برغم أجواء الشتاء التي لم تنتهِ بعد .. فإن من الملاحظ أن فترات انقطاع الكهرباء بدأت على التو تتصاعد وتزيد ساعاتها رويداً رويداً .
وفي هذا إشارة يدركها كل مكتوٍ بنار الحر في الصيف القادم أن وضع الكهرباء لا يزال غامضاً .. هذا إن لم يكن حالها قابعاً إلى اليوم في نفق المجهول .
سنسمع كالعادة مع إقبال الصيف القادم .. مزيداً من الوعود ومزيداً من الأعذار وكثيراً من إعلانات الصيانة .. وستتجه الأخبار والمتابعات اليومية لمواكبة سير بواخر المشتقات النفطية ومواعيد وصولها وأسباب تأخّرها وما إلى ذلك .
ستتفجر منصات التواصل الاجتماعي بأعداد مهولة من قصص المعاناة للمواطنين جرّاء الحر الشديد وتاثيره على المرضى وأصحاب الأمراض المزمنة .
يتبعها الحملات المسعوردة المنادية بإغلاق الجوالات واللابتوبات والآيبادات وشاشات الفضائيات تفرّغاً للعبادة في الشهر الفضيل .
السلطات المحلية يومئذٍ وربما إلى قيام الساعة لن تحرّك ساكناً .. فأغلب مسؤوليها سيسهرون الليالي الطوال وسينامون طيلة النهار .. وربما هذا ديدينهم خلال رمضان وغير رمضان .
أصبحت الكهرباء مسرحاً للفساد وتنكيد حياة هذا الشعب المسكين .. ولكي يطمئنّ المواطن أن جرعته من النكد آتية لا محالة .
فها هم يبعثون ببرقيات الشوق والحنين من خلال انطفاءات عشوائية لا تلتزم بجدول معين .. بل يفعلونها كيفما شاءوا ومتى ما رغبوا .