القضية الفلسطينية هي القضية الأولى الجديرة بالاهتمام و العمل و النضال من العرب كافّة والمسلمون كافّة و هي حالة الوجود الاحتلالي الإسرائيلي الصهيوني في فلسطين المدعوم من قوى الشّر وما يحدث بسب ذلك الوجود من المظالم والجرائم والمجازر والتعدّيات على الشعب الفلسطيني و ممتلكاته والمقدّسات الدينية في فلسطين .
فما هو تاريخ القضية الفلسطينية ؟... وما أهم أحداثها ؟؟ ، لماذا نشأت ؟ من أهم أشخاصها ؟ ما هي آفاق الصراع حولها ؟؟
ذلك ما ستجد الإجابة عنه موجزة قدر الإمكان في هذا المقال بنقاطه العشرين ....
1 _ نسب الصهاينة المحتلين لفلسطين دولتهم إلى (اسرائيل) و هو الأب الأعلى لبنيه المنسوبين إليه فهم اسرائيليين أو بنو إسرائيل ، و يعقوب عليه السلام نبي من أنبياء الله و هو حفيد إبراهيم عليه السلام من ابنه إسحاق ، عاش في جنوبي فلسطين في القرن التاسع عشر قبل الميلاد و انتقل و بقية بنيه إلى مصر حيث يشغل إبنه يوسف أمور التجارة والتموين في قِصّة قصها الله تعالى في سورة يوسف من القرآن العظيم... وقد تزوج أبناء يعقوب الأثنى عشر وفي مقدمتهم يوسف النبي و أتخذوا من مصر وطن لهم و كثر عددهم بمرور الوقت و كانوا يعملون غالباً في أعمال بسيطة يأنف كثير من المصريين مزاولتها ...
2 ) بعث الله تعالى موسى عليه السلام بالنبوّة عام 1450قبل ميلاد المسيح عيسى عليه السلام ، و مع موسى بالنبوّة أخاه هارون بعد قصة طويلة و قدما إلى الفرعون الطاغية فكذّب واستكبر ، و بعد أن رأء المُعجزات و الآيات الدالة على صدق الرسالة و الرسول من الله رب العالمين و بعد أن تآمر ليفتك بموسى وهارون ومن آمن معهما أهلكه الله تعالى مع جنوده غرقاً و نجّى الله تعالى المؤمنين و أنزل على موسى التوراة مكتوبة في ألواح ، و أمرهم الله عز وجل بعد ذلك بدخول فلسطين للعيش بها فرفضوا لخوفهم من القوم الذين كانوا يسكنونها قبلهم وهم العرب الفينيقيين ...
3 ) بعد عقاب التيه والضياع في صحراء سيناء لأربعين عاماً مات خلالها موسى و هارون عليهما السلام دخل بنو إسرائيل بقيادة يوشع بن نون إلى فلسطين و عاشوا بها زمناً طويلاً خلاله بعث الله تعالى منهم ولهم أنبياء كثيرين منهم داؤود عليه السلام وكان ملكاً عليهم و رسولاً في ذات الوقت ثم خلفه بأمر الله واختياره ابنه سُليمان حاكماً و نبياً ثم ظهر منهم زكريا و ابنه يحي عليهما السلام و منهم كانت مريم ابنة عِمران أم المسيح عيسى عليهما السلام وقد وهبها الله تعالى إياه من غير أب و بعثه بالنبوّة و أنزل عليه الإنجيل ... و تآمر عليه الرومان الذين يحكمون فلسطين وبعض أتباعه فرفعه الله إليه ليجعل من نزوله إلى الأرض مرة أخرى قادمة علم من علامات الساعة الكبرى وسيكون خلال وجوده على الإسلام بنسخته الخاتمة المُنزّلة على خاتم الأنبياء و المرسلين محمد صلى الله عليه و سلّم وسيقتل خلال وجوده المسيح الدجّال في فلسطين .... و بعد أن رفع الله تعالى إليه عيسى بن مريم و بمرور الوقت حرّف بنو إسرائيل التوراة و الإنجيل و شاركهم النصارى في التحريف ، و زاد بغيهم و ظلمهم فأرسل الله تعالى عليهم قوماً من بلاد العراق القديم فأنهوا دولتهم و حطّموا ملكهم و تفرّق بنو إسرائيل في بقاع الأرض ..
4 ) حين بعث الله تعالى محمد بن عبدالله رسولاً للناس كافة في 10أغسطس 610م كان بيت المقدس في القدس قبلة المسلمين لأكثر من أربعة عشر عاماً ، و إلى فلسطين و بيت المقدس خاصة كانت رحلة الإسراء و صلّى محمد بن عبدالله بالأنبياء كافة في مسجدها المُبارك المسجد الأقصى الذي بناه كما الكعبة أبو الأنبياء خليل الله إبراهيم عليه السلام و قد فتح المسلمون في شوّال 15ه الموافق أبريل 637م ... وفي صلاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم دليل أنه أصبح إمام كل المؤمنين بالإسلام دين الله و عليه أنزل الله تعالى في 23 سنة القرآن المجيد الذي يحتوي مع ما أبناه الرسول محمد النُسخة الأخيرة والخاتمة من الإسلام دين كل النبيين المُرسلين من رب العالمين..
5 ) استمر بنو إسرائيل مُتفرقين مئات السنوات بعد تدمير دولتهم حتى ظهرت فكرة إعادتهم إلى فلسطين وجمعهم من أصقاع العالم في دولة خاصة بهم و تزعّم هذه الفكرة صحفي يهودي هو ثيودور هرتزل و دعا لعقد مؤتمر يجمع قادتهم لهذا الغرض في 29 أغسطس 1897م و انعقد في مدينة بال في دولة سويسرا الأوروبية و قرر تأسيس الحركة الصهيونية لتعمل من أجل تحقيق هذا الهدف و إلى جانبها عام 1908م مؤسسة تشرف على جمع اليهود و هجرتهم المعاكسة إلى فلسطين هي ( الوكالة اليهودية ) ...و طلب هرتزل من السلطان عبدالحميد سلطان الدولة العثمانية التي كانت تحكم كل البلاد العربية طلب منه جزء من فلسطين ليقيم عليها دولته فرفض السلطان ذلك بكل شِدّة و إخلاص لدينه و لأمّته الإسلامية ....
6 ) حين ضعفت الدولة و الخلافة العثمانية تمكّنت دولة بريطانيا عام 1917م من احتلال الأراضي الفلسطينية وكانت من قبل تحتل مصر منذ عام 1882م و في 2نوفمير 1917م وعدت حكومة بريطانيا اليهود بدعمهم في إقامة دولة خاصة بهم على الأراضي الفلسطينية و بدأ اليهود يتسرّبون إلى فلسطين ضمن هجرة منظمة زاعمين أنّ فلسطين أرض بلا شعب و أنهم شعب بلا أرض مع أنّ فلسطين أرض عربية منذ أقدم العصور وحتى قبل مجيئ الصالحين منهم إليها بقيادة يوشع بن نون و في ذات الوقت فإنّ لكل يهودي مؤمن بدولة لليهود في فلسطين كانت له جنسيته و دولته التي هو و أهله من قبل بعض سكانها ...
و حين أتوا دفعات بعد دفعات أخذ الصهاينة في تأسيس عصابات مسلحة كانت نواة الجيش الصهيوني ، و بعد أن استكمل الصهاينة استعداداتهم للسيطرة و النفوذ صدر عام 1947قرار لتقسيم فلسطين بين العرب واليهود من قبل منظمة الأمم المُتحدة فرفضه العرب داخل وخارج فلسطين و لكن كانت بريطانيا فارضة نفسها ..
7 ) في 15مايو 1948م أعلنت بريطانيا انسحابها و تسليم فلسطين للحركة الصهيونية فأعلن اليهود إقامة دولتهم كقوة بغي وعدوان و توسّع و أسموها باسم نبي الله يعقوب الذي كان يُدعى اسرائيل ... فيما اقتبسوا اسم صهيون من قبل من جبل في القدس الشريف بهذا الإسم و اختاروا نجمة النبي داؤود السداسية لتكون أحد مكونات علم ( اسرائيل ) المزعومة .. رموز من دين استغلوه ولا زالوا في قيام دولة هي حرب على الدين الصحيح دين الله الحق المُبين ....
8 ) شنّت الجيوش العربية و المجاهدون المتطوعون من مصر و سوريا والعراق والأردن الحرب ضد الدولة الوليدة عام 1948م ، و رغم التضحيات إلا أنهم فشلوا في طرد الاحتلال الجديد ... و تُسمى الأراضي الفلسطينية التي قامت عليها دولة إسرائيل في القاموس السياسي باسم أراضي 48 ...
9 ) في السادس من يونيو /حزيران عام 1967م شنت دولة العدو الصهيوني ( إسرائيل) حرب مفاجئة دمّرت فيها الطيران الحربي المصري و احتلت صحراء سيناء إلى ضفة قناة السويس الشرقية و احتلت هضبة الجولان السورية... و استكملت احتلال فلسطين بالسيطرة على الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس و على قطاع غزة المليء باللاجئين الفلسطينيين ... و تسمّى هذه الأراضي في القاموس السياسي أراضي 67... و أسمى العرب هذه الحرب بنكسة حزيران و يسميها الصهاينة بحرب الأيام الستة ..
10 ) في السادس من أكتوبر 1973م شن الجيش المصري المُعد إعداد مُتكامل تدريباً و تسليحاً و روحاً إيمانية هجوم قوي و مفاجئ على القوات الصهيونية فوق القناة و في صحراء سيناء وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح و المُعدّات فاستنجدت بحاميها وشريكها الاستعماري الجديد الولايات المتحدة الأمريكية التي سارعت بنقل الدبابات من أمريكا إلى ساحة المعركة عبر الطيران في عملية سُميت بعش النيكل و وجد الصهاينة ثغرة على الجيش المصري مكنتهم من إيقاف انتصاراته و فرض هُدنة مؤقتة و بعد مفاوضات كان الوسيط فيها الأمريكيين تم الإيقاف النهائي للحرب ...
11 ) في 17 سبتمبر 1978م وقّع الرئيس المصري أنور السادات صلح واتفاقية سلام مع العدو الصهيوني ثم وفي 26 مارس 1979م اتفاقية عرفت باتفاقية كامب ديفيد بوساطة من الرئيس الأمريكي جيمي كارتر و انسحبت بموجبها القوات الصهيونية من صحراء سيناء مقابل السلام مع مصر واعتراف رئيسها بدولة ( اسرائيل ) ... وقد قُتل السادات لهذا السبب في السادس من أكتوبر 1981م بعد أن وجد عمله رفض عربي و إسلامي واسع جداً...
12 ) في ديسمبر 1987م بدأت ثورة الحجارة الفلسطينية واستمرت نحو عامين كان الفلسطينيون والأطفال منهم خاصة يرشقون فيها بالحجارة عناصر الجيش والأمن الصهيونيين و تمكّنت من إرهاق العدو الغاصب ...
13) في 10ديسمبر 1987م تم تأسيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من قبل فرع جماعة الإخوان المسلمين في العمق الفلسطيني بقيادة الشيخ الشهيد أحمد ياسين ... وكان لها دور كبير في ثورة الحجارة الأولى ... واهتمت منذ تأسيسها ولا تزال بخدمة الشعب الفلسطيني على جميع الأصعدة الحياتية قدر ما استطاعت وقدر ما واتتها الفرصة و توفّرت لها الإمكانات ...
14 ) في 30 أكتوبر 1991م انعقد مؤتمر مدريد للسلام في إسبانيا وهو أوّل مؤتمر مشترك بين الحركة الصهيونية و منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات ، وهي منظمة تأسست عام 1964م لتحرير فلسطين من الصهاينة و إذ بها تعترف بهم و تتفق معهم على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الصهيونية و بمرور الوقت اتضح أنّ الصهاينة و أعوانهم وسادتهم الأمريكان لم تكن لديهم أي جدية في ما تم الإعلان عنه و تقررت تفاصيله في ما بعد باستثناء منح الفلسطينيين دويلة ضعيفة هشّة بشروط الصهاينة كاملة دولة بلا سلاح و تحت سقف الاحتلال الصهيوني برئاسة ياسر عرفات ... واختلف الطرفان بمرور الوقت حتى قام الصهاينة من خلال عملائهم بتسميم ياسر عرفات و إثر وفاته في 11نوفمبر 2004م تم اختيار محمود عباس (أبو مازن) رئيس من بعده لمنظمة التحرير الفلسطينية و الدويلة الهشة الفلسطينية ( السلطة الفلسطينية و عاصمتها رام الله) ولا يزال و لا تزال . .
15 ) بدأت حركة حماس بشن العمليات الاستشهادية ضد القوات الصهيونية في الضفة الغربية و قطاع غزة باستهداف أفرادها و عناصرها في وسائل النقل و المواصلات... وقد كان من نتائج ذلك انسحاب القوات الصهيونية من قطاع غزة في 15أغسطس 2005م بعد أن تم إجلاء كل المستوطنات اليهودية داخل القطاع الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط...
16 ) حكم قطاع غزة أفراد من حركة فتح كبرى مكوّنات منظمة التحرير الفلسطينية التي كان زعيمها ياسر عرفات منذ عام 1969م ، و تم إجراء أوّل انتخابات البرلمان / المجلس التشريعي الفلسطيني وفازت حركة حماس بالأغلبية يوم 29 ديسمبر 2006م ، و قبِل قادة حركة فتح بقيادة محمود عباس رئيس ما يُعرف بالسلطة الوطنية الفلسطينية بالنتيجة في البداية ثم حاولوا في قطاع غزة الإنقلاب على حركة حماس و لكنهم أخطأوا التقديرات فتم تصفية نفوذهم داخل قطاع غزة في 15يونيو 2007م و كان يتزعمهم فيها محمد دحلان الذي فر والعشرات من عناصره إلى مصر المجاورة و منها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ولا زال مُقيم بها ، وفرضت حكومة العدو الصهيوني الحصار الخانق على كامل قطاع غزة بما فيه إغلاق معبر رفح بين غزة و مصر ...
17 ) حاولت دولة العدو التخلّص من وجود حركة حماس و ذراعها المسلح كتائب عز الدين القسّام و ذلك عبر شن عدد من الهجمات البربرية الوحشية على القطاع المُحاصر و فشلت فشلاً ذريعاً...
18 ) تأسست في قطاع غزة تنظيمات عسكرية لمقاومة الاحتلال منها حركة الجهاد الإسلامي و كتائب أبو علي مُصطفى ...
19 ) راكمت حركة حماس و كتائب عز الدين القسّام خبرتها و كثّفت تدريباتها العسكرية و طوّرت أسلحتها المحلية الصُنع ، وتعاونت و قدمت الكثير من ذلك للفصائل الأخرى في القطاع...
20 ) في صباح يوم السبت السابع من شهر أكتوبر 2023م شنت حركة حماس وكل الفصائل الفلسطينية في غزة هجوم عسكري مفاجئ و مباغت و ناجح جداً بري وجوي و بحري أسفر عن قتل عشرات الجنود الصهاينة و أسر عشرات آخرين و تدمير الكثير من عتاده الحربي ...
اكتسى العدو وِشاح الآلام و سيطر عليه القهر لما حل به و بدلاً من الولوج في مسار سلام يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية ذات سيادة شن هجوم بربري على قطاع غزة بدعم مكشوف من العدو الحقيقي للشعوب العربية الإدارة الأمريكية لينتقمون بكل وحشية و غطرسة و صلف و ليفكرون من جديد في إنهاء وجود حركة حماس من قطاع غزة و ليطرد آلاف جديدة من الفلسطينيين من أرضهم ...
وختاماً...
تبقى القضية الفلسطينية قضية كل فلسطيني وكل عربي وكل مُسلم و مما يجب عليهم تجاهها القيام بكل ما يستطيعونه من جُهد و جهاد لتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني الغاشم و من أجل مساندة الشعب الفلسطيني الصامد في وجه العدوان وخططه الرامية إلى تصفية و إنهاء القضية الفلسطينية و طرد ما استطاع من شعب فلسطين واستقدام المزيد من الصهاينة ليستوطنوا مكانهم ، كما يهدف إلى جعل وجود الكيان الصهيوني أمر طبيعي على أرض ليست أرضه وفي وسط يقبل به و يتعامل معه من دون مقاومه وكأنّه دولة طبيعية كيان يشارك في تخريب المنطقة و محاربة قيمها و دينها الإسلامي ...
ونهاية وتدمير دولة الكيان الصهيوني الإسرائيلي حتمية قد ذكرها الله تعالى في القرآن المجيد و ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلّم في الحديث الشريف و لكن لا يعلم أحد على وجه التحديد متى يحدث هذا الخلاص النهائي من دولة الشر و تحالف الأشرار البُغاة ...