بدأت تململات وحرفشات الحر بعد دخول الكهرباء في حالات انطفاء مفتوح لانتهاء المازوت والديزل .. وبات الناس لا تمر عليهم أربع أو خمس ساعات متواصلة ومتتالية من انقطاع الكهرباء إلا ونرى فيهم المريض والطريح وصاحب الضغط وضعيف القلب وقد انهارت أوضاعهم وتهاوت أحوالهم إلى حال لا يعلم به سوى الله عز وجل .
ما طل الظالمون وبلغ مطلهم المدى .. والمشاريع التي كنّا نسمع عنها ونشاهد مراسيم تواقيعها باتت شيئاً من الماضي .. هناك عشرات المشاريع الوهمية ضُحك على الشعب فيها ومن خلالها .. ولم يصحُ الشعب من غفلته وسكرته إلا على لدعة الحر وطزّة القيظ .
لا جهود تُبذل من قبل المسؤولين ولا شيء .. جهودهم تُبذل فقط لتضخيم جيوبهم وتكبير كروشهم وتنمية ثرواتهم .. قعلى الناس اتخاذ مواقف حازمة وقوية في إطار سلمي .
كما أن عليهم التحرك لينفضوا ما ألمّ بهم منذ سنوات طوال من الإذلال والمهانة .. وهنا أحيي المعلمين والمعلمات ومنتسبي قطاع التعليم ولجنتهم الموقرة حيث كانوا أول البادئين والمبادرين في طريق تغيير واقعهم البائس .
الشعب لا يستجدي أحداً رحمة أو إحساناً .. بل هي ثرواته ومقدّراته التي ضاعت بين خزائن وجيوب الفاسدين واللصوص .. إلى متى الرضى .. وكرامة الإنسان تُمس مسّ استهانة وإذلال واستخفاف ..
يُنادى إلى امتحانات الطلاب يوم الأحد القادم .. كيف لهم أن يُمتحنوا ويراجعو ويحفظوا وهم يعانون في هذا الحر الشديد .. وعلاوة على ذلك فقد نسوا كثيراً مما درسوه
حتى وإن افترضنا وكان وجودهم للامتحان تحصيل حاصل ليجري إنجاحهم .. ففي هذا الإجراء قمةّ التقصير في حق الأجيال .. سينتقلون إلى سنة أخرى بزاد قليل وفهم ضئيل .. فماذا ستكون النتيجة مستقبلاً .
ظروف الحرب يمكن للجميع أن يتحملها ويصبر على تبعاتها .. لكنّ ما أتعبنا أكثر هو هذا الفساد والظلم والقسوة التي يلقاها الناس من بني جلدتهم ومن أبنائهم الذين يعتلون سلّم المسؤوليات دون أدنى مسؤولية تجاه رعاياهم.
الرواتب والحر والانطفاء وتأزم التعليم وظلم المعلم وغلاء الأسعار وتدهور العملة وشيوع الفساد واستئساد الباطل وعنجهية الظلم وتكميم الأفواه .. خيبات نتجت عمّن خان المسؤولية .
خبتم وخاب مسعاكم .. وحسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم .