الصراع الجاري في اليمن، والحرب الشرسة التي تُخاض، والمجالس التي أنشئت من سياسي صنعاء إلى (إنتقالي) عدن كلها من أجل السيطرة على هذا الأقليم الواسع الغني الذي يمثل ثلثي مساحة اليمن.
قال لي ذات يوم اللواء غالب القمش بالله عليك من الضالع إلى عرقوب شقره وخذها مطلع إلى صعده أيش في هذه المنطقة.. حتى الماء يكاد ينضب.
نعم لم يبق إلا جيب عدن، وعدن ربي أبتلاها بمحيطها القروي القبلي المجنون وإلا كانت هي درة الشرق والغرب وستتضاءل أمام مكانتها الإستراتجية وتكوينها الكوزموبوليتاني ومميزاتها المختلفة كل المدن المزدهرة من سنغافوره إلى هونج كونج إلى دبي الماخور الحديث على ضفاف الخليج. ولم يبق غير إقليم حضرموت وأجزاء من مأرب والجوف فيها القدرة على الأستمرار كأرض منتجة معطأة قادرة على أن ترفد اليمن بكل الخيرات والموارد التي يحتاجها للإستمرار كوطن للحياة، ودولة لديها من الموارد ما يكفي لسد حاجة شعبها بل وخلق حياة جيده له.
الطائفيون (الزيود) في صنعاء لم يخرجوا من أوهام الماضي بإمتلاكهم لليمن أرضاً وبشرا وكل حروبهم كانت على هذا الأساس، أما المناطقيون في الجنوب وهم (مثلث) طائفي أيضاً (قرامطة) في صراعهم التاريخي مع (الزيود) وجدوا في عدن والمناطق الجنوبية أرضاً خصبة وواعده ستكفيهم للنهب وستكون قاعدة دفع لأعدائهم (الزيود) ولهذا يسعون بكل ما أوتو من قوة للسيطرة عليها، وما تأسيس ما أطلقوا عليه (المجلس الإنتقالي) ونصف أعضاءه من هذا (المثلث) الصغير جداً إلا دليل قاطع على أحلام العودة للسيطرة على الجنوب. إذن مجلس سياسي طائفي في صنعاء، ومجلس مناطقي (طائفي) أيضاً في عدن.. السؤال من يعيق طموحات كلا المجلسين؟!
من يقف حجر عثرة أزاء هذين المشروعين الطائفيين المناطقيين في الشمال والجنوب هم جماهير اليمنيين عموماً الذين يطمحون للولوج للمستقبل بدولة فيدرالية ديمقراطية فلا الجنوب بعد سيطرة المناطقيين تأتى لأهله ولا الشمال بعد سيطرة الطائفيين، ولم يبق إلا الإنخراط في مشروع وطني جامع وهو مشروع الدولة الإتحادية من ستة أقاليم.
أي جنوبي يساعد المناطقيين في السيطرة على الجنوب مجدداً ليس إلا وعاء للتفاهة والقذارة، كما ينطبق الأمر على أي شمالي يقف إلى جانب الحوثيين الطائفيين.. فمن يقف ضداً لمصالح وتطلعات شعبه ليس إلا من هذا النوع من البشر.
لا أدري أي عذر لأي مواطن من الأقليم الشرقي أن يتحالف مع المناطقيين أو الطائفيين على حساب مستقبل أرضه وطموح أهله وأخوته في هذا الأقليم