ما بين وصفهم له بـ ( المكونات الكرتونية ) و ( الدكاكين ) وغيرها من الأوصاف الدالة على الاحتقار والدونية توقعت منهم أن يتجاهلوا ( مجلس حضرموت الوطني ) ويدعوه وشأنه على الأقل خلال هذين اليومين ..
ويتفرغوا للمناسبة القادمة في يوم الجمعة وهي مناسبة يوم الأرض التي تصادف السابع من يوليو .. !!
لكن يبدو أن تلك المكونات ( الكرتوينة ) كما يدْعونها على حد تسميتهم قد لخبطت بوصلتهم وحرفت مسارهم وعصدت ( الرصة ) عليهم .. فبدل أن يكون زخم المناسبة القادمة في العاصمة ( عدن ) وتتجه أنظار المؤمنين بدولة الجنوب ( الغادمة ) إليها ..
قاموا بالدعوة إلى إحياء فعاليات تلك المناسبة في مدن حضرموت الكبرى كسيئون والمكلا والشحر وغيل باوزير والديس الشرقية .. وغيرها ..!!
يبدو أن القوم قد أحسوا بأثر ( اللطمة ) الشديدة التي وقعت على ( صماخهم ) .. وعلى الرغم من تجاهلهم لأثرها الواضح فإنهم لا يزالون مستمرين في السير على سبيل المكابرة .. والقفز على معطيات الواقع التي فرضت نفسها .. وما من جهود ومخططات مهما بلغت من قوة وكيد أن توقف زحفها الهادر .. !!
تزييف وعي ( العامة ) ببعض الملايين المغموسة بدم الضحايا وعرق البائسين لن ينفع ..!!
وصحن من ( الرز ) أو ربع ( دجاجة ) أو حزمة ( قات ) أو غيرها من المغريات لن ( تنطلي ) على الناس الذين يرون ويسمعون ويتفاعلون مع الأحداث الصبيانية التي يصنعها هؤلاء .. وكيف أنها تهوي بالشعب إلى الحضيض ..!!
المواطن لم يعدْ ـ كما يرونه على الدوام ـ ذلك الكائن الغبي الأبله الذي ما إن يسمع الشعارات العاطفية الرنانة في المسيرات يأخذ في التصفيق والصراخ والهتاف الهستيري في حماس كبير ..
فهذا زمان قد عدّى .. ووسائل الوعي قد شاعت .. ومطارق المعاناة وأسواط العيش القاسي قد علمته الدروس وأحسنت تعليمه ..!!
كلنا يقرّ بفداحة ما وقع على ( جنوب الوطن ) من مظالم ونكبات مفجعة بفعل أخطاء وممارسات سياسية جسيمة ..
لكن ذلك لا يعطينا الحق في السير خلف مجموعة من الجهلة ( الموتورين ) كي يزيدون الطين بلة ..!!
وبدل أن يقتصروا على تدمير ( عدن ) في كافة مناحي حياتها .. وخذلانهم لأهلها في أقسى أوضاعهم كما يشهد بذلك الواقع ..
ننساق خلفهم ليطال ( شؤمهم ) وفتنتهم الكالحة محافظة ( حضرموت ) التي بالكاد أخذت تتنفس هواء الحرية وتبني أعمدة مجدها وأساسات عزتها ..
بعيداً عنهم وعن غرورهم ( الزائف ) وأوهامهم ( الطوباوية ).
•••