التراجيديا الدولية القائمة بسيناريوهاتها المتعددة وتموضعات اطرافها المتخاصمة في مربعات العداء المتفق عليه وبقواعد الاشتباك المرسومة .
كل ذلك يذكرنا بحرب حزب الله في تموز 2006 مع اسرائيل التي انساق السواد الاعظم في شراكها وتمخضت عن تسليم لبنان لحزب الله وقصاء الحضور السني من اروقة السلطة في لبنان .
وهاهو اليوم يتكرر السيناريو في اليمن ويراد ان يفضي مشهد العراك المحمود بين الخلان الى تسليم اليمن للمليشيات الحوثية، لكن انى لهم ذلك فاذا كانت القوى الشيعية مثل بعض فالقوى السنية في اليمن لاشك تختلف وضعا واداء سياسيا عن سنة لبنان.
العقلية العربية والاسلامية لازالت تحكمها السطحية في التعاطي مع المواقف والحكم على الاطراف حتى غدت تصفق لجلاديها وشانقيها اذا ماظهروا بثياب الواعظين لم تستفد من التجارب السابقة ولم تستحضر حال البلدان الاخرى وماجرى فيها كالعراق وسوريا ولبنان من العراك الناعم المتوافق عليه بين الغرب والايرانيين .
بيت الداء في تسوية المليشيات الحوثية بحماس سواء في التصورات او الاحكام او المواقف السياسية ومن الحيف التعاطي مع المليشيات والنظر اليها من خلال انطباعات الأباعد وتجاهل مواقف الاقارب منها وإغفال المجلدات التي تحكي حقيقة تلك المليشيات والجرائم التي اقترفتها على مدار عشرات السنين في حق اليمن والشعب اليمني .
الحكم على طرف ما من خلال موقف مفرد وتجاهل آلاف المواقف السابقة هي منهجية آنية غوغائية تنافي منطق العقل والشرع وتجافي المنهجية العلمية .
معرفة الغرب بطبيعة تكوين العقلية العربية واغترارها بالموقف اللحظي الآني في التصورات وفي الاحكام هو ما سول لها حبك تلك السيناريوهات وتلميع جنودهم من القوى الشيعية في المنطقة .
فزاعة المساواة بين حماس وبين المليشيات الشيعية لاينبغي ان تسكت الاحرار عن الجهر بالحق مهما كان وعن نسف الباطل مهما تزين وأينما تموضع الرسول الكريم لم يمنعه مسمى المسجد من نسف مسجد الضرار بل وتنزل في تأييد ذلك قرآن يتلى الى يوم القيامة