ينعقد المشهد في أبين أكثر فأكثر، وذلك بعد عام من إطلاق حملة سهام الشرق ضد تنظيم القاعدة، حيث لاتزال قوات الانتقالي هناك تخوض حرب استنزاف وهي تتكبد خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، فالعبوات الناسفة تستهدف جنود الانتقالي ومركباتهم بشكل شبه يومي،دون أي حسم يلوح في الأفق القريب.
آخر الخسائر كان مقتل قائد حزام أبين العميد عبداللطيف السيد الشخصية الاكثر اهمية في الحرب ضد القاعدة، قضى بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه في ضواحي مديرية مودية ظهر الخميس الفائت.
السيد الذي شكل حجر عثرة أمام أي توسع للقاعدة في أبين منذ 2011 وجه مقتله ضربة موجعة أربكت جميع الحسابات، و يشير إلى تطورات بالغة الخطورة قد تشهدها أبين مستقبلا إضافة إلى محافظتي شبوة وحضرموت.
في حين يحسن القول بأن مكافحة الإرهاب ستكون الشماعة التي ستتيح للانتقالي التوسع تحتها في شبوة ووادي حضرموت، أو هكذا يراد للمخطط أن يكون.
هذه التطورات سبقها إطلاق القاعدة للموظف الأممي بنجلاديشي الجنسية المختطف لديها مع أربعة موظفين يمنيين، تم إطلاقهم في صفقة بين التنظيم ودولة الإمارات، تم بموجبه دفع قيمة الدية التي اشترطتها القاعدة.
وفي التفاصيل كانت الوساطة التي جرت عقب عملية الاختطاف في فبراير 2022م، قد توصلت الى إقناع (القاعدة) بإطلاق الموظف الاممي مع زملائه الأربعة اليمنيين مقابل مليون ريال سعودي عن كل شخص، ونصف مليون ريال مقابل تسجيل فيديو يؤكد بأنهم ما زالوا على قيد الحياة تسلم الخاطفون يومها مليون ونصف، ثم تعثرت الصفقة.
مساء الأربعاء الماضي وصل الموظف الأممي إلى بنجلاديش قادما من دولة الإمارات، وسط تسريبات تفيد أن القاعدة تسلمت مبلغ 3 ملايين دولار امريكي دفعتها دولة الإمارات مقابل الصفقة فهل كان راس عبداللطيف السيد ضمن بنود الصفقة؟.
الصفقة التي رفضت الأمم المتحدة ودولة بنجلاديش دفع مبلغ الفدية لإطلاق الخاطفين، فمالذي أجبر الإماراتيين على دفعها؟.
لاشك بأن هذا المبلغ الضخم يشكل دعم مباشر للقاعدة ويفتح شهية القبائل على عمليات مماثلة للحصول على دعم مشابه بالتنسيق مع القاعدة ويفتح الباب أمام دوامة صراع لاتنتهي.
في عام 2021م استقبل محافظ شبوة محمد صالح بن عديو وفدا عسكريا امريكيا زار المحافظة آنذاك، وأثناء الحديث تسائل الوفد: لماذا لا تقاتلون القاعدة في شبوة؟ فأجابهم المحافظ بن عديو بأن هذه مسألة سيادية تناقش مع رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، حديث الوفد الامريكي يشير إلى توجه قديم وليس وليد اللحظة.
في 2015م كان مبرر الحوثيين للتوسع جنوبا هو شعار محاربة الارهاب والقضاء على الدواعش، بمباركة غربية.
يهدف المخطط إلى الضغط على الحكومة اليمنية والمملكة السعودية من أجل تقديم تنازلات جديدة لتحقيق سلام مع الحوثيين، وسط حديث عن تعثر المفاوضات بين الطرفين.
وفي الحالتين سواء كان توسع الانتقالي أو القاعدة في محافظتي شبوة وحضرموت، تحت لافتة الحرب ضد الارهاب هناك، سيشكل ذلك تهديدا حقيقيا للحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية حيث يمس الخطر أمنها القومي وعمقها الحدودي مع جنوب اليمن.تماما كما هدد الحوثيون حدودها عندما سيطروا على مناطق شمال اليمن.