في مطلع هذا الأسبوع، أصدرت قناة BBC تحقيقًا مهمًا يكشف عن جرائم الحرب المرتكبة في اليمن، وذلك بناءً على معلومات وحقائق ودلائل موثوقة. وقد أثار هذا التقرير الصادر عن القناة العالمية اهتمام الجمهور والمجتمع الدولي.
أعرب الصحفي الجنوبي والقيادي بالحراك السلمي، عبد الكريم السعدي، الذي يشغل منصب رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية، عن أهمية هذا التحقيق وضرورة التوقف أمام ما يحمله من معلومات وحقائق ودلائل. وشدد السعدي على أهمية التحقيق في حيثياته بعيدًا عن التجاذبات السياسية والتراشقات الإعلامية.
ودعا السعدي إلى تحرك وطني قانوني يشمل النائب العام والحكومة اليمنية والمنظمات الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان وكافة الجهات المسؤولة الأخرى المعنية بهذا الملف.
وأكد أن التحقيق الذي أجرته القناة البريطانية أظهر بوضوح الفاعلين واعترافهم بجرائمهم، فضلاً عن تسليط الضوء على الطرف الإقليمي الذي دفع لارتكاب تلك الجرائم.
وبوجود العديد من الضحايا اليمنيين، الذين يحميهم الدستور والقوانين، تحمل الجهات المعنية مسؤولية فتح الملف والتحضير لرفع قضايا تستند إلى حيثيات التقرير المذكور، وأخذها بعين الاعتبار في المحاكمات المستقبلية. كما يتعين جمع جميع الوثائق والأدلة الأخرى التي تم الحصول عليها من خلال التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية المحلية والمتهمين الذين تم القبض عليهم بعد ارتكاب جرائمهم.
ويأمل السعدي وغيره من المدافعين عن حقوق الإنسان في اليمن أن يتم التعامل بجدية مع هذا التحقيق، وأن يؤدي إلى تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم المروعة التي أرسخت في الذاكرة الجماعية لليمنيين والمجتمع الدولي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التحقيق يساهم في تعزيز الشفافية والمساءلة، وهما عنصران أساسيان في بناء مستقبل يمني أفضل.
وفي الختام، يجب أن يكون الاستجابة لهذا التحقيق تحركًا وطنيًا قانونيًا، يضم النائب العام والحكومة اليمنية والمنظمات الحقوقية والجهات المعنية الأخرى. يتعين على الجميع العمل بجدية وسرعة لفتح الملف وجمع الأدلة والوثائق اللازمة لرفع القضايا وتقديم المسؤولين عن تلك الجرائم إلى العدالة. ومن خلال تحقيق شامل وعادل، يمكن تحقيق العدالة والمصالحة والاستقرار في اليمن.