تعتبر الكوارث الطبيعية من أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات حول العالم خصوصا مع التغير المناخي. وتتسبب هذه الكوارث في خسائر فادحة للأرواح والممتلكات، وتترك آثارًا مدمرة على البنية التحتية والمجتمعات المتضررة. وفي هذا السياق يقدم العمل الإنساني دورًا حيويًا في تقديم المساعدات والإغاثة للمتضررين والمساهمة في إعادة بناء وتعافي المجتمعات المتأثرة، وكلما كان الدعم والانقاذ سريعا ساهم في انقاذ الأرواح والحفاظ على الممتلكات. و نستعرض كيف يمكن للعمل الإنساني أن يقدم المساعدة في حالات الكوارث الطبيعية وأهمية هذا الدور بالمجتمع.
1. التأهب والاستجابة السريعة:
يعد التأهب والاستجابة السريعة من أهم أولويات العمل الإنساني في حالات الكوارث الطبيعية. حيث يتطلب ذلك إنشاء آليات وخططاً للاستجابة المبكرة والتعامل السريع مع الكوارث. ويجب أن تتوفر موارد كافية وفرق مدربة ومجهزة للتعامل مع الطوارئ وتقديم المساعدة الطبية الأولية والإمدادات الأساسية للمتضررين وتنظيم غرف عمليات انسانيه تعمل على مدار الساعة.
2. توفير المساعدة الطبية والرعاية الصحية:
تعد المساعدة الطبية والرعاية الصحية جزءًا حيويًا من العمل الإنساني في حالات الكوارث. يجب توفير الرعاية العاجلة للجرحى والمصابين وتوفير الأدوية واللقاحات الضرورية. كما ينبغي توفير الرعاية النفسية والاجتماعية للمتضررين للمساعدة في تجاوز الصدمة النفسية والتأقلم مع التغيرات الناجمة عن الكارثة.
3. إيواء وتأمين الاحتياجات الأساسية:
في حالات الكوارث، يتعرض العديد من الأشخاص لفقدان منازلهم وممتلكاتهم. و يجب أن يكون للعمل الإنساني دور في توفير المأوى المؤقت والإمدادات الأساسية مثل الغذاء والماء والملابس. يجب أن توفر الجهات الإنسانية الدعم للمجتمعات المتضررة لإعادة بناء بيئتهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية، ونؤكد اهمية وجود رصيد في المخازن لحالات الطوارئ .
4. تعزيز الاستدامة وبناء المجتمعات:
يجب أن يكون للعمل الإنساني دور في تعزيز الاستدامة وبناء المجتمعات المتضررة بعد الكوارث الطبيعية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير التدريب والتعليم للسكان المحليين، وتعزيز قدراتهم على التعامل مع الكوارث في المستقبل. يمكن أيضًا تنفيذ مشاريع التعافي الاقتصادي لتعزيز الاقتصاد المحلي وتأمين فرص العمل للمجتمعات المتضررة.
5. التنسيق والتعاون:
يعد التنسيق والتعاون بين الجهات الإنسانية المختلفة والجهات الحكومية والمنظمات الدولية أمرًا حاسمًا في تقديم المساعدة في حالات الكوارث الطبيعية. يجب أن تتعاون هذه الجهات الانسانية لتقديم الدعم المتكامل وتجنب الازدواجية أو التكرار في الجهود الإنسانية . و يسهم التنسيق الجيد في تحقيق أقصى قدر من الفعالية والكفاءة في تقديم المساعدة وإيصالها إلى أكبر عدد من المستفيدين.
فالعمل الإنساني يعد في حالات الكوارث الطبيعية أمرًا حيويًا في غاية الأهمية لتقديم المساعدة والرعاية للمتضررين وتعزيز عملية التعافي وإعادة البناء. ويجب أن يتم تعزيز الجهود التعاونية والتنسيق بين الجهات المعنية لضمان تقديم المساعدة الفعالة والمستدامة. بالعمل المشترك والتركيز على تعزيز الاستجابة السريعة وتوفير المساعدة الطبية والرعاية الصحية وأماكن للايواء المؤقت وتأمين الاحتياجات الأساسية وبناء المجتمعات .ونتمنى ان يؤسس صندوق للمساعدات الانسانية وقت الطوارئ وتساهم فيه الدوله والمنظمات ويكون له القدره على الاستجابه السريعه وقت الكوارث، ونلمس للعمل الإنساني (منظمات المجتمع المدني) وبتكاتف الجهود مع الدولة والقطاع الخاص دورًا حاسمًا في تخفيف الكوارث الطبيعية ومساعدة المتضررين على العودة إلى حياتهم الطبيعية بالمجتمع.
د. عبد الله رمضان باجهام
باحث في العمل الإنساني