أحداثٌ متسارعة ومتغيراتٌ جديدة أصبحنا نطالعها بين ساعة وأخرى تنبئ أن ثمة نظرة اهتمام إقليمية ودولية بدأت تٌلقي بظلالها على الإقليم الشرقي .. ذلك الإقليم المتنامي الذي يمثل قمة الاهتمام والثقة والأهليّة بمحافظاته الشرقية الأربع ( حضرموت ـ شبوة ـ المهرة ـ أرخبيل سقطرى ) ..
وأن هنالك إرهاصات ودلائل بيّنة في أن يتبوأ هذا الإقليم الكبير مكانة مرموقة وقدما رفيعة وكعباً عاليا وقدحاً معلّى في المشهد السياسي القادم عن قريب من قبل دول إقليمية راعية لنهضته تأتي في مقدمتها المملكة العربية السعودية الدولة العظمى التي تمثل شوكة الميزان في معادلة القوى الإقليمية والعالمية وتجاذباتها المثيرة .. إضافة لقوى دولية كالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والمنظمات التابعة له كمنظمة الأمم المتحدة.
كل تلك الأطراف الإقليمية والدولية المذكورة والتي ربما يأتي غيرها بمرور الوقت ليلتف ويلتحم معها لتشكل نظرتهم الكليّة المجمع عليها مرتكز ومحور الأهمية المنصبّة على الإقليم الشرقي بما يحظى به من أمن واستقرار لافت وتعايش سلمي بين مكوناته الاجتماعية والسياسية
وبما يتمتع به من مستقبل واعد للنهوض التنموي والاقتصادي إضافة لثروته البشرية الهائلة والمؤهلة التي تمتلك بُعداً خيالياً من الإمكانيات العلمية والعملية وحباً للانضواء تحت لواء الدولة والنظام والقانون.
الأطراف الدولية بدأت تتلمس طريقها في إدراك أهمية هذا الإقليم من خلال تكثيف زياراتها المتعددة له وجعلها هذا الملف الهام في دائرة حدبها ورعايتها طبعاً كمستفيد بالدرجة الأولى وصاحب مصلحة كبيرة من هذا التقارب الاستراتيجي .. هكذا هي السياسة التي تُدار بها الأمور .. فلا شيء في هذا العالم يمضي اعتباطاً والجميع يقيس الأمور بمعيار المصالح الاستراتيجية في المقام الأول.
ومع ظهور تباشير الإدارة الذاتية للإقليم الشرقي صار من الأهمية بمكان أن ينتهز أبناء الإقليم الشرقي تلك المتغيرات الدولية الجديدة والمستجدة ويفرضوا رؤيتهم بقوّة وإصرار ممهدين الطريق لنقلة نوعية تنتشلهم من ربقة التبعية والاستحواذ ونفق الضم والألحاق إلى آفاق الشراكة والعدالة والحكم الرشيد وإدارة الذات سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0JE3QQTzmkPviickB8V7yvfsKLnVGPechwGWwVwQ2CD3NKK3GruPkdkxaE8Q5QZPYl&id=100093456592031&mibextid=Nif5oz
تتابع الزيارات إلى الإقليم في هذا التوقيت بالذات دلالة كبيرة على وقوع الإقليم الشرقي في مرمى الحدث الدولي ودخوله في دائرة الضوء ومربع الاهتمام الإقليمي والدولي .. ولعل آخرها زيارة وفد المبعوث الأممي إلى المكلا عاصمة محافظة حضرموت التي تمثل رأس الزاوية في محافظات الإقليم الشرقي الأربع في الساعات القليلة الماضية ..
وكان على رأسهم كبير المستشارين السياسيين للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة باليمن الذي قدم ليلتقي بمنظمات المجتمع المدني بمختلف انتماءاتها ومختلف المسارات والأطراف العسكرية والسياسية والأمنية .. ليتبادل معهم الآراء حول مباحثات السلام القادمة بين الحكومة الشرعية والحوثيين .. ويؤكد بأن حضرموت ( أساس الإقليم الشرقي ) تعدّ من أهم مسارات السلام في اليمن.
وما يؤكد تلك الأهمية التي حظي بها الإقليم الشرقي زيارة وفود أخرى وتواصلها واستمرارها بشكل متنامي كزيارة وفد صندوق الأمم المتحدة للسكان في منتصف يوليو 2023م وكذا زيارة وفد الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في النصف الثاني من شهر مايو من ذات العام 2023م حيث زار المحاكم الشرعية والجزائية والنيابات العامة والقضاة وتلمس تحقيق مؤشرات العدالة والخدمات التي تقدم للمساجين وحماية حقوقهم وفق القانون اليمني والمعاهدات والمواثيق الدولية ..
كما زار وفد من صندوق الأمم المتحدة في فبراير من العام 2023م المساحة الآمنة في المكلا عاصمة حضرموت لتعزيز حقوق المرأة وحمايتها ودعم سبل العيش لديها لتحقيق أمكاناتها الكاملة .. وأيضاً زيارة وفد من منظمة الأمم المتحدة لمؤسسة أمراض القلب في نهاية شهر أغسطس 2021م.
ولقد توّجت كل تلك الزيارت التي تثبت أهمية الإقليم الشرقي بزيارة تاريخية واستثنائية من قبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي برفقة الوفد السعودي إلى محافظة حضرموت أواخر شهر يونيو 2023م في أول زيارة للمحافظة منذ تأسيس المجلس الرئاسي ..
وما نتج عنها من مكاسب كبيرة ومنافع جمّة جنتها المحافظة خاصة والإقليم الشرقي بشكل عام أبرزها الوعد بإعطائها الإدارة الذاتية وما سيشكله هذا الأمر من نقلة عظيمة في مسار الإقليم.
وعلى نفس المسار تأتي الآن زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي لمحافظة المهرة وهي إحدى محافظات الرئيسة في الإقليم الشرقي لتصب في نفس المجال وتعطي نفس الأهداف وتثبت الأهمية التي حظي بها الإقليم الشرقي في مسار إدارته الذاتية وأن يكون سيد قراره ..
ونحن على مشارف الخطوة الأخيرة من خطوات الحوار التي ستنتهي ـ بإذن الله ـ لإعلان الأقاليم الستة المستقلة في ظل دولة اتحادية ينعم الجميع تحت أفيائها بالأمن والسلام ويهدمون هرم الطغيان الذي طالما جثم على صدورهم دهوراً وأزماناً.
نقلاًعن شبكة. الشرق نيوز