ماتميز به المجلس الموحد ورسالة لابناء المحافظات الشرقية..
إن ما يميز المجلس الموحد عن غيره من المكونات الأخرى هو أستناده على قاعدة مجمع عليها دولياً واقليمياً الا وهي المرجعيات الثلاث بما فيها وثيقة مخرجات الحوار الوطني، ولا أبالغ في القول اذا ماقلت انها مجمع عليها ايضا وطنياً .. الا ما شذ عن القاعدة، فمعظم المكونات السياسية باليمن قد شارکت ووقعت على الوثيقة كما أن اغلب مثقفي اليمن وافراد الشعب متفق عليها أيضاً، وقد تضمنت هذه الوثيقة محاور بناءة والتي من أهمها التأكيد على الدولة الاتحادية كحاضنة للملمة البيت اليمني والتي نحن اليوم بأمس الحاجة اليها جميعنا كيمينين ، بغض النظر عن التوجهات السياسية والمصالح الآنية .
كما تبرز اهمية رؤية المجلس الموحد من حيث تعدد الاقاليم في ظل ظهور دعوات تتطالب باستقلال بعض المحافظات وحلها في تقرير مصيرها فالمجلس اذا قد يكون هو الحل الوسط فلا عودة للمركزية ولا مزيد من التشظي ، وهو الفكرة الاكثر قابلية للتطبيق سلمياً على المدى القريب ، على الأقل في الظروف الراهنة، كما انها تحضى بدعم أممي وإقليمي ودولي، ناهيك أن الشعب اليمني اليوم في أمس الحاجة إلى تحقيق سلام دائم وعادل فقد انهكت الازمات والصراعات ولم يعد قادراً على دفع المزيد من التكاليف الأكثر إيلاماً مادية كانت أو معنوية، سواء في حرب استنزاف ذات طابع اقتصادي أو في صراع عسكري قادم لفرض السيطرة على السلطة والثروة بالقوة، فالشعب تواق للسلام العاجل غير المؤجل أو على الاقل هذا ما تأمل تحفظه كمواطنين، وتعتقد انه فعلاً قد أن الأوان لان تتحمل كافة المكونات السياسية مسؤوليتها كاملة في أن تضع الحرب أوزارها، وان تناى هذه المكونات بنفسها عن السعي لتحقيق مصالح خاصة بها على حساب المصلحة العامة للشعب ككل.
ولا يعني هذا مطلقا التقليل من دور وأهمية المكونات الأخرى على الساحة في المحافظات الشرقية ورؤاها للحل السياسي ، فالتنافس الشريف مصنع لولادة الافكار البناءة، وفي النهاية لن تصمد الا المشاريع الوطنية الناضجة وكما يقولون لن يصح الا الصحيح، فالتعددية السياسية سواء أكانت في المكونات أو في الاطروحات ظاهرة صحية بلا شك اذا ما وظفت بشكل صحيح واذا ما غلبت عليها المصلحة الوطنية، وفي النهاية لايهم المواطن البسيط إلى التوصل لحل قريب ينهي معاناته بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى.
وهناك رسالة أود ايصالها لشرائح المجتمع اولاً واخيراً هي الوعي والوعي السياسي والمشاركة الفاعلة في الحوارات السياسية والمجتمعية ، وان تكون قراراتنا حرة تنبع مما نؤمن به وأن لا تكون امعه تنجر إلى ما قد يجر البلاد والعباد إلى ما لا يحمد عقباه، فإنها أمانه ستسأل عنها ، ونتحمل عواقبها غداً نحن وابناءنا من الاجيال القادمة، وما المرأة الا جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع التي جاءت مخرجات الحوار الوطني داعمة للمراءة فيه عبر إعطائها تمثيل بنسبة 30% مما سيمكن المراءة على كافة الأصعدة وجعلها تلعب دور في بناء السلام والتنمية وعليها أن تتحمل ما عليها من واجبات ومسؤليات تجاه وطنها بما فيها المسؤوليات والواجبات السياسية، وأن تكون اكثر وعيا كون الامكانات للمعرفة والثقافة السياسية اليوم متاحة لها بشكل أكبر عما سبق.