ماحلّ بناء في وادي حضرموت من الوَضِع العام في الكهرباء مشفق جداً،ومرهق جداً على المواطنين الذين تحاصرهم المتاعب من كل مكان،فكمٍ طفلٍ يصرخ في الليل من جرّاء
هذا الحرّ،وكم من شيخ على فراش المرض غارق
في عَرَقِه من شدّة هذا الحمى،وكمٍ أسرةتُصارِع البعوض ولسعاته وتشكو امرها لله،،
نَعم الكهرباء إرث ثقيل وحمل صعيب يتوارثه المسؤلين،وكل منهم يرمي باللوم على من سبقه إلى المرحوم علي
عبدالله صالح،،،
كانت هناك فِكرة إنطلقت من الواقع والتعاطي مع ظروفه وتكييفها لحلحلة هذا الملف من قبل الوكيل السابق عصام الكثيري وجَمَع الناس
في لقاء موسّع وطرح عليهم المشروع وما يترتب عليه من عقبات وإلتزامات، فكان التاييد المنقطع النظير ،وأنبثق عن اللقاء
لجنة مجتمعية تَحشِد كل الطاقات لاجل تحقيق هذا المشروع وهو الاتفاق مع محطة كهرباء إنتهاء عقدها في عمان بقوة270ميقا وذهبت لجنة لمعاينة المحطّة والتفاوض على
كل كبيرة وصغيرة والتوصّل الى اقل من30
مليون دولار كقيمة شاملة النقل والتركيب والتشغيل،وكانت هذه المحطة بمثابة المنقذ الوحيد
لوادي حضرموت على الاقل في الظرف الراهن،
ومن خلال عضويتنا في
اللجنة تدارسنا وتناقشنا
طويلا من باب الحِرص
وعدم اللوم الذي من السهل رميه علينا وطرحنا الاسئلة التالية:
١-كم مضى من العمر الإفتراضي للمحطة وكم تبقى لها في الحد الأدنى
وكانت الإجابة نصف عمرها واكثر!!!
وإذا تم عمل لها صيانة عمرية بعد مرور نصف عمرها بمبلغ اقل من نصف قيمتها ستعود وكأنها جديدة .
٢-لماذا المبلغ قليل وهو اقل من ثلاثين مليون
مقارنة بمحطة كبيرة كهذه؟
الجواب الشركة تعاقدت مع الحكومة العمانية وانتهى العقد وبدلاً من تكبّدها مبالغ كبيرة في إعادتها لمصدرها فضّلت
بيعها لدولة مجاورة قريبه حيث تحتاج140قاطرة لنقلها.
٣-المحطة مكان تشغيلها في عمان في منطقة ساحلية او صحراوية؟
الإجابة في منطقة صحراوية .
٤-هل تم التشغيل التجريبي
امامكم وماهو إنطباعكم؟
الإجابة نعم والإنطباع جيد ،ومع هذا كله هناك
طرح بالاستعانة بالكوادر في محطة بلحاف الغازية
لخبرتهم في هذا المجال .
ننتقل الى الوجه الآخر فقد قيل:
*اين الغاز لتشغيل هذه المحطة بهذا الحجم؟
نقول:عند تشغيل المحطة
تريّح شركة الجزيرة وبترومسيلة وتتم صيانة
توربيناتها على مَهَل وبالراحة والغاز المستخدم ل50ميقا الجزيره و75 المسيلة يتحول لتشغيل ألشركة الوليده لتعطي 125من توربينين فيها بالراحة وبالهداوة.
*قيل اين الخطوط التي تتحمل نقل هذه الطاقة؟
نقول نفس الخطوط التي كانت هذه الطاقة 50من الجزيرة 75 من المسيلة تنتقل عبرها .
الخلاصة:
لوتحققت هذه الفِكرة لكانت القدرة التوليدية
في الوادي125ميقا من المحطة المشار إليها +22ميقا من محطات قريو والغرف وبدره لوصلنا الى مايقارب ال150ميقا ولكان العجز في حدود معقولة،ولكان اهل الشأن
في راحة من امرهم، والمواطن يعيش إستقرارا مقبولاً في الكهرباء، وبِغضّ النظر اتى هذا من بنات افكار عصام،اوبسّام،اوزيد اوعمرو،او أيٍّ كان،فمرحباً
إن كان فيها المنجأ والمخرجُ،
كما إن تمويل هذا المشروع سهل جداً،فايرادات المحافظة لمدة ثلاثة شهور فقط قادرة على تغطية هذا المبلغ الزهيد،
ومع ذلك
لايمنع من وجود مشاريع إستراتيجية ونظرة بعيدة المدى وفيها
الحل الأنجع والاشمل
لمثل هذه المشاكل المركّبة المعقّدة لكنها تحتاج مئات الملايين من الدولارات فاين هي في الوقت المنظور!!!؟
إنها فرصة اضعناها بنظراتنا الضيّقه وصدورنا
الاضيق منها فتحمّل تبعاتها اهل الوادي بوصول إنقطاع التيار ساعات كبيرة في اليوم الواحد ولمدد عديدة،،
وعلى كل حال لست مع احد ولاضد احد،ولكنها
كلمة حق وامانة لابد من
قولها،،
وفي هذا فالناس مذاهب!!!
والله العالم بالمقصد .