حث الوحدات العسكرية والأمنية بالوادي والصحراء بالتحلي بالمسئولية وعدم الانجرار إلى أي استفزاز، والعمل بروح الفريق الواحد في سبيل الحفاظ على حالة الأمن والسكينة، ورفع اليقظة الأمنية والعسكرية والتصدي لكل المخططات الإرهابية والتخريبية والتعامل بحزم مع أية محاولات، مشدداً على الضبط والربط العسكري في تنفيذ المهام الموكلة.
حديث اللواء "طيمس" جاء بعد يوم من فعالية جماهيرية نظمها المجلس الانتقالي في مدينة سيئون، طالبت بإسقاط المنطقة العسكرية الأولى، ضمن تصعيد المجلس الانتقالي في وادي حضرموت منذ مطلع سبتمبر الماضي.
لكن الأوضاع ربما تأخذ منحى اكثر تعقيدا، حيث دخلت القوى القبلية في حضرموت على خط المواجهة ضد مطالب المجلس الانتقالي، حيث نظمت قبائل آل كثير و الحموم، فعاليات جماهيرية حاشدة رفعت فيها الاعلام التاريخية لدولة حضرموت، وطالبت بأحقية أبناء حضرموت بإدارة محافظتهم ورفض أي قوات من خارج المحافظة سواء كانت شمالية او جنوبية، كما حذرت من أي مخططات تستهدف أمن واستقرار حضرموت.
تحرك القبائل جاء مسنودا من أبرز المكونات الحضرمية، مثل (مؤتمر حضرموت الجامع) و(مرجعية قبائل حضرموت)، مؤكدين ان تحرك القبائل يأتي ضمن مسار "الاجماع الحضرمي".
تحرك المكونات الحضرمية لم يكتف بالفعاليات الجماهيرية، حيث التقى وفد مرجعية قبائل حضرموت في الثالث عشر من أكتوبر الجاري، بمدير مكتب المبعوث الدولي لدى اليمن السيد "بيتر رايس" ،في العاصمة عدن، حيث قدم صورة واضحة عن واقع الأحداث التي تمر بها حضرموت في الآونة الأخيرة ، والمطلب الحضرمي بدأ من مظاهرات 7 أكتوبر 2022م والتي طالبت بتمكين أبناء حضرموت أمنيا وعسكريا بما يسهم في تحقيق أمنها واستقرارها وسلمها.
كما أكد وفد المرجعية للسيد "بيتر رايس" أن هناك إجماع بين الحضارم على أحقيتهم في إدارة الثروة والسلطة وتقرير مصيرهم ضمن التسوية السياسية الجارية والتي ترعاها القوى المحلية والإقليمية والدولية.
وفي أواخر سبتمبر المنصرم التقى رئيس مرجعية قبائل حضرموت الشيخ عبدالله الكثيري، بقائد قوات التحالف العربي قائد القوات السعودية في وادي حضرموت المقدم الركن علي ضيف الله المطيري.
حيث استعرض رئيس المرجعية أمام قائد قوات التحالف، جهود وأنشطة وأدوار المرجعية الرامية للدفاع عن حضرموت ومطالبها العادلة والمشروعة ، وكذا اسهاماتها المتعددة للحفاظ على أمن واستقرار حضرموت وسلمها الاجتماعي والذي يعتبر جزء لا يتجزأ من أمن المملكة خصوصا ودول الخليج بشكل عام.
مجددا رفض أبناء حضرموت القاطع لاستقدام أي قوات من خارج المحافظة ، نظرا لما تمتلكه حضرموت من طاقة شبابية هائلة تتطلع للتجنيد أمنيا وعسكريا وفق أطر الدولة الرسمية المعروفة وكذا تمكين أبناء حضرموت من إدارة محافظتهم في مختلف المجالات.
وينظر لتحرك القوى القبلية النشط في وادي حضرموت، يأتي بضوء أخضر سعودي لمواجهة تحركات المجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا، الساعية لتهديد الحدود السعودية، ضمن صراع غير معلن بين قطبي التحالف العربي، والذي يبدوا أنه دخل مرحلة متقدمة من كسر العظم.
وتكرر الرياض موقفها الرافض لإحلال أي قوات عسكرية بدلا عن القوات العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الأولى، وتعتبره عمل عدائي يهدد أمنها القومي.