ما كادت سنة 2023م تنقضي بأفراحها وأتراحها وشيوع معالم الإحباطات والإخفاق الذي صبغ الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه اليمن عموماً .. إلا أنه ما إن أقبلت السنة الجديدة 2024م وتحديداً في الشهر الأول منها أي في شهر ( يناير ) أشرقت شمس الأمل بميلاد المجلس الموحّد للمحافظات الشرقية فانبعثت بميلاد هذا المجلس الموحّد آمال التوحّد والتعاضد على امتداد المساحة الجغرافية للمحافظات الشرقية الأربع ( حضرموت ـ شبوة ـ المهرة أرخبيل سقطرى ).
● ميلاد الأمل :
كما قيل : ( أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي ) فقد مثّل قيام المجلس الموحّد للمحافظات الشرقية مشروعاً سياسياً فاعلاً عُدّ بمثابة فرصة واعدة لتلافي ما وقعنا فيه من إخفاقات سابقة وفشل سياسي واجتماعي واقتصادي وتنموي ..
وقد رحّب واحتفى بتأسيس المجلس الموحّد للمحافظات الشرقية فئات كثيرة وقطاعات واسعة وشخصيات شتى ومختلف الفعاليات الاجتماعية بمختلف مشاربها وانتماءاتها السياسية، انهالت سيول من بيانات التأييد من مختلف مشارب الطيف السياسي والمكونات المجتمعية من داخل حضرموت ومن خارجها.
ولو تعرضنا لبيان اللجنة التحضيرية لوجدنا أنه ثمّن بياناً آخر كان قد صدر عن أكثر من ( 230 ) شخصية سياسية وقبلية واجتماعية وأكاديمية وعسكرية وقيادات نسوية وشبابية من المحافظات الشرقية جميعها تتوق إلى أن يكون ثمة حضور عادل وندّي في أي تسوية سياسية قادمة.
● رافعة لتحقيق المطالب :
يعتبر المجلس الموحّد للمحافظات الشرقية رافعة مهمة للدفع بمطالب وحقوق المحافظات الشرقية خاصة وأن أهل تلك المحافظات قد أصبحوا اليوم على شبه إجماع بضرورة تلبيتها بعد أن عاشوا عقوداً من الظلم والتجاهل وماض مثقل بالتهميش والنظرة الدونية والتبعية، وفرض سياسات الاستحواذ والسيطرة على المقدرات والثروات، لذا فقد علا الصوت وارتفعت الحناجر منادية بحق إدارة تلك المحافظات الشرقية لشؤونها إدارياً وسياسياً ومالياً واقتصادياً وتُترك بمفردها لتخطّ معالم مجدها بجهود كوادرها وأبنائها المخلصين.
● حراك سياسي :
منذ الساعات الأولى التي أشهرت فيها اللجنة التحضيرية في سيئون بمحافظة حضرموت المجلس الموحّد للمحافظات الشرقية إلا وأصبحنا نشهد حراكاً سياسياً فعالاً ونشطاً من قبل أبناء الإقليم على مستوى كل محافظة على حدة والمحافظات الأربع مجتمعة ..
وقد حظي المجلس الموحّد بدعم سياسي كبير خاصة وهو يعلن استناده على المرجعيات الثلاث المجمع عليها وطنياً ومتوافقاً عليها على المستويين الإقليمي والدولي.
● تجربة ملهمة :
نجاح تجربة المجلس الموحّد للمحافظات الشرقية كفيل بأن يكون ملهماً بل مصدر إلهام لبقية المحافظات والأقاليم في الجمهورية اليمنية .. لما لهذه التجربة من دلالات عميقة في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ويبقى الأمل في المجلس الموحّد للمحافظات الشرقية وتحقيق أهدافه العظيمة حلماً مشروعاً يراود كل فرد منا متأملاً أن يكون ما حدث من تحولات يمثل أولى الخطوات لتحقيق هذا الحلم الكبير.
● أهداف عالية :
للمجلس الموحّد للمحافظات الشرقية أهداف عليا يسعى لتحقيقها لعل من أهمهما توحيد الجهود لتتركز في بوتقة واحدة والعمل على تفعيل مبدأ الاصطفاف والتلاحم مع البُعد عن الإقصاء وتجاوز الآخرين، ومن الأهداف المطالبة بمنح المحافظات الأربع حقها في تمثيل نفسها بشكل ندي في التسوية السياسية للأزمة اليمنية، ومنها مطالبتها بحقها في إدارة ثرواتها ومقدراتها، وتصريف شؤونها إدارياً وسياسياً ومالياً واقتصادياً .. إضافة إلى عدد من الأهداف الاستراتيجية التي ستنعكس واقعاً وعملاً بجهود أبنائها البررة.
● صناعة التحوّل :
يحدونا الأمل أن يسهم المجلس الموحّد للمحافظات الشرقية في صناعة التحول المأمول وهو أن نرى هذا العقد الفريد من المحافظات الأربع قد حقق ما يصبو إليه من استقلالية ذاتية وتغلب على جميع التحديات والمعوقات بعزيمة وإرادة صلبة لا تلين.
•••كاتب التقرير // احمد باحمادي