حينما أطلقوا حمامة السلام ..!!


إيذاناً ببدء فعاليات مهرجان البلدة السياحي أطلق محافظ محافظة حضرموت مبخوت بن ماضي ( حمامة السلام ) لتنطلق محلقة في أجواء مدينة المكلا ..!!

يثبت الواقع وحقائق الراهن المَعيش أن السلام الخارجي هو انعكاس لراحة النفس والهدوء والسلام الداخلي ..!!

فهل نحن نعيش حقاً سلاماً داخلياً لنرى ثماره ومظاهره في سلام خارجي ..؟!!

لننظر نحن بعين تلك الحمامة ( حمامة السلام !! ) التي طارت فوق أجواء المكلا .. ماذا كانت سترى في الأرض أثناء تحليقها ..

ربما مرّت فوق صاحب أسرة يجرجر رجليه على قارعة الطريق مهموماً مطرقاً رأسه يفكر في لقمة عيش أسرته الضائع الذي لا يدري ماذا سيكون في هذا الصباح ..!!

قد تمر الحمامة فوق شيخ كبير افترش لحافه أمام منزله .. بدا عاري الجسم يطلب نسمة هواء تلطف حرارة بدنه بعد انقطاع الكهرباء .. !!

وربما مرت فوق امرأة متلفعة بجلبابها .. واقفة على برميل من براميل القمامة تبحث فيه عمّا يقيم الأود ويسكت جوع الصغار .. وهي تتلفت يمنة ويسرة كي لا يراها أحد ..!!

ربما مرت الحمامة فوق طفل صغير هزيل الجسم ضاوي البدن خرج يلهو ويتسلى من وجع الحياة ببطن خاوية وفم لم يذُق طعم العشاء ..!!

وهل ترونها قد عدّت فوق سيارة فارهة وبيت فخم يعجّ بأنواع النعم والرفاهية ..

وربما شاهدت من علٍ مسئولاً ضخم الجثة منفوخ البطن يتجشأ من شبع .. وهو يدلف إلى سيارته وأول خطوة يفعلها أن يشغل مكيف هواءها ويرفع مرآة نوافذه السوداء العاكسة ..!!

وآآآه لو رأيتم حماماتنا وهي تمرُّ فوق مجموعة من العشش البالية ومساكن الخيام المهترئة .. رأت بيوت الصفيح التي تكوي ساكنيها من شدة الحر ..!!

ورأت تلك الأم التي تغمس طفلها في ( سطل ) ملأته بالماء ليبرد فلذة كبدها وينام .. ثم تغمض هي عينها مما كالفته من سهر طوال الليل بانقطاع الكهرباء ..!!

دارت حمامتنا في أجواء المدينة فلم تجد غير البؤس والفقر واللأواء .. حمدت الله تعالى أن لم يجعلها من البشر الذين يسكنون أرض اليمن .. وأنه خلقها من فئة الحمام الذي يغدو خماصاً ويروح بطاناً ..!!

تساءلت الحمامة في قرارة نفسها : هل تراهم أطلقوا سراحي وطيّروني لأنال حريتي .. أم رموني في الأجواء لأرى ذلك الكم الهائل من البؤس المستطير والفقر المدقع حتى تتألم نفسي وينفطر فؤادي .. مثل الذي أراه من الأفئدة المفطورة والقلوب الكسيرة والأنفس المجروحة ..؟!!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص